أبرز ما كُتب في الصحف العبرية عن عملية بني براك المجيدة

التصنيفات : |
مارس 31, 2022 6:48 ص

*خاص – صمود:

إستحوذت العملية الفدائية في بني براك على معظم التحليلات والعناوين في الصحف الإسرائيلية الصادرة أمس الأربعاء، مؤكدة أنّ “إسرائيل” عادت عشرين عاماً إلى الخلف وبالتحديد منذ عملية السور الواقي والجريمة التي ارتُكبت في مخيّم جنين 2002، موضحةً أنّ ما يجري هو أكبر تحدي أمام حكومة نفتالي بينيت التي لا تُحسب بشكل كامل على اليمين الإسرائيلي، فكيف سيتصرّف لإعادة الأمن إلى المستوطنات والمدن “الإسرائيلية”؟.

تحدّ كبير أمام بينيت

في صحيفة هآرتس، كتب عاموس هرئيل تحت عنوان “وضع طوارىء” أنّ “العملية في بني براك والتي نفّذها فلسطيني من منطقة جنين تُظهر أنّ “الإرهاب” إنزلق أيضاً إلى المناطق. في هذه الأثناء يبدو أنّ “المخرّبين” يسبقون قوات الأمن بخطوة. والآن يتمّ الضغط على الحكومة من أجل التصرف بسرعة وبشكل حازم.

وأضاف: “بالصدفة أو بدون صدفة، فإنّ العملية في الخضيرة نُفذت في الذكرى العشرين على عملية ليلة الفصح في فندق “بارك” في نتانيا والتي قُتل فيها 30 إسرائيلي وأدّت بدورها إلى إتخاذ قرار بشنّ عملية “السور الواقي” في الضفة الغربية. خلّفت صدمة في أوساط عدد كبير من الجمهور الإسرائيلي تلك الأيام، لا أحد معني بالمرور بها من جديد. الكثير من الأشخاص هم في جيل أصغر من أن يتذكروا تلك الأحداث الفظيعة”.

موضحاً أنّ “هذه المشاهد تُشعل الخوف، وتزيد الضغط على الحكومة من أجل العمل بسرعة وحزم. من المعروف أنّ المعارضة أيضا تلاحظ هنا وجود فرصة لإحراج بينيت وأصدقائه، يائير لابيد وبني غانتس. من المرجح أن نشاهد في الأيام القريبة القادمة المزيد من المظاهرات الصاخبة ودعوات للإنتقام، وربما محاولات للمسّ بفلسطينيين ومواطنين عرب في “إسرائيل”. أحداث مشابهة حدثت في شهر أيار/مايو الماضي أثناء عملية “حارس الأسوار”.

وفي مقال آخر في صحيفة هآرتس بعنوان “موجة الإرهاب تضع أمام حكومة بينيت تحدّ لم تتوقعه”، كتب  يوسي فيرتر: “إنّ الحكومة التي لا تُعتبر حكومة يمينية ستجد صعوبة في الساحة العامة إزاء سلسلة العمليات. وخلافاً لما بعد العملية في بئر السبع، فإنّ رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو نجح هذه المرة في ضبط النفس وامتنع عن ردود شرسة. ففي النخبة السياسية في “إسرائيل” كان هناك من تنفسوا الصعداء عندما كُشفت هوية المخرّب، “على الأقل في هذه المرة هو ليس منّا”، قال أحد الوزراء بسخرية. لو أنّ العملية في بني براك، الأكثر فتكاً من بين العمليات حتى الآن، كانت نُفّذت من قِبل عربي إسرائيلي فالويل لنا”. مضيفاً أنّ “”الإرهاب الفلسطيني” حسب زعمه يسهل هضمه. رغم أنّه يصعب تجنّب الشعور بأنّ الموجة التي تُغرق المدن في “إسرائيل” في الأسبوع الماضي (هذا يبدو البداية فقط) هي شيء لم نعرفه. قبل بضعة أيام على شهر رمضان وقبل أسبوعين تقريباً على عيد الفصح، يبدو أنّ “إسرائيل” تعود إلى الفترة المظلمة التي فرحنا بنسيانها بالتأكيد منذ إنتفاضة السكاكين في 2015 – 2016″.

وفي هآرتس أيضاً وفي مقال بعنوان “العمليات أعادت الصدمة إلى من شهدوها في الجولات السابقة” رأى الكاتب رفيت هيخت أنّ “موجة العمليات الأخيرة ليست فقط كارثة نزلت على الحكومة، بل هي أيضاً فرصة نادرة لتشكيل جبهة يهودية – عربية مشتركة. لأنّها ضرورة جدية لتمثيل المصالح الأساسية للسكان اليهود والعرب في “إسرائيل”، وهي السور الواقي الوحيد الذي يمكنه وقف موجة الشر هذه”، مبيناً أنّ “بينيت يعرف أنّه يقف أمام إمتحان الزعامة الأصعب منذ تسلمه لمنصبه”.

تأهُّب عالي ولكن وقعتْ

أما المقال الإفتتاحي في صحيفة يديعوت أحرونوت “يُطلقون النار في كل الإتجاهات” بقلم أليكس فيشمان فقد جاء فيه: “كل خطوة خاطئة، عاطفية ومتسرعة، من شأنها أن تُعيدنا إلى الأيام الظلماء لعدد لا يُحصى من العمليات الإنتحارية في داخل أراضي الدولة. هكذا، الحركات السلفية ومنظمة حماس ستحقق هدفها المركزي: إشعال الإنتفاضة الثالثة”.

