البيان الختامي للدورة الـ11 للمؤتمر القومي – الإسلامي: الثبات في مواجهة التحديات
يونيو 30, 2022 6:49 ص*خاص – صمود:
إنعقد المؤتمر القومي – الإسلامي في دورته الـ11 في بيروت يومي السبت والأحد 25 و26 حزيران/يونيو 2022، بمشاركة أكثر من 200 شخصية عربية وإسلامية، وعدد من الضيوف الأجانب، بعد عامين من تعذّر إنعقاده بسبب جائحة “كورونا”.
وحضر المؤتمر عدد من قادة محور المقاومة، أبرزهم: رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، الأمين العام لحركة “الجهاد الإسلامي” زياد نخالة، ونائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، إضافةً إلى شخصيات وفعاليات وقوى سياسية وثقافية وفكرية قومية وإسلامية مقاومة، مثّلت غالبية أطياف الأمة.
كما وجّه الأعضاء المشاركون في أعمال المؤتمر “التحية إلى لبنان دولةً وشعباً ومقاومة وقوى وطنية وقومية وإسلامية لاحتضانه هذا المؤتمر، مؤكّدين الوقوف إلى جانب لبنان الشقيق للخروج من أزماته وإسقاط الحصار المفروض عليه، متمنّين له الإنتصار في تحرير ما تبقّى من أرضه المحتلّة وثرواته من الأطماع الصهيونية والهيمنة الأمريكية”.
وناقش المؤتمرون الأوضاع الداخلية “التنظيمية والمالية” للمؤتمر، وقرّروا بالإجماع “إستمرار الأستاذ خالد السفياني في تحمّل مسؤولية موقع المنسّق العام للمؤتمر القومي الإسلامي، واستمرار أعضاء لجنة المتابعة بتحمّل مسؤولياتها على أن تملأ الشواغر فيها”.
وخلُص المؤتمر عبر مناقشة أوراق العمل التي قُدّمت و”الأفكار النيرة” التي طُرحت إلى الآتي:
أولا، دور الأمة في مواجهة المشاريع الأمريكية الصهيونية
بحسب ما جاء في بيان المؤتمر بأنّ “الأمة قادرة على النهوض والصمود والمواجهة وتحقيق الإنتصارات، رغم تورّط أنظمة عربية وإسلامية في المشروع الأمريكي – الصهيوني، وذلك من خلال تبنّي مشروع المقاومة بكل أشكالها وبالأخصّ المقاومة المسلّحة التي أثبتت قدرتها على الخلاص من الهيمنة والاحتلال”.
ثانيا، موقع الأحزاب والقوى العربية والإسلامية في نهضة الأمة
“إنّ الأحزاب العربية والإسلامية المخلصة، ومهما كان بينها من تباينات وخلافات ما زالت مجتمعة على القضية المركزية الأساسية فلسطين. وقد ثبت فشل الأعداء في ثنيها عن مسارها، رغم كل الفتن والمؤامرات المذهبية والعرقية والإثنية، حيث لا زال الحرص على استمرار الحوار البنّاء، وتوحيد الأولويات والمواقف التي من شأنها أن تؤدّي حتماً إلى ردم كل الفجوات ونبذ الخلافات التي تتسرّب منها كل المؤامرات، وتُعيق تقدّم الأمة ورقيّها، لتأخذ دورها الطبيعي والطليعي في مشروع النهضة والتقدم والتحرر”.
ثالثا، “إتفافات أبراهام”
“إنّ هذه “الإتفاقات الأبراهيمية” الجديدة ما هي إلا أسلوب من أساليب التطبيع والخداع التي يمارسها أعداؤنا لتضليل أبناء أمتنا بالتعاون مع بعض الأنظمة المتخاذلة، فهذا الطرح المزيّف هدفه محق الإسلام والمسيحية لمسح عقائدها وتذويبها، في ما يطلقون عليه إسم “الأبراهيمية” الجديدة التي هي ومما لا شكّ فيه صهيونية جديدة تسعى إلى تهويد الشرائع مقدّمة لتهويد المقدسات ثم تهويد المنطقة أرضاً وشعبا، لذا فإنّ المواجهة قائمة لإسقاط كل “الإتفاقات الأبراهيمية” ومنع العدو من السيطرة على دول عربية واسلامية من خلالها…”.
