دور النساء في تطوير المؤسسات في مُخيّم عين الحلوة
نوفمبر 23, 2021 10:49 ص*خاص – صمود:
لعبت المرأة في مُخيّم عين الحلوة دوراً أساسياً في تطوير مؤسسات صغيرة تعمل في المُخيم من خلال توظيف قروض حصلت عليها من مؤسسات مختلفة، وذلك خلال الأعوام الماضية.
مشروع “الكروش”
“ناديا الرواس كريم” كانت تعيش سابقاً في الإمارات العربية المتحدة قبل أن تعود إلى مُخيم عين الحلوة، وتفتتح محلاً مع زوجها لبيع “الكروش” و”الفوارغ”.
تقول ناديا: “امضيت وأسرتي سنوات طويلة في الغربة قبل أن أعود إلى المُخيم لأسباب خارجة عن إرادتنا، وكنا بحاجة إلى أن نبدأ من جديد، اتصلت بعدد من الجمعيات والمؤسسات التي تُساعد النساء وحصلت على قرض لا يتجاوز الألف دولار آنذاك، وكان عليّ إدارة المشروع كشرط للحصول على القرض”.
كيف استخدمتِ القرض الأول؟
تُجيب بالقول: “اشتريت وزوجي معدات وطاولات وسكاكين لزوم العمل، وبعد تسديد القرض الأول، حصلت على قرض ثانٍ لشراء ثلاّجة لتخزين البضاعة، ما سمح لنا بشراء كميات أكبر وتنظيفها وتحضيرها للبيع”.
كانت “ناديا” تُخطط إلى أبعد من ذلك، لذلك كانت تُسدد القروض بانتظام، وما إنْ انتهت من تسديد القرض الثاني حتى سارعت للحصول على قرض ثالث بقيمة ألفي دولار أمريكي.
“بهذا القرض اشترينا سيارة لنقل البضاعة من مسلخ صيدا إلى المُخيم، وساعدنا ذلك على خفض المصاريف”.
تصمت “ناديا” قليلاً قبل أن تُضيف: “لم أُقصّر بتسديد القروض، وساعدني ذلك بإعادة ترتيب وضع أسرتي، وتأمين الدخل الكافي للعيش بكرامة، لكن الآن وبسبب الوضع المالي المُنهار توقفت القروض، وأعتقد أنّني محظوظة لحصولي على أكثر من قرض كي نستطيع إكمال حياتنا”.
وتصف “ناديا” العلاقة مع المؤسسة المُقرِضة بـ”الممتازة”: “لقد كانت الأخوات في “الإتحاد العام للمرأة الفلسطينية” سنداً لي ولزوجي لإعادة بناء حياتنا من جديد، لكنّنا الآن نواجه مُشكلات تتعلق بالوضع العام وانهيار الليرة اللبنانية”.
مشروع “الفرّوج”
ويتشابه وضع “ناديا الرواس كريم” مع وضع “فريال بشتاوي” زوجة محمود رمضان، التي تعمل في إدارة مشروع لبيع الفراريج النيّئة والمشوية.
تقول فريال: “أنا مسؤولة عن إدارة المشروع وتنظيم العمل في المحال، في حين أنّ زوجي هو المسؤول عن العمل اليدوي”.
حصلت فريال على عدد من القروض كان أوّلها بقيمة 250 دولاراً أمريكياً وآخرها قرض بقيمة 3000 دولار.
وتشرح فريال بالقول: “أول قرض حصلت عليه اشتريت بقيمته عدّة خفيفة لتقطيع الفراريج وتجهيزها، وآخر قرض كان لشراء برادات وتجهيز فرع آخر لمؤسستنا”.
وحول علاقتها بالجهة المُقرِضة، توضِح: “كنت أحترم مواعيد التسديد، وأدفع القرض قبل الإستحقاق، فحصلت على قروض كبيرة، بسبب التجربة الطويلة ومصداقيتي في العلاقة مع الإتحاد. والآن وعلى الرغم من توقف القروض، لم يعد عملنا في الفرعين يقتصر على بيع الفراريج النيّئة والمشوية، بل صرنا نُجهّز أنواعاً مُختلفة من لحم الفراريج كالإسكالوب وغيره”.
وتختم فريال حديثها: “لم تقتصر العلاقة على القروض، بل صرنا على صلة إجتماعية، نناقش مشكلات عامة وخاصة”.
هاتان السيدتان هما أنموذجان لعشرات النساء اللواتي حصلن على قروض عبر “الإتحاد العام للمرأة الفلسطينية” في مخيم عين الحلوة، حيث يعيش أكثر من 11 ألف أسرة.
قروض مُيسّرة
وتقول مسؤولة قروض الإتحاد في المُخيم “رجاء شبايطة”: “لدينا نوعان من القروض، الأول مُقدّم من “اليونيسف”، يبدأ من 250 دولاراً أمريكياً وصولاً إلى ألفيّ دولار.
والثاني من صندوق الإستثمار، وهي قروض قيّمة، كل منها أكثر من 4 آلاف دولار أمريكي، لكن تمّ إيقاف القروض بسبب انهيار الليرة اللبنانية، ولم يعد المُقترِض قادراً على التسديد، لذا، للأسف لم نعد نُقدّم قروضاً الآن، ونرجو أن يتغير الوضع كي نعود لمساندة نساء المُخيم”. ويبدو أنّ الأمر لا يقتصر على القروض، بل العلاقة أعمق من ذلك: “إننا نساعدهم في حلّ بعض المشكلات الإجتماعية، ونساعدهم بتأمين أدوية وعلاجات للأطفال، كما أخضعنا النساء لدورات حول كيفية إدارة المشروع لأجل استدامته ومراجعة أية مشكلة قد تواجهه”.
وسوم :
الإتحاد العام للمرأة الفلسطينية, الغمة والكروش, اللاجئون الفلسطينيون, رجاء شبايطة, صامدون, صمود, فريال بشتاوي, قروض ميسرة, لبنان, مخيم عين الحلوة, مشاريع صغيرة, مشروع الفروج, ناديا الرواس