القيادي في الجبهة الشعبية أسامة الحاج أحمد: من يُنسّق مع الاحتلال لا يلتقي مع قيادة وطنية تحرّرية مقاوِمة

التصنيفات : |
مارس 8, 2022 8:47 ص

*خاص – صمود:

رفضت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين المشاركة في اجتماعات المجلس المركزي، لأنّ انعقاده بهذه الطريقة يعزّز من الإنقسام الفلسطيني – الفلسطيني، ويزيد الهوّة بين الإخوة، وبينما لم تنتهِ بعد ردودُ الأفعال على موقفها، رفضت الجبهة زجّ اسمها في إعلان تشكيل القيادة الموحّدة للمقاومة الشعبية الشاملة لأنّه يتعارض مع إتفاقات الأمناء العامّين في بيروت ورام الله 2020.

ولتحليل موقف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من التطورات الحاصلة على الساحة الفلسطينية، إلتقت “صمود” عضو اللجنة المركزية للجبهة في سوريا أسامة الحاج أحمد، وأجرت معه الحوار التالي:

*صمود: مؤخرا، تمّ عقد جلسة للمجلس المركزي والجبهة الشعبية رفضت المشاركة فيه رغم توجيه حركة فتح دعوة رسمية إليها، ما هي مبرراتكم لعدم المشاركة، وما مآخذكم على مشاريع فتح في المجلس الوطني؟

**الحاج أحمد: “إنعقد المجلس المركزي دون توافق فلسطيني على جدول أعمال مشترك، وفي ظلّ وجود إنقسام عميق في الساحة الفلسطينية. ونحن في الجبهة الشعبية رأينا أنّ انعقاد المجلس بهذا الشكل سيعمّق الإنقسام بالتأكيد وسيكون مردوده أكثر سلبية منه إيجابية، وذلك في ظلّ عدم تطبيق قرارات المجالس السابقة والمجلس الوطني الفلسطيني. ونحن سألنا أكثر وبشكل واضح عن: “ما هو الضامن لتطبيق قرارات المجلسين المركزي والوطني السابقين اللذين أكدا على أهمية التحلُّل من إتفاقيات اوسلو، وقطع كل أشكال التعاون والعلاقة مع الكيان الصهيوني، وتقديم حكام “إسرائيل” لمحكمة الجنايات الدولية، وتطبيق القرارات التي تمّ الإتفاق عليها في لقاءيْ رام الله وبيروت اللذين أكدا أهمية وضرورة الوحدة الوطنية الفلسطينية وأيضاً أهمية وضرورة تشكيل قيادة وطنية موحدة؟”.

إنّ عقد هذا المجلس بهذه الآلية والكيفية يعمّق الإنقسام ومؤشر واضح على تقديم مزيد من التنازلات السياسية، وإعداد الأشخاص لتقديم التنازلات،

ولفت الحاج أحمد إلى أنّ حركة فتح لا تدعو لعقد المجلس المركزي: “فالمجلس المركزي هو ملك منظمة التحرير والمنظمة هي التي تدعو لانعقاده وليس فصيل بعينه، ونحن نرى ونؤكد أنّ عقد هذا المجلس بهذه الآلية والكيفية يعمّق الإنقسام ومؤشر واضح على تقديم مزيد من التنازلات السياسية، وإعداد الأشخاص لتقديم التنازلات، فالمجلس المركزي إنعقد بشكل أساسي لهندسة الوضع الداخلي في السلطة الفلسطينية للمستقبل باتجاه مزيد من الإنحدار السيادي”.

*صمود: بعد رفضكم المشاركة في المجلس المركزي وتوقيعكم بياناً مع حركتي الجهاد وحماس، خرجت بعض الأصوات الفلسطينية تتّهم الجبهة الشعبية بأنّها باتت أسيرة لحركة حماس.. ما هو ردّكم على هذا الكلام؟.

**الحاج أحمد: “أولا، نحن في  الجبهة الشعبية نتقاطع مع الإخوة في فتح في بعض المواقف والقضايا الفلسطينية، ونتقاطع مع حماس في بعض القضايا والمواقف الفلسطينية أيضا، ولا يخجلنا أو يعيبنا أن نقول إنّنا نتقاطع مع فتح في منظمة تحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، وكذلك لا يخجلنا أن نقول بشكل واضح: نحن مع محور المقاومة ومع المقاومة بكل أشكالها في غزة والضفة والقدس، وكل أماكن وجود شعبنا الفلسطيني، هذه مسألة نؤكدها بشكل واضح. نختلف أحياناً مع حماس واختلفنا سابقاً مع حماس، ولكنّ الإختلاف سواء أكان مع حماس أم مع فتح لا يُفسد في الودّ اقضية، ونحن قلنا بشكل واضح، حين اختلفنا مع الإخوة في السلطة الفلسطينية، إنّنا لن نشارك في هذا الوقت، وأكدنا أنّ المجلس المركزي هو الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني كمنظمة تحرير فلسطينية ولن نتخلى عن وحدانيتها أو تمثيلها ولا عنها بالمطلق، ويجب أن نُعزّز من جودها كمنظمة واضحة وديمقراطية تمثّل كل أطياف الشعب الفلسطيني في أماكن وجوده كافة”.

