شهرة الأصوات الفلسطينية في دول الشتات وإدراجهم في لوائح “النجوم العرب”
نوفمبر 14, 2021 11:24 ص*منى العمري – صمود:
منذ التسعينيات وحتى ما قبلها، بدأ يظهر تغيُّر في أنماط الهجرة الفلسطينية إلى أوروبا والدول العربية المجاورة، كنتيجة مباشرة وغير مباشـرة لتأثيرات الاحتلال الإسـرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة سنة ١٩٦٧، وبشكل خاص كنتيجة للإضطراب السياسي والحرمان الذي عانى منه الشعب الفلسطيني.
لكن، ورغم كل الظروف والعراقيل السياسية وحركة الهجرة الكثيفة، استطاع أبناء شعب فلسطين أن يصقلوا مواهبهم المتعددة وأن يطوروها في دول الشتات، فقد تميز العديد منهم بأصواتهم التي صدحت بحب فلسطين وسطعت نجوميتهم في سماء الفن، وهناك أسماء فنانين من اللاجئين الفلسطينيين برعوا في الغناء وأضفى كل واحد منهم طابعه الخاص وبصمته المميزة.
وشكّلت هذه النجومية لمعظمهم، منبراً للدفاع عن قضيتهم الفلسطينية ونقلها إلى دول العالم، فتمّ إدراجهم في لوائح “النجوم العرب”، ممن أضافوا قيمة جوهرية على فن الغناء في الوطن العربي والعالم.
نستعرض في هذا التقرير لمحة عن المغنيين الفلسطينيين الذين برعوا في الوسط الفني، وسطعت نجوميتهم في فلسطين ودول الشتات والعالم أجمع:
١- مُنشد فلسطين الأول أبو عرب (١٩٣١- ٢٠١٤):
لُقّب إبراهيم محمد صالح بـ”أبو عرب”، هو مُنشد الثورة الفلسطينية الكبرى وأحد مؤسسي فرقة الفنون الشعبية.
كان أبو عرب من أشهر الشعراء الفلسطينيين في دول الشتات والإغتراب، تميّز بالصوت الثوري، اشتهر بأغنية “يا ظريف الطول”، وكان له وما زال تأثير عظيم في المحافظة على الموروث الثقافي والتراث الفلسطيني.
٢- شفيق كبها (١٩٦٠-٢٠١٣):
لم ينهِ رحيل الفنان شفيق كبها المأساوي، على إثر إصابته بطلق ناري على مفرق أم الفحم، أثره المميز في فن الغناء الشعبي الفلسطيني، فقد أضفى قيمة ثمينة للثقافة الفلسطينية والطرب والفلكلور الشعبي، إذ كان محرّك أساسي لانتشار الفن والموسيقى الغنائية الشعبية بطريقته الخاصة.. وهو الذي غنى “يا حلالي يا مالي” واشتُهر بها.
٣- كاميليا جبران:
عُرفت بميلها للتجديد في الموسيقى الفلسطينية من خلال بحثها الدائم عن هذا المغاير والمنفلت داخل الموسيقى العربية، وظلّت المغنية وعازفة العود كاميليا جبران في الساحة الغنائية والموسيقية الفلسطينية والعربية، تعمل في رحلة جديدة الآفاق تأثراً بالثقافة الإلكترونية الجديدة وخلقت طابعاً فنياً خاصاً بها، من أشهر أغانيها: “حبّ على الطريقة الفلسطينية”.
٤– مُنشد الأقصى كفاح زريقي:
قدّم زريقي أعمالاً عديدة تخدم القضية الفلسطينية مثل أنشودته المشهورة “حلّوا عنّا”، حيث نقلها إلى دول العالم والشتات، معبراً في غنائه عن الإعتداءات والانتهاكات والقيود والظلم الذي تتعرض له مدينة القدس بشكل خاص وفلسطين بشكل عام.
كما شاهد حفلاته ملايين الفلسطينيين المهجرين في مهرجانات أقيمت في دول عربية وأجنبية، وكانت أغانيه لسان حال اللاجئين والمضطهدين وأبناء القضية.
