“نعم للتطبيع”.. نغمات جديدة في العالم العربي

التصنيفات : |
نوفمبر 8, 2021 2:23 م

ترجمات – صمود:

قبل بضعة أيام، نشر صحافي لبناني يُدعى “نديم قطيش”، مقالاً في الصحيفة العربية المهمة “الشرق الأوسط” دعا فيه للمصالحة والسلام مع إسرائيل، وأشار إلى الضرر الإقتصادي الذي لحق بلبنان بسبب “حزب الله”.

(بن درور يميني)

 قبل أيام من ذلك، كان زميله جان ماري قصّاب، الذي ظهر على قناة MTV  اللبنانية، قد دعا للسلام مع إسرائيل في ظلّ المعارضة لموقف “حزب الله” في موضوع مزارع شبعا، حيث قال: “إيران هي العدو، وليس إسرائيل”.

أما الكاتب المغربي، سعيد ناشيد، فقد ظهر على قناة “سكاي نيوز عربية” وادّعى أنّ الإسلامية هي “مرض وخراب روحاني”.

هذه قائمة بسيطة لتصريحاتهم في الأيام الأخيرة. وهي لم تظهر في وسائل التواصل الإجتماعي، ودون أسماء، بل عبر وسائل إعلامية رائدة باللغة العربية.

فهل ثمّة ما يحصل في العالم العربي؟

بالتأكيد نعم. هذه ليست فقط تصريحات. فالتجارة مع مصر ومع الأردن اجتازت في العام الماضي نمواً ذا مغزى، بعد سنوات من الجمود. ومظاهر التعاون مع دول الخليج باتت أمراً اعتيادياً

وبينما تُكتب هذه الأقوال، فإنّ الموقّع أدناه موجود في منطقة الخليج في كاليفورنيا مع وفد يضمّ إمرأة أعمال وناشطة في مجال السلام مغربية، وصحافية من سوريا. والرسالة المشتركة هي: “نعم للسلام والتطبيع. لا للتحريض ولا لـBDS.

ولا بد سيأتي التقرير عن اللقاءات المرتقبة، وسيكون عاصفا، في الحرم الجامعي أيضا.

كما يوجد محور معاكس: فقد روى ناصر أبو بكر، رئيس رابطة الصحافيين الفلسطينيين، نهاية الأسبوع الفائت، أنّ القيادة العسكرية الإسرائيلية تأمر الجنود بقتل صحافيين فلسطينيين.

في كل مرة يُخيّل لنا أنّه توجد حدود لدعاية الأكاذيب، ويتبيّن العكس.

كما روى أبو بكر عن شكوى رفعها ضد إسرائيل إلى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي. وهي شكوى أخرى في مسلسل الشكاوى. المشكلة هي أنّه حتى لو لم تتوصل الشكوى إلى أيّة نتيجة، فإنّها تحظى بتعاون “إتحاد الصحافيين الدوليين”.

ليس في السياق الإسرائيلي فقط، فالعالم العربي يعمل الآن على محورين: المحور الأول، الفلسطينيون ومؤيدو إيران و”الجهاد”، في تحالف يُشجّع خطاب الكراهية والأكاذيب.

والمحور الثاني، نجد المزيد والمزيد من الأصوات المؤيدة للتطبيع مع إسرائيل.

من يعتقد أنّ هذه أصوات قليلة فهو مخطىء. فالرأي العام العربي، وكما يُبيّن استطلاع لمؤسسة “زغبي”، أنّ دولاً من الخليج وحتى السعودية، مصر والأردن، يوجد أغلبية فيها تؤيد التطبيع مع إسرائيل حتى دون السلام مع الفلسطينيين. أما في لبنان، فـ 51 % من اللبنانيين مع التطبيع، وفي أوساط الفلسطينيين 61 % أغلبية تُعارض التطبيع.

المأساة هي أنّ أغلبية ساحقة في أوساط “القوى التقدّمية” في الغرب، وقسماً هاماً من أوساط النخب الأكاديمية ورجال الإعلام.. يختارون محور الكراهية. فهم لا يُشجعون الفلسطينيين على التقدّم نحو الحلّ والسلام، بل العكس.

هذا التحالف، الذي يشمل “المنظمات الحقوقية” يمنح تبريراً لـ”حماس” وللعنف، ويصف إسرائيل كمن ترتكب جرائمها ضد الإنسانية، بلا توّقف. وأيضا الدول الأوروبية والإتحاد الأوروبي، يضخّان أموالاً طائلة لعدد لا يُحصى من الجمعيات التي تقود محور الكراهية والرفض لمجرد وجود إسرائيل.

في إسرائيل أيضا، وفي الأوساط الأكاديمية والثقافية والصحافية، وضمن النشاط الواسع للجمعيات يوجد تمثيل للتحالف الظلامي. الكثيرون هناك يؤمنون بأنّهم يعنون بالنقد الشرعي. ويُخيّل إليهم أنّهم يعملون “ضد الاحتلال” و/أو ضد مظالم الاحتلال.

هذا تضليل ذاتي. هم أغبياء يستغلّهم تحالف الكراهية. من يتراكض من حرم جامعي إلى آخر ليعرض جنود إسرائيل كمجرمين لا يدفع السلام إلى الأمام، بل يُعزّز اللاساميّة والرفض الفلسطيني. وعندما ينمو في العالم العربي معسكر السلام مع إسرائيل، فغريب وعجيب قليلاً أنّ يكون هناك من يفضل محور الكراهية.

هذه فرصة لمحاسبة النفس في أوساط أولئك الذين يؤيدون السلام وحقوق الإنسان، لكنّهم يخدمون هدفاً معاكسا. فهل ستكون لهم الشجاعة لفعل ذلك.

*نُشر في “يديعوت أحرونوت” بتاريخ 7 تشرين الثاني/نوفمبر 2021


وسوم :
, , , , , , , , , ,