مؤسسة الدراسات الفلسطينية والمتحف الفلسطيني يطلقان “الموسوعة التفاعلية للقضية الفلسطينية”
يونيو 3, 2022 11:52 ص*خاص – صمود:
نفّذت مؤسسة الدراسات الفلسطينية مشروع “الموسوعة التفاعلية للقضية الفلسطينية” بالشراكة مع المتحف الفلسطيني، والذي يُعدّ عمل رقمي مختص بتاريخ فلسطين المعاصر منذ نهاية الحقبة العثمانية حتى اليوم.
وستتيح الموسوعة، الفرصة أمام الأكاديميين الطلاب الإعلاميبن، والجمهور لتصفّح أحداث وتطورات رئيسية شكّلت التاريخ الفلسطيني المعاصر في المجالات: الحربية، الدبلوماسية، السياسية، الإقتصادية والثقافية.
مؤتمر إطلاق الموسوعة
جرى إطلاق الموسوعة التفاعلية للقضية الفلسطينية، بمناسبة الذكرى الـ74 للنكبة الفلسطينية، والذكرى الـ55 للنكسة بالتزامن، في مقرّ المتحف الفلسطيني في بيرزيت، ومقرّ مؤسسة الدراسات الفلسطينية في بيروت.
حيث شارك، في إطلاق الموسوعة أمس الخميس، من بيروت، كلّ من: رئيس مجلس أمناء مؤسسة الدراسات الفلسطينية الدكتور طارق متري، رئيس تحرير الموسوعة وأمين سرّ مؤسسة الدراسات الفلسطينية الدكتور كميل منصور، ومن بيرزيت كلّ من: مدير عام المتحف الفلسطيني الدكتورة عادلة العايدي، المدير العام لمؤسسة الدراسات الفلسطينية خالد الفراج ورئيس مجلس إدارة المتحف الفلسطيني عمر القطّان عبر تقنية “زوم”، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية مروان عبد العال وشخصيات فكرية وإعلامية وثقافية.
وخلال المؤتمر، قال الرئيس عمر القطّان: “إنّ المتحف يفخر بشراكته الإستراتيجية مع مؤسسة الدراسات الفلسطينية، وإنّ الموسوعة التفاعلية هي أحد أهم المنصّات الرقمية لمؤسسة الدراسات الفلسطينية وللمتحف الفلسطيني، التي يعزّزان، من خلالها، رسالتهما في نشر المعرفة عن فلسطين من خلال برامج مبتكرة”.
وأضاف: “إنّ المتحف سيعمل على تعزيز نشرها لتكون مرجعاً للطلاب والباحثين والفلسطينيين حول العالم”.
من جهته، أشار الوزير السابق طارق متري إلى “أهمية المشروع، باعتباره أداة علمية رصينة، معززة بالوثائق والسرد الزمني، ولا يكتفي فقط بالأحداث التي تخص فلسطين، بل بالأمكنة والأشخاص، حيث يوفّر حججاً قوية متينة السند، لأيّ باحث يعمل في مجال القضية الفلسطينية لمواجهة رواية الاحتلال، لأنّ الصراع حول الرواية الفلسطينية ما زال قائماً ويزداد حدة”.
وقال متري: “إنّ فرادة المشروع تكمن بكونه أداة مخاطبة مزدوجة، لأنّه لا يخاطب الباحثين والمتخصصين في العالم العربي والعالم فحسب، بل يخاطب جميع المعنيين بالقضية الفلسطينية، ولكونه أداةً معرفية يستخدمها كل المهتمين، سواءً كانوا مناضلين أم جامعيين أم إعلاميين أم أشخاصاً معنيين بطريقة أو بأخرى بالمزيد من المعرفة عن قضية فلسطين”.
وفي سياقٍ متصل، أكّد الدكتور كميل منصور، أنّ “الموسوعة قد أُنجزت بعد أعوام من التحضير وسلسلة من مراحل التنفيذ”.
وأضاف: “تمّ خلال هذا المسار الطويل، إيلاء أقصى الحرص على أن يكون وصف القضية الفلسطينية ملتزماً وموضوعيا، وعلى أن يُقدّم الفلسطينيون كما هم؛ أناسٌ فاعلون ومبادرون، وليسوا مجرد ضحايا، أناسٌ يبنون، بهذا القدر من النجاح أو الفشل، مؤسساتهم السياسية والإجتماعية والثقافية داخل فلسطين وخارجها”.
وأشار منصور في إجابته على تساؤلات الحاضرين بأنّ “القائمين على المشروع يحاولون تطوير محتواه، وإغناءه من خلال عرضه بلغاتٍ متعددة لاحقا، لا سيما اللغتين الإسبانية والفرنسية، لكنّ عائق التمويل دائماً ما يقف حجر عثرة أمام تطوير المشروعات الوطنية الفلسطينية”.
