نفقُ القيامة
سبتمبر 8, 2021 9:26 ص*بسّام جميل
حقّاً قام
هلّلويا قام حقاًّ وانتصر
هلّلويا شوكة “الأسر” كسر
قام حقّاً قام
في غمرة شعور السجان بالهزيمة، لا يمكن له إلّا أن يفكر بردٍّ سريع ليحافظ على سمعته على الصعيدين الخارجي والداخلي، ويقدّم روايته المضادّة سريعاً قبل أن تفقد الجبهة الداخلية إيمانها بفكرة الهيكل ومناعته وتسقط فكرة شعب الله المختار.
على ما يبدو، أنّ التّخطيط والعمل على حفر هذا النفق احتاج لسنوات طوال، ليحقّق لهذه المجموعة من الأبطال حلم الحرية، لكنّه لم يحتج لأكثر من ثوان قليلة كافية لمرور الخبر العاجل على منصّات التّواصل الإجتماعي ونشرات الأخبار، فيندلع كما النّار في الهشيم، ذلك الحلم الذي أوشك أن يصبح عصيّاً على مخيّلة الشارع والشتات الفلسطيني، في ظلّ الخذلان المتواصل والتّراخي المقصود من سلطة تمجّد المقعد أكثر من الوطن.
قبل ألفي عام، قام اليهود بوهب المال والذهب لحراس قبر المسيح، ليبتكروا رواية مضادةّ، تدّعي أن تلاميذ المسيح قاموا بسرقة جثمانه من القبر، وينكروا قيامته المقدسة فينكروا “نبوّته”، وبذلك يواجهون الدين الجديد ويكسرون عقيدته، فهل نحن اليوم أمام حكاية مشابهة لنفي هذا الحدث المزلزل وانهيار منظومتهم الأمنية؟!
هل هذا الحدث بمقام عودة الإيمان بأنّ أبطالنا في الأسر ما زالوا يمتلكون مقوّمات البطولة والإرادة والإبتكار، ليحققوا ما عجز عنه أزلام السلطة الفلسطينية؟!
علينا أن لا ننسى أنّ اتفاقية أوسلو، منعت بموجب بنودها أن يتمّ التعامل مع الأسرى الفلسطينيين على أنّهم أسرى حرب، وهذا يعني عدم شمولهم بأيّ من مواثيق جنيف الدولية المعنية بأسرى الحرب.
سنسمع بالتأكيد، محاولات لتبرير هذا الإختراق العظيم لمنظومة، رغم كل جبروتها، ما تزال أضعف من أن تمنع هذا الإيمان من تحقيق جدواه في صدور المؤمنين من الأسرى في معتقلات الاحتلال، وآخرون في ساحات النضال والانتظار.
المؤرق الآن، هو مصير هؤلاء الأبطال، والوجهة التي سيختارونها إن تمكنوا من الاختيار، والخروج من مدن الضفة، غزة، الأراضي اللبنانية أو الأردنية. خيارات، أفضلها ليس أقلّ خطورة من أسوئها، وطرق محفوفة بالألغام البشرية والفعلية، فِخاخ على طول الطريق وعرضها واتّساعها، وإيمان بأنّ كلّ هذا سيمضي كما مضت كلّ السنوات تلك، كما وبقطعة معدنية رقيقة خلخلوا أسطورة أمنهم وقدراتهم وأجهزتهم الخارقة، سيحسمون وجهتهم ويعانقون الحرية من جديد.
في الضفة قتلة يرتدون عباءة إيمان مغشوش، سيأتيهم الأمر ليبدأوا بمطاردة وعمليات البحث عن أسرانا الذين حرّروا أنفسهم بأيديهم، كأنبياء وُجب قتلهم أو جلبهم صاغرين، وسيحاول أوصياء التنسيق الأمني أن ينالوا منهم، ليستعيدهم السجان. ربما، هذا ما سيدفع بأبطالنا لتكون غزة وجهتهم، فلا أمان في ضفة يديرها احتلال ووكالاء بلا ولاء إلا للمال وحسابات الـ vip .
في المشهد قيامة مباركة، وأعداء كثر سيبحثون عن سردية مضادّة، لكنّه إيمان يُعاد بعثُه في صدور تقرأ الآيات وتبتسم لما سيكون عليه غد قريب.
*كاتب فلسطيني
وسوم :
الاحتلال, بسام جميل, سجن جلبوع, صمود, فلسطين, نفق الحرية