مرضى مخيّم البدّاوي يواجهون الموت: لا أدوية ولا قدرة شرائية إذا توفّرت

التصنيفات : |
ديسمبر 1, 2021 10:49 ص

خاص – صمود:

كأنّه لا يكفي الإنهيار الإقتصادي والمالي ليُشكّل مزيداً من صعوبات الحياة في لبنان عموما، وفي المخيمات الفلسطينية خصوصا، حتى يصلنا قرار رفع الدعم عن الأدوية وخاصة أدوية الأمراض المزمنة، وصار على الناس لزاما، أن تفاضل بين شراء الغذاء أو الدواء.

بالإضافة إلى فقدان أصناف عديدة من الأدوية، وعلى المريض وأهله قضاء معظم الوقت بالتفتيش عن الأدوية المطلوبة.

ما زالت آمنة (إسم مستعار) تذكر الأيام الماضية التي قضتها بالتفتيش عن الأدوية المطلوبة لعلاج والدها الذي كان يصارع مرض التهاب البنكرياس، وتقول: “كنت أبكي وأنا أتنقل بين الصيدليات، وأناشد كل فعاليات المخيم، من دون جدوى، لأنّنا لم نستطع تأمين الدواء اللازم لوالدي، لقد رحل عنّا بسبب فقدان الدواء في مخيم البداوي وفي الشمال ايضا”.

أما وضع كريمة، اللاجئة في مخيم البداوي، سيء للغاية، تحتاج إلى عملية فتح شرايين، لكنّ جسدها لا يتحمل لأنّها تعيش بكلية واحدة، والحل باستخدام أدوية خاصة بإنسداد الشرايين، لكنّها لا تجد هذه الأدوية في صيدليات المخيم ولا في صيدلية الأونروا، كما أنّها لم تعد قادرة على شرائها، إذا توفرت بعد رفع الدعم عنها. وضعها الصحي يتدهور بعد تفاقم مشكلتها وقد أعجزتها الحلول وسلّمت أمرها لخالقها.

لا يجد مرضى مخيّم البدّاوي، الأدوية اللازمة في صيدلية الأونروا. سميرة تعاني من داء السكري، والدواء المتوفر لدى الوكالة لا يناسب وضعها الصحي، وبديله موجود في الصيدليات الخارجية لكنّها غير قادرة على تأمين ثمنه، “لذلك أناشد الأونروا والجهات المعنية الأخرى تأمين دوائي بشكل مستمر، لأن البديل هو الموت”.

هذه بعض الحالات الموجودة في مخيّم البدّاوي، الذي يسكنه حالياً نحو ٢٥ ألف لاجىء فلسطيني، بعضهم مُهجّر من مخيّم نهر البارد، وفي البدّاوي لجنة أهلية تسعى لدعم مرضى المخيّم.

يقول أحد الناشطين في اللجنة:” نجد صعوبة في تأمين الأدوية للمصابين بأمراض مزمنة، لأنّها تُباع بالدولار، وصارت غير مدعومة، وشباب المخيّم يبذلون جهداً كبيراً لتامينها رغم الوضع الناتج عن فيروس كورونا. لقد استطعنا، أكثر من مرة، تأمين كميات من الأدوية لزوم أهلنا في المخيّم، من دولة الإمارات وبعض الدول الأوروبية، إذ قام بعض الشباب المقيم في الخارج بجمع الأدوية من عائلات فلسطينية وعربية، كما وصلتنا مبالغ مالية لشراء الأدوية المتوفرة هنا في لبنان”.

وعن آلية توزيع هذه الأدوية، يوضح الناشط:” نضعها في إحدى الصيدليات ويحصل عليها المريض مجاناً إذا كان محتاجاً ماديا، وبعض المرضى يدفع ما يتيسر معه من مال، يوضع في صندوق خاص يعود لشراء أدوية من المبالغ المجموعة”.

حتى الصيدليات التي تؤمّن أدوية للمرضى المضمونين في تنظيمات فلسطينية تعاني من ذات المشكلة، وهي فقدان الأدوية من السوق المحلي وعدم القدرة على تأمينها، حسب تعبير موظفة تعمل في الصيدلية. توجّه إحدى الناشطات، نداء إلى جميع المعنيين بالشعب الفلسطيني، من تنظيمات وجمعيات ووكالة الأونروا وناشطين وفاعلي خير، للتعاون من أجل تأمين الأدوية اللازمة لأصحاب الأمراض المزمنة، “فما بين فقدان الأدوية وارتفاع أسعارها في حال وُجدت، يواجه أهالي مخيّم البداوي خطر الموت”.


وسوم :
, , , , , , , ,