فنان فلسطيني يحمل رفشاً في ورشة بناء

التصنيفات : |
أكتوبر 11, 2021 12:44 م

*وفيق هوّاري – صمود:

كان يحمل رفشا، يقف بجانب حفرة لمد شبكة للصرف الصحي في “تعمير عين الحلوة”، وهي منطقة ملاصقة لمُخيّم عين الحلوة، يعيش فيها نحو 15 ألف إنسان من اللبنانيين والفلسطينيين.

أقتَرِبُ من الشاب حامل الرفش، وأسأله بصوتٍ عال: “ألستَ أنتَ “مَزين” الذي يُغنيّ في الحفلات؟”.

يجيب بصوت منخفض: “نعم”.

هذا ما لفتَ نظري ودفعني للاقتراب منه والتعرّف إليه. “نعم أنا أحمد مَزين، وأنا لاجىء من عكا، وأغنّي في المناسبات الوطنية، وفي الحفلات الطربية العادية”.

وعن عمله في ورشة الصرف الصحي كعامل،

أجاب: “أعمل في هذا المشروع، فأنا مضطرّ للعمل في أيّ مشروع كي أؤمن دخلاً للعيش بكرامة، وأساعد أهلي الذين يُعانون، كغيرهم من الأسر، بسبب الإنهيار الذي يشهده لبنان”.

“مَزين” يُشارك في الغناء بعدة حفلات، لكنه لم يدرس الموسيقى في أيّ معهد متخصص. يقول لـ”صمود”: “إقتصر نشاطي الفني على الغناء، لأنّ الفرصة لم تسنَح لي لدراسة الموسيقى. في فترة سابقة درست العزف على العود عند أحد الفنانين، لكنّني لم أستطع أن أدفع الكلفة المطلوبة، لذا لم أستمر بالدراسة”.

وماذا يغنيّ “مَزين” في الحفلات الفنيّة؟

قال: “أؤدي أغاني طربيّة لأم كلثوم، ومحمد عبد الوهاب، وعبد الحليم حافظ، وأسمهان، وأنت ماذا تريد أن تسمع؟”.

أجبته: “هل تستطيع أداء أغنية الأطلال لأم كلثوم؟”. لقد اخترت هذه الأغنية لصعوبة أدائها.

صمت “مَزين” لحظات قبل أن يبدأ الغناء بصوت منخفض، ليُشير إلى قدراته الفنية، اختار منها مقاطع، وأنهى الأداء بالمقطع المُميز الأخير منها. كان الأداء جميلاً جداً يُطرب السامع ويفتح شهيته للمزيد.

أضاف “مَزين”: “أنا عضو في “فرقة حنين للتراث الفلسطيني”، أؤدي فيها الأغاني الوطنية الفلسطينية، كما أشارك في حفلات فنية خاصة لقاء أجر، لكنّ هذا الأجر لا يكفي للعيش بكرامة، لذا أُضطرّ للعمل في مهن متواضعة كي أعيش”.

وعن طموحه الفني؟

قال: “طموحي متواضع، لأنّني غير قادر على تأمين كلفة إنتاج أغانٍ خاصة، حالياً تُكلّف الأغنية الواحدة حوالي 10 آلاف دولار، وأنا بالكاد أؤمّن لقمة عيشي. فالإمكانات أمام الفنانين الفلسطينيين، وخصوصاً في لبنان، محدودة جدا، وكلّ همي أن أُثبت امتلاكي لصوت مميّز. وكان الفنان المرحوم محمد الآغا قد لحّن لي أغنية، ولم أوزّعها وأسجلها بسبب ضعف الإمكانيات”.

في ظلّ وضع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، كأناس محرومين من حقوقهم الإنسانية، هل يجد “أحمد مَزين” وغيره من الفنانين، نافذة أمل لتطوير قدراتهم الفنية والشهرة؟


وسوم :
, , , , , ,