رابعا، “الناتو العربي”
“بعد فشل الولايات المتحدة الأمريكية في إمرار “صفقة القرن”، تعمل الإدارة الأمريكية على إنشاء “حلف ناتو” جديد شرق أوسطي، بقيادة العدو الصهيوني وعضوية الأنظمة العربية المتخاذلة، مهمّته تحريف الصراع من صراع ضد عدو الأمة إلى صراع داخلي بين مكوّناتها العربية والإسلامية، وضرب “رأس الأخطبوط” وإنهاء مشروع المقاومة والممانعة في المنطقة وتحقيق السيادة الصهيونية عليها، لتتفرّغ الولايات المتحدة لحربها المرتقبة مع كل من روسيا والصين في ظلّ المتغيرات الدولية الناجمة عن الحرب في أوكرانيا”.
ودعا المؤتمر إلى “رصّ صفوف قوى المقاومة والممانعة بكل أشكالها المدنية والمسلّحة في مواجهة العدو الصهيوني – الأمريكي وتدخّله في عالمنا العربي والإسلامي”، مشيداً بـ”محور المقاومة بما شكّله من قوة إستراتيجية أصبح لها تأثيرها في موازين القوى الإقليمية والدولية”.
وفي هذا السياق، أدان المؤتمر “كلّ أنواع الفتن والإقتتال العرقي والمذهبي بين أبناء الأمة، وكل محاولات التجزئة والتفتيت”، داعياً إلى “حلّ النزاعات والصراعات بالحوار والبحث عن الحلول الملائمة التي تحول دون هدر مقدّرات الأمة وقواها”.
وأدان المؤتمر كل أشكال الإعتراف والتطبيع العربية مع العدو الصهيوني، داعياً السلطة الفلسطينية إلى “إلغاء “إتفاق أوسلو” وكل مخرجاته، وإنهاء مختلف أشكال التنسيق الأمني مع العدو الصهيوني، باعتبار أنّ التنسيق معه خيانة للأمة، وتفريط بحقوق أبنائها وشهدائها”.
ووجّه المؤتمر تحية المقاومة والصمود إلى أسرى المقاومة الفلسطينية والعربية في سجون العدو الصهيوني، وأشاد بصمودهم وثباتهم في مواجهة الجلّاد الصهيوني، الذي يستهدف كرامتهم وكبرياءهم، ويعمل على تهجيرهم، ويسعى إلى كسر إرادتهم وإضعاف موقفهم.
من جهته، أدان المؤتمر “مختلف أشكال العدوان الصهيو – أمريكي على سوريا، واعتبر أنّ الإعتداء على الأراضي السورية، هو إعتداء على الأمة العربية والإسلامية”، مؤكّداً على ضرورة تضافر كل القوى العربية والإسلامية والصديقة من أجل ردع هذه الإعتداءات.
كما أشاد المؤتمر بالمواقف القومية العربية على غرار العراق والكويت، المناهضة للتطبيع، ودعا كافة البرلمانات العربية إلى أن تحذوَ حذو البرلمان العراقي في تجريم التطبيع وتحريم الإعتراف بالعدو الصهيوني، والذي تمّ التصويت عليه بالإجماع.
في حين، أكّد المؤتمر “مظلومية الشعب اليمني”، وأدان الحرب المعلنة ضده والحصار المفروض عليه، ودعا إلى وجوب وقف كل أشكال العدوان عليه، وضرورة رفع الحصارات المتعددة عليه.
ودعا المؤتمر المملكة الأردنية إلى “وجوب التصدّي لممارسات العدو الصهيوني في القدس، ووقف اعتداءاته على المقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية فيها، وتحمّل مسؤولياته القومية والإسلامية تجاه القدس.
من جهته، وجّه المؤتمر تحية التقدير إلى جزائر المليون شهيد لموقفها العربي في محاولة جمع كلمة الشعب الفلسطيني ورأب الصدع بين قواه، وإلى الشعب السوداني لمواقفه الرافضة لكلّ أشكال التطبيع والإنخراط في أحلاف مشبوهة.
كذلك، طالب المؤتمر بـ”إطلاق كل معتقلي الرأي والسجناء والسياسيين في وطننا العربي والإسلامي، بمن فيهم بعض أركان المؤتمر وأعضائه، وعلى إطلاق الحريات وتمكين أبناء أمتنا، من كلّ حقوقهم في الحرية والكرامة”.
وسوم :
إتفاقات أبراهام, إسماعيل هنية, الأحزاب العربية, البرلمانات العربية, التطبيع, التنسيق الأمني, العدو الصهيوني, المؤتمر القومي الإسلامي, المقاومة الفلسطينية, الناتو العربي, حزب الله, خالد السفياني, سجناء الرأي, صفقة القرن, صمود, فلسطين المحتلة, لبنان, موازين القوى, نعيم قاسم