وأضاف: “واصل جهاز الأمن أمس أيضاً الإدعاء بأنّ “إسرائيل” لا تقف على شفا إنتفاضة مسلحة لعرب “إسرائيل”، ولكن لا شك أنّ ما بدأ بعمليات داخلية يبدأ بأن يجرّ في أعقابه موجة عمليات تُقلّده، للفلسطينيين من المناطق أيضا، حيث كشفت العمليتان اللتان نفّذهما عرب إسرائيليون في الخضيرة وفي بئر السبع البطن الطرية للمدن في داخل الخط الاخضر. يبدو أنّ سنوات الهدوء الطويلة أدّت عندنا إلى نوع من عدم الإكتراث، على شفا الغفو. إنّ عملية أمس في بني براك، التي نفّذها ماكث غير قانوني مع سلاح أوتوماتيكي، مدعوماً من مساعدين، جاءت في ذروة رفع التأهّب في كل أرجاء البلاد، على خلفية رمضان وعلى خلفية العمليتين اللتين سبقتاها أيضا. لا يزال جهاز الأمن يلاحق الأحداث، ولا ينجح في إبطائها”.

وأوضح فيشمان أنّ “العمليات الثلاثة في بني براك، الخضيرة وبئر السبع وقعت في فترة تأهّب عالٍ جداً بمناسبة يوم الأرض الذي يحلّ اليوم. فالحساسية القومية والدينية في ذروتها عشية رمضان وقُبيل يوم القدس في الشهر القادم، بينما يأتي في الوسط عيدا الفصح اليهودي والمسيحي، ولا غرو أنّ كل انتباه محافل الأمن تتركز في القدس وفي الضفة. غير أنّه في حينه، وكأنّه من اللامكان، أطلّت مفاجأة العمليات في المدن الكبرى من داخل الخط الأخضر. ولمّا كان الحديث يدور عن ظاهرة؛ لا يزال ليس لها تفسير واضح، فقد تقرّر في القيادة السياسية إستباق كل الإستعدادات لرمضان بأسبوع، أي إدخال قوات إلى الضفة وتنفيذ سلسلة إعتقالات وقائية لبضع عشرات من المحرّضين في القدس وفي الضفة قبل أسبوع مما كان مُخطّطا. عندما لا تكون الصورة واضحة، فأنّهم يطلقون النار في كل الإتجاهات”.

حملة واسعة

أما صحيفة معاريف وفي مقال بعنوان “الزمن للزعامة”رأى  بن كسبيت في مقالته أمس أنّه “يجب الخروج إلى حملة واسعة لتجنيد قوة مهمة خاصة لإعادة الحوكمة والأمن الشخصي. من بئر السبع وعراد حتى الخضيرة وحيفا.. من المطلة وحتى إيلات. يمكن عمل هذا في غضون أسابيع قليلة”.

مضيفا: “ما يحصل هنا في الأسبوع الأخير هو بثّ معاد، محسّن، لإنتفاضة الأفراد التي نشبت قبل سبع سنوات. في حينه كانوا مسلحين بالسكاكين. أما اليوم فهم يأتون مع مسدسات وبنادق. هذا أخطر وأكثر فتكاً بكثير، ولكن هذا أيضاً سننتصر عليه”.

موضحا: “إلى أن ننتصر، يجدر بنا أن نسأل: متى بالضبط يعتزم أصحاب القرار أن يفهموا ما الذي يحصل. متى بالضبط سيتخذون الخطوات الصحيحة، المناسبة، الحادة والدراماتيكية. متى ستتبيّن هنا الزعامة اللازمة لمثل هذه الأيام. كم مواطناً سيُقتل إلى أن يفهم الجميع، من رئيس الوزراء وحتى المفتش العام، من وزير الدفاع حتى وزير الأمن الداخلي بأنّهم حتى الآن طحنوا الماء. لم يردّوا كما ينبغي على العنوان الذي على الحائط. إنّهم غفوا في الحراسة”.

شفا بركان

بدورها، صحيفة إسرائيل اليوم أوردت في مقال تحت عنوان “أمر الساعة: أخذ الخيوط في الأيدي” للكاتب يواف ليمور الذي كتب: “نحن نوجد على شفا بركان وإذا تفجّر فإنّه سيُحرقنا جميعا. الآن لا مفرّ، مثلما قبل عشرين سنة على “إسرائيل” أن تعمل بقوة كي تحميَ البيت. وأضاف: “توجد لحظات يتعيّن فيها على الدولة أن تتوقّف وتُعيد التفكير في مسارها. أن تُغيّر الإتجاه. أن تنتقلَ من الدفاع إلى الهجوم”.

مبيّناً أنّ ” الجهد السياسي التي تبذله “إسرائيل” في الأيام الأخيرة في محاولة لمنع الإشتعال في أيام رمضان –وفي إطاره إلتقى أمس وزير الخارجية غانتس مع الملك عبد الله في الأردن، إستمرارا للقاءات مع القيادة المصرية وقمة شرم الشيخ– هام ولكن أهم منه الجهد العملياتي الواجب الآن”.

مشدداً أنّ على إسرائيل أن تستعيد الردع، ولذلك وبرأي الكاتب على القيادة الإسرائيلية “أن تُجنّد القوى، أن تُبدي الحضور، أن تعمل في كل مكان وفي كل زمان كي تنقل إحساساً للعدو –وللجمهور الإسرائيلي أيضا– بأنّ الأمور تُدار من القدس وليس من قِبل كل من يحوز السلاح ويتآمر على تنفيذ العمليات”.


وسوم :
, , , , , , , ,