بيان الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي: تحية لفلسطين وإنقسام العالم إلى محورين

التصنيفات : |
أبريل 12, 2022 7:07 ص

*خاص – صمود:

في أعقاب اجتماعين مطولين عبر تقنية الزوم للأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي، حضرهما ثلاثون عضواً من مختلف أقطار الوطن العربي، وبرئاسة الأمين العام أ. مجدي المعصراوي تقرّر عقد المؤتمر القومي العربي القادم في بيروت يومي 23 و24 حزيران/يونيو 2022، وبعد دراسة سياسية للتطورات العالمية والإقليمة والعربية، صدر عن الأمانة العامة البيان التالي:

1- تتوجه الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي بتحية إجلال وإكبار وتقدير عظيم لأرواح الشهداء الأبطال الذين سقوا بدمائهم تراب فلسطين العربية عشية وخلال شهر رمضان المبارك بعملياتهم النوعية والجريئة والشجاعة، وآخرها عملية الرعد الحازم في عاصمة الكيان الغاصب التي ألزمت المستوطنين جميعاً بالإختباء طوال ليل كامل في منازلهم، وأظهرت للعالم فشل القوات العسكرية والأمنية للاحتلال الصهيوني، وأكدت أنّ الشباب العربي يتمسك بالمقاومة خياراً للتحرير، مهما تنازلت حكومات عربية وإسلامية ومهما تواطأ مطبّعون لاهثون خلف الطيف الأمريكي المتهاوي. والأمانة تتوجه بالتحية والإعتزاز للأسرى الفلسطينيين الذين يقاومون الاحتلال بكل إرادة صلبة من داخل زنازينهم ويحثّون بذلك إخوانهم في الخارج على مواصلة الكفاح والنضال والتضحية وصولاً ليوم التحرير الآتي قريباً بإذن الله، ويدعون، كما كل أحرار الأمة، الفصائل الفلسطينية إلى إنهاء الإنقسام الذي لا يستفيد منه سوى العدو الغاشم.

وقد دعت الأمانة العامة أعضاءها على إمتداد الوطن العربي للتنسيق مع كافة القوى الحيّة لإطلاق فعاليات الدعم والمساندة لكفاح الشعب الفلسطيني، واعتبار هذه العمليات البطولية فرصة لإسقاط كل إتفاقيات التطبيع مع العدو.

العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا أثبتت رؤية المؤتمر القومي العربي بإنقسام العالم إلى محورين

2- في موضوع التطورات الدولية حيث الحدث الأساس الذي سوف يترك تأثيراته على النظام الدولي بأبعاده السياسية والإقتصادية والثقافية والإعلامية، لعقود قادمة، هو العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بعد سقوط الغرب من حيث المفاهيم التي حاول إيهام العالم بها لعقود مضت. إذ برز للعالم أجمع إعتماد معايير مختلفة للمفهوم الواحد، فالمقاومة في أوكرانيا هي بطولة بينما المقاومة في فلسطين المحتلة والعراق ولبنان هي فعل إرهاب، والإعتداء على أراضٍ غير محدودة في أوكرانيا جريمة بينما احتلال فلسطين وتشريد أهلها لأكثر من سبعين عاماً هي ديمقراطية.

3- إنّ الصراع القائم حالياً ليس بين روسيا والغرب، إنّه بين الكتلة الأوراسية من جهة والغرب الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية من جهة ثانية. إنّ ذلك يؤكد ما طرحه المؤتمر القومي العربي منذ سنوات من أنّ العالم ينقسم بين محورين: محور يتقدم ببطء لكن بثبات، ومحور يتراجع لكنّه يرفض الإعتراف بالهزيمة ويكابر إعلامياً وإقتصادياً ليخفي حجم الهزيمة التي تصيبه، وقد أظهر التصويت في مجلس حقوق الإنسان إنقسام العالم إلى هذين المحورين وتراخي القبضة الأمريكية على كثير من حلفائها التقليديين.

4- لقد تبيّن أنّ مفعول العقوبات الإقتصادية على روسيا له آثار سلبية على الدول الأوروبية أكثر منه على روسيا نفسها، حتى أن كتّاباً غربيين بدأوا يظهرون خوفهم من سقوط النظام الإقتصادي العالمي وتربّع الدولار على عرش هذا النظام.

