معركة الترسيم البحري هل تصل إلى خواتيمها مع حلول شهر أيلول؟
يوليو 13, 2022 9:29 ص*قاسم قصير
منذ الإعلان عن وصول سفينة التنقيب اليونانية “إنرجين باور” إلى حقل كاريش المتنازع عليه بين لبنان والكيان الصهيوني، ومعركة الترسيم البحري والصراع على الغاز والنفط يشكّلان أحد أهم الملفات اللبنانية المثيرة للنقاش والجدل داخلياً وخارجيا.
وقد أدّت التطورات الميدانية والسياسية خلال الأسابيع الماضية إلى عودة المسؤول الأمريكي آموس هولشتاين والسفيرة الأمريكية في لبنان دورسي شيا للتحرّك في أكثر من اتجاه من أجل الوصول إلى حلول لهذه الأزمة خوفاً من أن يؤديَ الصراع بين لبنان والكيان الصهيوني حول الترسيم البحري إلى حرب في المنطقة لا يمكن لأحد أن يحدّد أفقها ونتائجها الخطيرة.
مسيّرات حزب الله
والتطور الميداني الأبرز الذي حصل خلال الأسبوعين الماضيين، تمثّل في إطلاق حزب الله ثلاث مسيّرات غير مسلحة فوق حقل كاريش، ورغم أنّ الجيش الإسرائيلي نجح في إسقاطها، لكن مجرد نجاح الحزب في إطلاقها ووصولها فوق حقل كاريش، فإنّ ذلك شكّل تحدياً كبيراً للجيش الصهيوني وأبرزَ نقاط قوة كبيرة لدى المقاومة الإسلامية ولبنان.
ورغم أنّ إطلاق المسيّرات قد أثار بعض النقاش الداخلي في لبنان بين مؤيّد ومتحفّظ، فإنّ كل المراقبين والمحللين وحتى بعض الجهات الدبلوماسية في بيروت قد اعتبروا أنّ ما جرى قد ساهم في إعادة إطلاق الحيوية للتحرّك الأمريكي للوصول إلى اتفاق حول الترسيم البحري بين لبنان والكيان الصهيوني، بعد أن كانت بعض الأوساط الإعلامية في بيروت قد نشرت تقارير إعلامية تشير إلى رفض العدو الصهيوني للمقترحات اللبنانية وإلى قيامه بتشغيل بعض المعدات في حقل كاريش.
وفي مقابل التصعيد الميداني الذي شهدناه بين المقاومة الإسلامية وجيش الاحتلال في أكثر من اتجاه، تشير المصادر الدبلوماسية في بيروت إلى عودة الحرارة للتحرّك الأمريكي حول مفاوضات الترسيم البحري، وتحدّث الرئيس اللبناني العماد ميشال عون ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب عن احتمال التوصّل إلى اتفاق قبل نهاية شهر أيلول/سبتمبر، كما تحدث بعض المسؤولين الإسرائيليين عن تقدّم في ملف المفاوضات.
لكن، حتى كتابة هذه السطور لم يصدر أي خبر معلن من المسؤولين الأمريكيين حول الجواب الإسرائيلي وعن أفق المفاوضات، ومن الواضح أنّ المسؤولين الأمريكيين ومن بينهم المبعوث آموس هولشتاين مشغولون حالياً في التحضير لزيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن -الذي يصل اليوم- إلى المنطقة، وخصوصاً إلى السعودية للتحضير لإقامة ترتيبات أمنية وإقتصادية بين عدد من الدول العربية (ومن بينها السعودية) وبين الكيان الصهيوني، إضافة لمتابعة ملف النفط والغاز بسبب تداعيات الحرب الروسية – الأوكرانية بشأن ملف الطاقة والغذاء في العالم.
وتشكّل زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المنطقة تطوراً مهماً في السياسة الأمريكية وخاصة تجاه السعودية، بعد أن كان الرئيس الأمريكي يتحفّظ على عقد أي لقاء مباشر بينه وبين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بسبب تداعيات إتهام الأخير بأنّه يقف وراء اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي، ونظراً للحملة الإعلامية التي تعرّض لها بن سلمان وبايدن من قِبل الصحافة الأمريكية.
نحن إذاً أمام تطورات مهمة في الأيام المقبلة سواءً على صعيد ملف الترسيم البحري أو ملف التطبيع بين الكيان الصهيوني وبعض الدول العربية برعاية أمريكية، مما يعني أنّ المنطقة ستشهد المزيد من الصراعات بين قوى المقاومة ومحور التطبيع.
فهل سيكون لبنان على لائحة التطبيع غير المباشر مع العدو الصهيوني؟ أم أنّ التطورات الميدانية في لبنان والمنطقة ستشهد المزيد من التصعيد الميداني والسياسي؟
كل الخيارات متوقعة والأوضاع مفتوحة عل كل الإحتمالات، وعلينا أن نكون جاهزين لكل الخيارات والتوقعات، سواءً كان خيار الوصول إلى حلول أو خيار التصعيد الميداني، وستكون الأيام المقبلة محمّلة بالأحداث والتطورات الميدانية والسياسية.
*كاتب لبناني
وسوم :
آموي هولشتاين, التطبيع, الكيان الصهيوني, المقاومة الإسلامية, ترسيم الحدود البحرية, جمال خاشقجي, جو بايدن, حقل كاريش, صمود, عبد الله بو حبيب, قاسم قصير, لبنان, محمد بن سلمان, مسيّرات حزب الله, ميشال عون