المجتمع الدولي يؤكد بأغلبية ساحقة على دعمه للأونروا في مؤتمر التعهدات السنوي
في مؤتمر وزاري دولي، اجتمعت أمس، عشرات الدول للتعهد بتقديم دعم سياسي ومالي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا). وقد استضاف كل من وزير خارجية الأردن ووزيرة خارجية السويد هذا المؤتمر الذي حمل عنوان “استدامة الحقوق والتنمية البشرية للاجئي فلسطين” وشارك فيه المسؤولون وجاهياً وافتراضياً على حد سواء.
أشار المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني تعليقاً على انعقاد المؤتمر، ألى: “إنّ مؤتمر اليوم يظهر مرة أخرى اعتراف المجتمع الدولي بالدور الحيوي المنقذ للحياة الذي تلعبه الأونروا في جميع أنحاء الشرق الأوسط”،
مضيفا: “تأتي هذه الإلتزامات في وقت حيوي حيث تواجه الوكالة هجمات سياسية متزايدة تهدد قدرتنا على تقديم المساعدات الإنسانية وخدمات التنمية البشرية للملايين من لاجئي فلسطين. من غير المقبول أن تظل رفاهية هؤلاء اللاجئين مهددة في ظل غياب حل سياسي دائم لمحنتهم. إنّني أُثني على المشاركين اليوم لدعمهم لجهودنا المشتركة وأحثّ جميع الدول المانحة على الوفاء بوعودها المالية بسرعة”.
وقد ترأس الإجتماع كل من وزير الخارجية الأردني معالي السيد أيمن الصفدي ووزيرة الخارجية السويدية معالي السيدة آن ليند اللذان شاركا في بيان مشترك جاء فيه: “لا تزال الأونروا تواجه نقصاً متكرراً وكارثياً في التمويل مما يترك موظفيها والملايين من الناس الذين تخدمهم معرضين بشدة لفقدان احتياجاتهم الأساسية. إنّنا ندعو المجتمع الدولي إلى إصلاح نموذج التمويل الهيكلي الذي خذل في كثير من الأحيان هذه الوكالة الحيوية التابعة للأمم المتحدة من خلال الإلتزام بتمويل متعدد السنوات، وتوسيع قاعدة المانحين، وتطوير آليات تمويل مبتكرة”.
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أشار فى كلمته أمام المؤتمر: “إنّنا بحاجة إلى إيجاد طريق نحو تمويل أكثر قابلية للتنبؤ وكاف ومستدام للوكالة، ويشمل ذلك الإلتزامات المالية المتعددة السنوات. إنّنا بحاجة إلى دعم عاجل وحاسم من أجل الحفاظ على مقدرة الأونروا على العمل هذا العام. كما أنّني أحث الدول الأعضاء على تكثيف الالتزامات والتضامن على المدى الطويل ومواكبة سخاء البلدان التي تستضيف لاجئي فلسطين”.
وخلال المؤتمر، ناقشت قيادة الأونروا خططها لتحديث الوكالة، بالإضافة إلى التدابير التي سيتم اعتمادها للمحافظة على التزام الأونروا بالمبادئ الإنسانية للأمم المتحدة، مع التركيز على الحياد. إلا أنّ قطع التمويل المتكرر من الدول المانحة وبطء الوفاء بالوعود المالية على مدى السنوات القليلة الماضية، قد جعل الوكالة على حافة الإنهيار، الأمر الذي يهدد الخدمات الصحية والتعليمية المقدمة للاجئي فلسطين في جميع أقاليم عملياتها الجغرافية الخمسة.
تقوم الأونروا بتشغيل خدمات صحية وتعليمية وحماية إجتماعية وخدمات أخرى مهمة في الضفة الغربية، التي تشمل القدس الشرقية، وغزة والأردن وسوريا ولبنان بميزانية سنوية تبلغ حوالي 800 مليون دولار. إنّ التبرعات الإضافية التي تمّ التعهد بها اليوم مع قرب انتهاء العام الحالي والتي بلغت 38 مليون دولار تعني أنّ الأونروا لا تزال بحاجة إلى 60 مليون دولار حتى نهاية 2021.
وأعلنت ثماني دول أعضاء، خلال المؤتمر، عن تبرع إجمالي تخطى 614 مليون دولار عبر اتفاقيات متعددة السنوات، جديدة أو متجددة ولفترات تمتد من سنتين إلى خمس سنوات. إنّ الجمع بين هذه التعهدات والتعهدات متعددة السنوات القائمة من ذي قبل، في ما إذا تمّ تحقيقها بالكامل وبالمستويات المتوقعة، ستعادل 40% من احتياجات الميزانية الأساسية للوكالة للعام 2022.
وسوم :
أنطونيو غوتيريش, الأردن, السويد, اللاجئون الفلسطينيون, بروكسل, صمود, فلسطين المحتلة, فيليب لازاريني, مؤتمر الأونروا