حارتي بيتي
أبريل 20, 2022 1:27 م*وفيق هوّاري – صمود:
هذا هو عنوان النشاط المتنوع الذي شهده حيّ الطوارىء في منطقة عين الحلوة والذي يُنظر إليه كحيٍّ يضم مجموعات إسلامية متطرفة.
أُنشئ الحي، الذي يُطلق عليه إسم مخيّم الطوارىء، عام ١٩٥٦ إثر الزلزال الذي حصل في لبنان آنذاك. يعيش فيه حالياً نحو ٣٦٠ عائلة فلسطينية، وهي من أصول عائلات لجأت إليه من مدينة صيدا وأخرى مقيمة في مخيّم عين الحلوة المجاور. وإذا كانت أحياء عين الحلوة تضم عائلات أتت من بلدة محددة، مثل حيّ حطين، حيّ طيطبة، حيّ الصفصاف.. فإنّ الطوارىء يضم لاجئين من بلدات وقرى فلسطينية مختلفة.
ويحيط بالمخيّم المذكور أبنية من منطقة التعمير اللبنانية وهي ما يُطلق عليها إسم المجموعة الخامسة وبنايات رجال الأربعين. ويعيش في أبنية التعمير نحو ٥١٠ عائلات لبنانية وفلسطينية وبعد عام ٢٠١٢ قدِمت إليها عائلات سورية.
يعمل معظم أهالي المخيّم بحِرف صناعية مختلفة، إلى جانب عدد من الأطباء والمهندسين، والأستاذة الذين يعملون في مدارس الأونروا.
وشهد الحيّ خلال السنوات الماضية هجرة واسعة معظمها غير قانوني بسبب غياب فرص العمل.
ويعاني المخيّم الصغير من الحفر في شوارعه الضيقة، ومن أزمة المياه المبتذلة، لذلك تسعى لجنة الحيّ إلى تزفيت الطرق وتصحيح البنى التحتية، لكن تواجَه بإجراءات أمنية مشددة من قِبل السلطات اللبنانية بسبب وجود مجموعات متطرفة في الحي.
نشاطات لمنع الإستنفار
قبل نحو أربعة أشهر، شهد مخيّم عين الحلوة والمنطقة اللبنانية المحيطة به إشتباكات بين مجموعات مسلحة أدّت إلى احتراق عدد من المنازل وخصوصاً في منطقة التعمير، وهذا ما دفع جمعية زيتونة للتنمية الإجتماعية للقيام بهذه المبادرة للجمع بين الشباب في المناطق التي شهدت إشتباكات مسلحة.
يقول عضو لجنة حيّ الطوارىء يحي شعلان: “شهد الحيّ نشاطاً رياضياً الى جانب مباريات بالشطرنج لإخراج الشباب من حالة الإستنفار، كذلك للترفيه عنهم بعد الأجواء العصيبة التي مرّوا بها. نحن بحاجة إلى جو من التآخي الفلسطيني – اللبناني. وقد شارك الشباب في مسابقات الركض وكرة القدم، كما أنّ مباريات الشطرنج أُجريت خارج المخيّم وقد نجحنا في إخراجهم من جو التوتر، وكان هناك تعاون بين الجميع”.
ويُشير عضو اللجنة مصطفى زبيدة إلى جانب آخر من المبادرة: “لقد قام فريق المتطوعات بطِلاء الجدران وتنظيف الشوارع والرسم على الجدران، وذلك بمشاركة شباب من حيّ البركسات وحيّ الطوارىء. كما تمّت إضاءة الشوارع الداخلية للمخيّم بكشّافات إنارة تعمل على الطاقة الشمسية وبلغ عددها ثمانية”.
تقول مسؤولة جمعية زيتونة للتنمية الإجتماعية زينب جمعة: “تهدف مبادرة “حارتي بيتي” إلى تدريب الشباب على حلّ النزاعات بعد الإشتباكات الأخيرة التي شهدتها المنطقة، من خلال تقريب وجهات النظر بين الأطراف عبر أنشطة شارك فيها شباب من حيّ الطوارىء وحيّ التعمير”.
وتضيف: “لقد استهدفنا شباباً من فئات عمرية ما بين ١٤ و١٩ عاما. وناقشنا معهم أهمية العمل التطوعي، عمل الفريق وحلّ النزاعات. في البداية، واجهنا صعوبة من خلال حدة الأفكار والعدوانية والعنف، ولكن لاحظنا تميّزاً بين الأعمار وبين سكان الأحياء. ودفعنا الشباب للتعلم على الشطرنج من أجل التفكير، وكرة القدم من أجل التعاون، وقد شارك شباب لبنانيون، وفلسطينيون وفلسطينيون من سوريا”.
وعن التقديمات، توضح جمعة: “لقد تمّ تزويد شوارع المخيّم الداخلية بإنارة على الطاقة الشمسية، واشترينا كراسي وطاولات لاستخدامها في التعازي، وحسب طلب الأهالي. كما قام الشباب والمتطوعات من جميع الأحياء بطِلاء الجدران عند مدخل المخيّم حتى مدرسة بيسان، وقد لاقت المبادرة ترحيباً وتجاوباً من الأهالي. واستمر العمل بهذا النشاط مدة شهرين ما بين تدريب وتنفيذ”.
وتأتي هذه المبادرة بعد مبادرة أولى حصلت بين شباب حيّ الصفصاف وشباب حيّ البركسات إثر اشتباك حصل في وقت سابق.
وسوم :
الشطرنج, الطاقة الشمسية, اللاجئون الفلسطينيون, جمعية زيتونة, حارتي بيتي, حلّ النزاعات, حيّ البركسات, حيّ التعمير, حيّ الطوارئ, صمود, كرة القدم, مخيّم عين الحلوة, مدارس الأونروا, وفيق هوّاري