من دعم الأسرى إلى مقاومة التطبيع: بيروت تتابع مسيرتها

التصنيفات : |
ديسمبر 14, 2021 7:18 ص

“إلى روح الدكتور سماح إدريس”

*قاسم قصير

فقد لبنان والعالم العربي في الأسبوع الماضي أحد المناضلين من أجل فلسطين ومقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني، رئيس تحرير مجلة الآداب الدكتور سماح إدريس، وقد كان له دور كبير في تأسيس وإطلاق حملة مقاطعة العدو الصهيوني ومواجهة كافة أشكال التطبيع معه ودعم كافة أشكال المقاومة. لكنّ رحيل إدريس لم ولن يمنع رفاقه ومُحبيه من مواصلة دربه والإستمرار في هذه المسيرة المقاومة وخصوصاً من العاصمة اللبنانية بيروت.. حيث نشأ وعاش وناضل ورحل.

وللتأكيد على الإستمرار في هذه المسيرة المقاومة، فقد شهدت بيروت في الأيام الماضية، ثلاثة أحداث مهمة:

الأول، مؤتمر الدفاع عن قضية الأسرى في السجون الصهيونية،

والثاني، المؤتمر الإعلامي لمناهضة التطبيع،

والثالث، المؤتمر التربوي الإسلامي لمناهضة التطبيع.

فماذا في تفاصيل هذه المؤتمرات؟ وما هي دلالاته؟ وإلى أين يتّجه الصراع مع العدو الصهيوني في المرحلة المقبلة؟

جرى المؤتمر الأول تحت عنوان: “الملتقى العربي الدولي لنصرة الأسرى والمعتقلين في سجون الإحتلال الصهيوني”، وقد نظّمه المؤتمر العربي العام والذي يضم المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي الإسلامي ومؤتمر الأحزاب العربية، وشارك فيه حوالي 300 شخصية عربية ودولية، وقُدّمت فيه أوراق عمل متعددة حول دعم قضية الأسرى وشهادات من الأسرى وأهاليهم وشرح لمعاناتهم وعذاباتهم وكيفية مقاومة العدو الصهيوني من قبل الأسرى سواء داخل السجون أو خارجها، كما أُلقيت كلمات للعديد من قادة المقاومة ومسؤولي المراكز المتخصصة بحقوق الإنسان، وتمّ الإتفاق على خطة عمل مستقبلية لدعم قضية الأسرى خصوصاً في ظل المعاناة المستمرة في سجون العدو والنضال المستمر من قبل عشرات الأسرى في مواجهة الإعتقال الإداري والظروف القاسية التي يعاني منها آلاف الأسرى الفلسطينيين.

 المؤتمر الإعلامي لمناهضة التطبيع

دعا إليه اللقاء الوطني الإعلامي في بيروت، حول دور الإعلام في مقاومة التطبيع. وشارك فيه عشرات الإعلاميين اللبنانيين وأُلقيت كلمات لنقابة المحررين الصحافيين وشخصيات إعلامية وفكرية متنوعة.

ويأتي هذا المؤتمر تحضيراً لمؤتمر عربي موسّع من أجل مقاومة التطبيع والرد على كل المحاولات الجارية في العالم العربي لتعميم ثقافة التطبيع مع العدو الصهيوني، وخصوصاً من قبل وسائل الإعلام والجهات الثقافية والدينية.

 المؤتمر التربوي الإسلامي لمناهضة التطبيع

دعا اليه مركز الأبحاث التربوية في بيروت وإتحاد المعلمين العرب، برعاية وزير الثقافة اللبناني القاضي محمد مرتضى، وبمشاركة عشرات الباحثين من الأقطار العربية والإسلامية.

ركّز المؤتمر على كيفية مقاومة التطبيع على الصعيد التربوي، ولا سيما في ظل الجهود التي تبذلها أمريكا وبعض الدول الغربية لفرض تغيير المناهج التربوية في العالمين العربي والإسلامي، من أجل مواكبة التطبيع وإزالة كل ما يدعو إلى المقاومة ومواجهة العدو الصهيوني، وقُدّم في المؤتمر العديد من الأبحاث والدراسات في هذا المجال وإقتراحات عملية للمواجهة.

هذه المؤتمرات الثلاثة تتلاقى مع كل الجهود التي تُبذل في العالم العربي لمواجهة التطبيع، وقد شهدنا في الأسبوع الماضي تحركات شعبية في الأردن والمغرب ضد التطبيع، كذلك جرى مؤتمر لنُصرة الأقصى وفلسطين في تركيا، ونشاط مهم في ماليزيا ضد التطبيع، ومسيرات شعبية في اليمن لدعم المقاومة، إضافة لصدور عشرات البيانات والمواقف التي تُندد بوصف قوى المقاومة في لبنان وفلسطين بـ”الإرهاب” أو وضعها على لوائح الإرهاب.

وتأتي هذه التحركات والأنشطة مُكمّلة لروح المقاومة المتصاعدة داخل فلسطين عبر العمليات المتنوعة والآخذة في النمو بشكلٍ يومي، إضافة للمخاوف التي يواجهها العدو الصهيوني من جراء تطور القدرات الصاروخية لدى قوى المقاومة والتحديات الإستراتيجية الكبرى في المنطقة.

نحن اليوم أمام مرحلة جديدة من الصراع، وصراع الإرادات وكيّ الوعي هو أحد وجوه هذا الصراع، وكان المناضل الراحل الدكتور سماح إدريس قد أدرك أهمية هذا الجانب وشارك في هذه المعركة بكافة وجوهها، كما سبقه غيره من المقاومين والإعلاميين والمثقفين في العقود السابقة، والصراع مستمر وبيروت ستواصل المقاومة وروحها ستظل تنبض بها رغم كل الأوضاع الإقتصادية والمعيشية والمالية والسياسية الصعبة، والصمود في مواجهة كل هذه الضغوط هو أحد أشكال المقاومة أيضا.

*كاتب لبناني


وسوم :
, , , , , , , , , , , , , , ,