“إستشهاد شيرين أبو عاقلة فرصة للمؤسسات الفكرية لترسيخ القضية الفلسطينية”
أشار الدكتور كميل منصور، ردّاً على سؤال طرحته مراسلة “صمود” عن دور المؤسسات الفكرية والثقافية في إبقاء القضية الفلسطينية حاضرة في الوعي العربي، بالقول: “نحن نسعى دائماً لإبقاء القضية الفلسطينية حاضرة في الوعي العربي، لكن لا يوجد صيغة سحرية مباشرة، لأنّ عملية ترسيخ القضية الفلسطينية تتمّ خطوة بخطوة، وتتطلّب وقتاً وجهدا”.
مضيفا: “إنّ المؤسسات الفكرية الثقافية تلعب دوراً مهماً ورئيسياً في إبقاء القضية الفلسطينية حاضرة في الذهن العربي خلافاً للصحافة العربية التي من شأنها الإهتمام بالأمور والأحداث اليومية والأخبار، وهنا يكمن دور المؤسسات الثقافية التي تُعنى بالبعد الفلسطيني وتصبّ اهتمامها في هذه القاعدة كونها العمود الفقري لنشر القضية الفلسطينية”.
وأردف قائلا: “هناك عمل مستمرّ وجهد قائم من قِبل المؤسسات الثقافية، وفرصة اليوم في إعداد الموسوعة التفاعلية هي دليل على الجهد المبذول من قِبل المؤسسات الثقافية في إبقاء القضية الفلسطينية”،
وختم منصور حديثه لـ”صمود”: “إنّ الأحداث التي نراها اليوم، على سبيل المثال، إستشهاد الصحافية شيرين أبو عاقلة يُعدّ أيضاً فرصة أخرى لتكثيف الإهتمام بالشأن الفلسطيني وزيادة الوعي نحو القضية، وتوضيح الأمور إستناداً للوقائع والأحداث والحقائق”.
“عن المنصّة”
تحتوي المنصّة، التي تتوفّر موادها كافة باللغتين العربية والإنجليزية، على مجموعة من الأقسام تشمل جدول أحداث كلي يعرض الأحداث والتطورات الرئيسية التي شكّلت التاريخ الفلسطيني المعاصر، وجداول موضوعاتية، وإضاءات ألَّفها باحثون وأخصائيون.
وتعالج الموسوعة أحداثاً رئيسية، أو مؤسسات، أو تطوّرات سياسية أو عسكرية أو دستورية -قانونية، أو أوجه هامة من الحياة، أو التجربة الفلسطينية الثقافية أو الإجتماعية أو الإقتصادية، وسيَر مثقّفين وفنّانين وقياديين ومناضلين وسياسيين فلسطينيين تركوا بصماتهم في تاريخ فلسطين، إضافةً إلى قسم عن الأمكنة، وهي الصيغة الرقمية للكتاب المرجعي “كي لا ننسى”، الذي يصف كل قرية من القرى الـ418 المدمّرة عام 1948، ووثائق تتضمّن مئات النصوص التاريخية والصور والخرائط والمخطّطات.
كما تمّ إنجاز الموسوعة بعد أعوام من التحضير وسلسلة من مراحل التنفيذ. وخلال هذا المسار الطويل، تمّ إيلاء أقصى الحرص على أن يكون وصف القضية الفلسطينية ملتزماً وموضوعياً في آنٍ واحد.
في ما يبلغ حالياً عدد كلمات الموسوعة حوالي 800 ألف كلمة في كل لغة، دون احتساب الوثائق التاريخية. وشارك في إعداد الموسوعة ما يقارب 100 باحث ومحرّر ومترجم ومبرمج ومُدخّل بيانات، حيث تطلَّب إنجازها 8 أعوام من التحضير، وسلسلة من مراحل التنفيذ، بما فيها نشر مسرد زمني تفاعلي بداية عام 2018 على منصّة وسيطة بعنوان “رحلات فلسطينية”.
كما أنّ مؤسسة الدراسات الفلسطينية ستستمر، بالتعاون مع المتحف الفلسطيني، في تطوير هذا العمل الموسوعي وتحديثه كمّاً ونوعا.
“المموّلون”
تجدر الإشارة إلى أنّ المنصّة تُموّل مناصفة بين مؤسسة الدراسات الفلسطينية، وبين المتحف الفلسطيني الذي حظي بدوره بتمويل من أسامة الخريبي، لينا القطّان، نادية سحويل، نجوى القطّان، نور الدين سحويل وهاني القطّان.
ومن المقرّر أن يتضمّن برنامج إطلاق الموسوعة ندوات ومحاضرات في مناسبات متعدّدة، في كل من بيروت وواشنطن ورام الله ومُدن أُخرى، حتى نهاية العام.
وسوم :
الجبهة الشعبية, المتحف الفلسطيني, الموسوعة التفاعلية للقضية الفلسطينية, بيرزيت, بيروت, صمود, طارق متري, فلسطين المحتلة, كميل منصور عمر القطّان, مؤسسة الدراسات الفلسطينية, مروان عبد العال