“زوّادتنا” تؤمّن فرص عمل للنساء الفلسطينيات
صمود – عين الحلوة:
تشكل حملة تشغيل النساء الفلسطينيات في مخيم عين الحلوة فرصة لتأمين مداخيل ثابتة لعدد من نساء المخيم. وتأتي هذه الحملة في إطار مشروع “زوادتنا” الذي تنفذه التعاونيات النسائية في المخيم المذكور، الملاصق لمدينة صيدا، جنوب لبنان.
تقول انتصار عثمان (52 عاما): “زوجي عاطل عن العمل حاليا ولدينا عائلة مؤلفة من ستة أشخاص، علمت بهذه الفرصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تقدمت بطلب المشاركة وخضعت لدورة تدريبية في كيفية إعداد المأكولات والحلويات بالإضافة إلى المربيات المختلفة، وشروطها الصحية، ثم بدأت العمل مع المؤسسة بشكل يومي وبعد ذلك تحول عملي إلى شهري”.
وعلى الرغم من زيادة الأجر التي حصلت عليها عثمان، لكنها تشير إلى أن الرواتب لم تعد تكفي لتأمين حياة كريمة لأية أسرة.
انتصار عثمان هي امرأة من نحو ٧٥ امرأة خضعن للتدريبات المطلوبة، لكن قسماً من المتدربات لم يكمل العمل لأسباب معظمها عائلي يتعلق برفض الزوج لعمل زوجته على الرغم من الظروف القاسية.
وتعيش النساء المستهدفات في مخيم عين الحلوة، الذي يضم نحو ٧٠ ألف لاجىء فلسطيني، ترتفع بينهم نسبة العاطلين عن العمل، وفي ظروف أمنية قاسية.
تقول منسقة الحملة روان السيد: “بدأنا الحملة في تموز ٢٠٢٠، مع السيدات اللواتي استمرين في الحملة، كان العمل يوميا، وتحول لدى بعضهن إلى عمل شهري”.
وتشير السيد إلى أن معظم أزواج النساء العاملات لا يعمل، وبالتالي تتحمل النساء مسؤولية تأمين مدخول للعائلة.
وتتفاوت أنواع المنتجات ما بين أطباق أكل يومي يتم تحضيرها بناء على طلب الزبائن، وبين إنتاج الحلويات، المربيات والمخللات، بالإضافة إلى ماء الزهر.
وتضيف السيد:” نعاني في الحملة من مشكلة التمويل، ونتلقى مساعدات فردية من فلسطينيين مقيمين خارج لبنان”.
لكن يبدو أن التمويل ليس العائق الوحيد، إذ تبرز مشكلة التسويق، خصوصا في اللحظة الراهنة التي تشهد تقلبات يومية للأسعار. وترى مسؤولة التسويق سحر مغربي أن ارتفاع أسعار المواد الأولية يوميا، يعيق عملية التسويق، بالإضافة إلى غياب وجود مكان تجاري عام لعرض المنتوجات، إذ يقتصر العرض على عدد محدود من المحلات.
هل تنجح الحملة بتأمين فرص عمل لعدد أكبر من النساء الفلسطينيات، أم يبقى ذلك رهن ايجاد حلول لمشكلات التسويق؟
السؤال برسم الوضع الاقتصادي العام للبنان، والمخيمات جزء من هذا النسيج القادم على انهيار.