من يُنسّق مع الاحتلال لا يمكن أن يلتقيَ مع تشكيل قيادة وطنية موحّدة مستقلة ذات بعد وطني تحرّري مقاوِم

 *صمود: بُعيد انعقاد المجلس المركزي وما حدث خلاله من دخول شخصيات معروفة بتواصلها المباشر مع العدو الصهيوني، دعت هذه الشخصيات إلى تشكيل القيادة الموحدة للإنتفاضة الشعبية في الضفة. ما هو موقفكم خاصة في هذا التوقيت، وكيف يمكن الإطمئنان إلى حراك شعبي مع مسؤول في السلطة (حسين الشيخ) يُنسّق أمنياً مع العدو الصهيوني، والأهمّ لماذا أصدرتم بياناً رفضتم فيه زجّ اسم الجبهة في قيادة الإنتفاضة؟

**الحاج أحمد: “من يُنسّق مع الاحتلال لا يمكن أن يلتقيَ مع تشكيل قيادة وطنية موحّدة مستقلة ذات بعد وطني تحرّري مقاوِم، بالتأكيد هو ضار ومخالف لتوجهات المقاومة الفلسطينية بكل أشكالها بما فيها المقاومة الشعبية، لذلك نحن أكدنا أنّ تلك اللجنة لم يتمّ التشاور فيها لتشكيل جبهة وطنية عريضة أو إطار مقاوِم، ونحن مع تشكيل قيادة وطنية موحّدة كما نصّت إتفاقيات رام الله وبيروت، ولكن وفق برنامج وطني وتكامل فصائلي وحوار وطني، وليس بهذا الشكل يُملى علينا، ونحن نؤكد على أهمية وجود قيادة مشتركة منتخَبة تمثّل الجميع إلى جانب أطياف الشعب الفلسطيني مجتمعين، فالتفرّد بالقرار الفلسطيني خلف ظهرنا ولن نقبل به مطلقا، بل أن يشارك الجميع بصياغة القرار الوطني والجميع يدخل في وحدة وطنية فلسطينية مبنية على الشراكة الحقيقية وهذا هو الأساس المطلوب”.

*صمود: تشهد الضفة الغربية، منذ عملية سيف القدس، نشاطًاً كبيراً للمقاومة المسلحة الفلسطينية، حيث لا يكاد يمرّ يوم دون إشتباكات مع العدو أو تنفيذ عمليات ضده، برأيك هل اقتربت الإنتفاضة الشعبية الثالثة من الإنطلاق؟.

**الحاج أحمد: الاحتلال الصهيوني لا يفهم إلا لغة القوة وتكبيده مزيداً من الخسائر، ولذلك نحن دائماً مع تعظيم خسائر الاحتلال، كما ذكرت منذ “أوسلو” حتى اليوم إستفاد الكيان الصهيوني من تلك الحقبة ومن هذه الإتفاقية المشؤومة، نحن نعمل بكل جدية من أجل تعظيم خسائر الاحتلال، ومن أجل الوقوف في وجه الكيان الصهيوني في الضفة الفلسطينية والداخل المحتل، وفي النقب الذي ثار وانتفض في وجه المحتل الصهيوني”.

تحقيق إتفاقيات بيروت و2005 و2011، وأيضاً تطبيق قرارات المجلسين الفلسطينيين: المركزي والوطني، وإذا تمّ ذلك يصبح إتحادنا ممكناً

*صمود: في ظلّ التطورات الحاصلة في المنطقة والإقليم، كيف تقرأون الوضع الفلسطيني وهل من أفق للإتفاق على برنامج وطني موحّد يُعيد العمل الفدائي إلى سابق عهده؟.

**الحاج أحمد: “أعتقد أنّه إذا توفرت النية والإرادة بالإمكان أن نتوحّد، ولا بديل عن الوحدة الوطنية الحقيقية وتعزيز الشراكة على أساس برنامج وطني مشترك يضمن تحقيق الحد الأدنى من أهداف الشعب الفلسطيني، كما تحقيق إتفاقيات بيروت و2005 و2011، وأيضاً تطبيق قرارات المجلسين الفلسطينيين: المركزي والوطني، وإذا تمّ ذلك يصبح إتحادنا ممكنا، وأن نحقق شيئاً لشعبنا وأن نصمد ونطرد الاحتلال من أرضنا فلسطين. لذلك نحن في الجبهة نؤكد أنّه من دون وحدة وطنية فلسطينية لا يمكن تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني، وبالتالي نحن حريصون على الوحدة الوطنية الفلسطينية على أساس الشراكة، وأن يغدوَ المجلس الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني بكل أطيافه في الداخل والخارج عبر تمثيل وطني حقيقي لننهض بكامل مؤسساتنا الوطنية الفلسطينية”.


وسوم :
, , , , , , , , , , , , , ,