٥- جورج قرمز:
أثّرت أعماله الفنية العريقة في الشعب الفلسطيني ولقيت حباً واهتماماً من الجمهور العربي، خصوصاً أغنيته “أرضنا الجميلة”، حيث كانت أشرطته الغنائية تُباع في الأسواق من دون العلم عن كيفية تسجيلها وتوزيعها بسبب حجبه عن الأضواء. غير أنّ أعماله حملت الكثير من القيم المتجذرة بالثقافية الفلسطينية.
٦- دلال أبو آمنة:
اشتهرت الفنانة الملتزمة بأغنيتها “مريم مريمتي” وتبعها الكثير من الأعمال الفنية المتميزة بالطابع الروحاني والإنساني، إذ أطلقت مؤخراً ألبومها الغنائي الجديد باللون الصوفي. ويتجسد فن “أبو آمنة” بإظهار الفلكلور الفلسطيني والثقافة الفلسطينية ونقلهما للمحافل الدولية.
٧- بلبل فلسطين عبد الفتاح عوينات:
رغم انّ فلسطين لم تكن مسقط رأسه، لكنّ حبه للوطن الأم وحمْله للجنسية الفلسطينية جعلا منه فناناً تصدح حنجرته لفلسطين وللمرابطين في الأقصى، إذ أهدى أغنية “صامد يا دار” للصامدين في الأراضي المحتلة.
٨- ريم بنّا (١٩٦٦- ٢٠١٨):
كانت الفنانة الراحلة، بعد صراعات مع الاحتلال والمرض، تستقي كل أغانيها من التراث الفلسطيني. تميز فنها بالعصري وبأنّه يُحاكي واقع الشباب الفلسطيني، إذ نقلت هواجسهم وأفكارهم وأحلامهم إلى العالم الخارجي، وأثّرت في الجماهير العربية والأوروبية من خلال أغانيها الملتزمة قضايا فلسطينها، وأشهرها: “عذّب الجمّال قلبي”.
٩- سفيرة الفنانين الشباب سناء موسى:
تشتهر الفنانة سناء موسى بتقديم العديد من الأغاني الفلكلورية والتراثية الفلسطينية مثل أغنيتها الشهيرة “يا نجمة الصبح”. بدأت موسى مسيرتها الفنية عام 2003، وحظيت بشعبية واسعة في فلسطين المحتلة والدول العربية، وعُرفت بتأثيرها في الجماهير المؤمنة بقضية شعبها، في المحافل الدولية، وحصلت على لقب سفيرة الفنانين الشباب لعام ٢٠٢١.
١٠- أمل مرقس:
حملت اغانيها معانٍ وكلمات فلسطينية أصيلة، غنّت من أشعار محمود درويش وتوفيق زياد وفدوى طوقان وسميح القاسم وأحمد فؤاد نجم وصلاح جاهين واتّسمت أعمالها الفنية الغنائية بطابع السلام والمحبة، وتعتبرأغنيتها “دولا” دعوة للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
١١- إبراهيم صبيحات:
تعدّدت أعماله الفنية الغنائية، حيث قام بتسجيل العديد من الألبومات، وقد ميّز صبيحات نفسه عن باقي الفنانين الفلسطينيين بطابع خاص في غنائه وهو الدبكة الشعبية مثل دبكته المشهورة “عالرباعية”، المستوحاة من التراث الفلسطيني.
١٢- ميس شلش:
تجسّدت موهبة شلش بالفن الغنائي الملتزم، وأثّرت في القضية الفلسطينية من خلال أعمالها وصوتها القوي، وكانت انطلاقتها ومسيرتها مصدر فخر ودعم للشعب الفلسطيني والجمهور العربي. من أشهر أناشيدها “ودعتك يمّا”.
١٣- ريم تلحيمي:
تواجدت المطربة ريم تلحيمي في العديد من الساحات والمسارح العربية والفلسطينية وقدّمت الكثير من الأعمال الفنية الخاصة بها. وأطلقت، هذا العام أغنيتها الجديدة بعنوان “إلنا بلد” عبر حساباتها الخاصة على مواقع التواصل الإجتماعي، التي تشكّل ولا زالت، منبراً لها لنشر أعمالها الفنية.
١٤- صوت فلسطين عمّار حسن:
لَقي المغني عمّار حسن صدى واسعاً بعد فوزه بالمرتبة الثانية في برنامج الهواة سوبر ستار عام 2004، وبرع في خلق هوية حديثة للأغنية الفلسطينية، ومسيرته الفنية أوصلته ليكون عضواً في لجنة التحكيم لبرنامج “Best Talent”، وقد تميز فنه بضمّ العديد من اللهجات العربية وغنائه للفلكلور الفلسطيني، وبأغنية لأمه “بحبك يا أمي”.