5- إنّ للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا إنعكاسات على الصراع العربي الصهيوني، ففي ما هناك إرباك ظاهر عند حكومة الكيان الغاصب وسقوط محاولاته بالتوسّط بين روسيا وأوكرانيا، هناك بدايات تمرّد من أكثر من دولة عربية على القرار الأمريكي متلازماً مع إرتفاع وتيرة المقاومة الفلسطينية البطلة في القدس والأراضي المحتلة عام 1948.

6- وفي ما تبدو الجبهة الأوراسية متماسكة تعاني جبهة الغرب الأمريكي من تشقّقات كثيرة، فأوروبا ليست واحدة في المواجهة القائمة حالياً وذلك لاختلاف مصالح الدول والمجتمعات عن مصالح الإدارة الأمريكية التي يعاني رئيسها من ارتفاع الأصوات ضده من أصدقائه كما من خصومه.

7- إنّ تداعيات الحرب في أوكرانيا على المستويات السياسية والإقتصادية والاستراتيجية، تتطّلب سعياً شعبياً ورسمياً من أجل الإستفادة من هذه التداعيات لبناء تكامل عربي سياسي – إقتصادي، شعبي ورسمي، يعيد أمّتنا العربية إلى موقع الفعل والتأثير إقليمياً ودولياً لخدمة المصالح العربية والأهداف القومية، تكامل لا إقصاء فيه ولا تهميش لأي دولة أو تيار شعبي.

وفي هذا الإطار جدّدت الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي دعوتها لجامعة الدول العربية إلى إلغاء فوري لكل قراراتها المتعلّقة بتعليق عضوية سوريا في الجامعة ومؤسساتها.

8- على الصعيد الإقليمي فمن الواضح تعثّر الولايات المتحدة الأمريكية في إنجاز الإتفاق النووي الإيراني مما يعني اندفاع إيران إلى رفع نسبة التخصيب إلى 90% وزيادة حجم التبادل الإقتصادي بين إيران والصين وتركيا في ظل تبادل تجاري بالعملات الوطنية وليس بالدولار الأمريكي.

9- لقد أدان المؤتمر القومي العربي إتفاقات التطبيع بين بعض الحكومات العربية والكيان المحتل وقد بدأت المفاعيل السلبية لهذه الإتفاقات تظهر بوضوح سيّما وأنّ حملة مقاطعة “إسرائيل” وصلت إلى أكبر الجامعات الأمريكية حيث اعتبرت كلية الحقوق في جامعة هارفرد أنّ نظام الكيان المحتل هو نظام عنصري، إضافة إلى جامعات عالمية أخرى.

وفي هذا الإطار تحيّي الأمانة العامة كافة التحركات الشعبية العربية المناهضة للتطبيع، ولا سيّما في الأقطار التي وقّعت حكوماتها على إتفاقيات تطبيعية مع العدو، وتدعو إلى العمل لتنفيذ مقررات المؤتمر العربي العام “متّحدون ضد التطبيع” الذي انعقد إفتراضياً في 20 شباط/فبراير 2021، وضمّ أكثر من 400 شخصية عربية من المحيط إلى الخليج.

10- إنّ الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي تدعو ألا يأخذ المناضلون والمفكّرون والمحلّلون العرب بما يصدر عن كثير من الإعلام الغربي كمسلّمات، فهو أثبت أنّه ينطلق من تصورات أكثر مما يعكس تطورات على الأرض. إنّ تغطيته للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا أظهرت بعده عن الموضوعية بحدّها الأدنى وانحيازه إلى البروباغندا، حيث المسافة شاسعة بين الوقائع والسرديات.

11- تؤكّد الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي أنّ ليل الظلم إلى انحسار وأنّ ليل الاحتلال إلى انتهاء قريب، فمن يملك حريّة الإرادة لن تقوى عليه جحافل العسكريتاريا وأبواق الإعلام المزيّف الذي يحاول زرع اليأس والإستسلام، وتنظر بتفاؤل إلى المراجعات الجارية لبعض السياسات التي أودت إلى حروب وفتن وإنقسامات.


وسوم :
, , , ,