“مستقبل المنطقة في ظلّ الإنسحاب الأمريكي من أفغانستان” لقاء حواري في مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي

التصنيفات : |
نوفمبر 8, 2021 12:35 م

*خاص – صمود:

بدعوة من “مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي” في بيروت، عُقد لقاء حواري، يوم الخميس الفائت، حول دلالات الإنسحاب الأمريكي من أفغانستان واحتمال انعكاس ذلك على دور واشنطن في المنطقة العربية والإسلامية، والخيارات المستقبلية للقوى الإقليمية والدولية، بحضور حشد من الشخصيات الدبلوماسية والفكرية والسياسية والإعلامية.

شارك في اللقاء الباحثان في الشؤون الدولية الدكتور أحمد ملّي والدكتور وليد شرارة وقدّم للحوار الصحافي قاسم قصير.

بداية، تحدث الدكتور وليد شرارة عن الإنسحاب الأمريكي من أفغانستان، واعتبر أنّه: “تمّ بطريقة أظهرت سوء التقدير الأمريكي، وجاء بقرار مُسبق، وذلك في إطار تغيير السياسات الأمريكية حول العالم، وإعطاء الأولوية للصراع مع الصين، ومواجهة قوتها المتنامية في العالم، ومن أجل التخفيف من تكاليف بعض الأدوار العسكرية في العالم”.

وأضاف: “إنّ الصراع الأمريكي – الصيني المتنامي سيفرض على واشنطن تغيّراً باستراتيجياتها حول العالم وفي المنطقة، وهي تشهد مؤشرات سلبية في أدوارها العالمية، قد يؤدي لحصول انسحاب من المنطقة مستقبلا، مما يفرض على القوى الإقليمية والدولية دراسة هذه المتغيرات والبحث بكيفية ملء الفراغ الحاصل وقيام نظام إقليمي جديد قادر على مواجهة مختلف التحديات المستقبلية”.

ثم تحدّث الدكتور أحمد ملّي، عن السياسات الأمريكية خلال العقود الأخيرة، ولا سيّما منذ احتلال أفغانستان والعراق وحتى اليوم، على ضوء تغيّر الأولويات الأمريكية.

واعتبر ملّي أنّ أولويات عديدة تفرض على الأمريكيين الإستمرار في الإهتمام بالشرق الأوسط، والبقاء في هذه المنطقة بأشكال مختلفة، وأنّ تراجع الدور الأمريكي في العالم لا يعني أن تترك أمريكا المنطقة دون إشراف مباشر أو غير مباشر.

وقال: “لذا، قد يكون هذا الإنسحاب من المنطقة مؤجلا، والبديل هو العمل على إثارة الإضطرابات والفِتن والحروب كي تبقى أمريكا وحليفتها “إسرائيل” والقوى المتعاونة معها هي الأقوى في المنطقة.”

في نهاية اللقاء، دار نقاش مطوّل شارك فيه الحضور، عرض أفكاراً ومعلومات مختلفة حول طبيعة الدور الأمريكي في العالم والمنطقة وآفاق المواجهة الصينية – الأمريكية وانعكاس ذلك كله على الأوضاع في المنطقة.

في حين اعتبر البعض أنّ الوجود العسكري والأمني الأمريكيين ما زال قوياً وفاعلاً في المنطقة، وأشار آخرون إلى حصول متغيرات حقيقية دولية وإقليمية تتطلّب تقديم رؤية جديدة لمواجهة مختلف التحديات.

وحصل شبه توافق على “ضرورة تعاون شعوب ودول المنطقة لمعالجة مشاكلها في ما بينها، وقيام نظام إقليمي جديد لملء أي فراغ  قد يحصل أو من أجل منع أمريكا من إثارة الحروب والفتن الداخلية”.


وسوم :
, , , , , , , ,