١٥- طوني قطان:
كان لقطان طابع فني مختلف عن باقي المغنيين الفلسطينيين، إذ كانت أعماله الفنية تحاكي الشباب العربي الجديد وما يحبون سماعه من أغانٍ عصرية مثل أغنيته التي لاقت صدى واسعا على مواقع التواصل الإجتماعي وهي “يلي بتحب النعنع”، ويُعتبر أول من أنتج أغاني خاصة به وصورها بطريقة الفيديو كليب.
١٦- عندليب فلسطين الأسمر محمد عساف:
استطاع محمد عساف أن يشارك في برنامج “أراب آيدول”، حيث استغرق وصوله إلى بيروت للمشاركة يومين كاملين، بعدما غادر غزة، متجهاً إلى مصر ومنها إلى لبنان.
وبعد أن أثّر عساف بأغنيته “علّي الكوفية” بجمهور وحكّام “أرب آيدول”، حصد المركز الأول في البرنامج وبدأ مشواره مع الشهرة. في رصيد “محبوب العرب” أربع ألبومات غنائية اتّسمت بمجملها بالطابع الفلسطيني وحملت أغانيه عناوين وطنية مثل: بحرك يا غزة، يا بنات بلادي، يا رام الله اليوم وغيرها من أغاني الفلكلور الفلسطيني.
١٧- محبوب العرب يعقوب شاهين:
لُقّب يعقوب شاهين بـ”الأسمراني”، يُعرِّف عن نفسه بأنه ابن فلسطين المحتلة، حيث نشأ في عائلة متوسطة الحال في مدينة بيت لحم.
عام 2005، فاز بلقب “نجم فلسطين”، وفي العام 2012 حصل على المركز الأول في برنامج المواهب الفلسطينية (نيو ستار) حيث حصل على لقب “الفلسطيني نيو ستار”.
تفاعل معه الفلسطينيون بشكل خاص والجمهور العربي بشكل عام، من خلال برنامج “أراب آيدول” عندما غنى “أعلنها يا شعبي أعلنها”، وفاز بالمرتبة الرابعة في موسمه الرابع عام 2017.
هو محبوب العرب الذي يُضاف اسمه إلى قائمة النجوم العرب التي افتتحها الفنان محمد عساف قبله.
١٨- أمير دندن:
شارك دندن في برنامج “أراب آيدول” في موسمه الرابع، ونال إعجاب لجنة التحكيم والجمهور العربي، وقام بأداء بعض الأغاني لفنانين عرب، وحصد المركز الثاني في البرنامج. ومؤخراً أطلق أغنيته الجديدة “الرقم الصعب”.
مسك الختام
مع صحة القول بأنّ “من رحم المعاناة يولد الأمل ومن قلب المأساة يولد الإبداع”، فبالرغم من كل الصعوبات والتحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني من تهجير وإبعاد عن أرضه ودياره، إلا أنّ هذا الشعب لم يفقد الأمل بل ازداد عزيمة وإصراراً وإثباتاً لوجوده في دول الشتات، وبرهن عن هويته وانتمائه لفلسطينه وجعل منه قضيته الأولى التي يكافح من أجلها ويعبّر عنها بكل إمكانياته وقدراته المختلفة، فهذه المرة مثّل الشباب الفلسطيني وطنهم بكل مقوماته ومكوناته ومآسيه وأحزانه ومعاناته مع الاحتلال الإسرائيلي، واستطاعوا من خلال حناجرهم أن يُسمعوا العالم صوت فلسطين وشعبها، وحصلوا على ألقاب فنية في دول الشتات، وتمكنوا من التأثير في الجماهير العربية والعالمية وتركوا بصمة خاصة في عالم الغناء.
*كاتبة لبنانية
وسوم :
أبو عرب, أراب آيدول, الأردن, الفولكلور الفلسطيني, المواهب الفلسطينية, الموسيقى الصوفية, بيروت, دلال أبو آمنة, ريم بنّا, سوريا, شفيق كبها, صمود, فلسطين, كاميليا جبران, كفاح زريقي, محمد عساف, مريم مريمتي, منى العمري, نجوم الغناء العرب