حركة الجهاد الإسلامي غاضبة من المصريين في أحداث غزة واتّهمتهم بالتضليل لصالح “إسرائيل”

التصنيفات : |
أغسطس 12, 2022 10:51 ص

*ديفيد هيرست

قبل أربع ساعات من بدء قصف “إسرائيل” لقطاع غزة يوم الجمعة الفائت، أخبر وسطاء مصريون حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية أنّ “إسرائيل” لا تبحث عن تصعيد، وسترد بـ“إيجابية” على طلب إطلاق سراح عضوين من “الجهاد الإسلامي” في فلسطين. وبحسب ما ورد، أُبلغت الحركة أنّ اجتماعاً لمجلس الوزراء الإسرائيلي سيُعقد يوم الأحد سيعلن أنّ ذلك يمثل انفراجاً في المفاوضات.

نقلت التأكيدات إلى عضو بارز في المكتب السياسي لـ”الجهاد الإسلامي” في فلسطين من قِبل الوسيط المصري العميد أحمد عبد الخالق ظهر يوم الجمعة بالتوقيت المحلي، قبل أربع ساعات وعشرين دقيقة من الضربة الجوية الإسرائيلية الأولى على قطاع غزة، حسبما أفادت مصادر قريبة من “الجهاد الإسلامي” في فلسطين.

في الرواية التفصيلية الأولى للمفاوضات التي سبقت الهجوم الإسرائيلي الأخير على غزة، يمكن لموقع ”ميدل إيست آي” أن يكشف عن “غضب كبير” الآن تجاه أجهزة المخابرات المصرية من “الجهاد الإسلامي” في فلسطين بشأن الدور الذي لعبته القاهرة في الساعات التي سبقت إطلاق “إسرائيل” أحدث حملة قصف لها.

“هناك الكثير من الغضب والتوتر داخل “الجهاد الإسلامي” بسبب دور الوساطة المصرية، لأنهم يعتبرون أنّ المصريين قدّموا لهم معلومات وتلميحات مضلّلة قبل الضربات الجوية مباشرة. ونتيجة لهذه المعلومات، فإنّ الحركة كانت مرتاحة وغير مستعدة للضربات الجوية “

وقال مصدر فلسطيني مقرّب من “الجهاد الإسلامي” في فلسطين لموقع Middle East Eye، يعتقد “الجهاد الإسلامي” أنّهم تعرّضوا للخيانة من قبل المصريين وأنّهم كانوا جزءاً من اللعبة – لجعلهم يشعرون بالراحة والأمان قبل وقوع الضربات الجوية”.

“هناك الكثير من الغضب والتوتر داخل “الجهاد الإسلامي” بسبب دور الوساطة المصرية، لأنّهم يعتبرون أنّ المصريين قدّموا لهم معلومات وتلميحات مضلّلة قبل الضربات الجوية مباشرة. ونتيجة لهذه المعلومات، فإنّ الحركة كانت مرتاحة وغير مستعدة للضربات الجوية“.

قالت مصادر مقرّبة من “الجهاد الإسلامي” في فلسطين لموقع Middle East Eye، إنّ عبد الخالق أبلغ خالد البطش، وهو عضو بارز في المكتب السياسي لـ”الجهاد الإسلامي” في فلسطين، بشكل غير صحيح، أنّ هناك “انفراجا” في المفاوضات غير المباشرة.

وبحسب ما ورد، نقل عملاء المخابرات الإسرائيلية الرسالة التالية إلى الجهاد الإسلامي في فلسطين عبر المخابرات المصرية: “نريد إنهاء هذا التصعيد. امنحنا حتى يوم الأحد، ونحن ندفعهم (القادة السياسيين في إسرائيل) للموافقة”.

ما الذي أثار الإضطرابات؟

تصاعدت التوترات مطلع الأسبوع الماضي عندما اعتقلت القوات الإسرائيلية بسّام السعدي، القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، في الضفة الغربية المحتلة.واعتُقل السعدي في أعقاب غارة إسرائيلية في مدينة جنين قُتل خلالها فتى فلسطيني.

قال أحد المصادر: “عندما تمّ القبض على الشيخ (السعدي)، كان هناك بعض النقاش في غزة حول ما إذا كان يجب الرد. الطريقة التي تمّ بها القبض عليه كانت مهينة، ما أثار بعض الغضب. وعلى الفور حاول المصريون تهدئة الوضع”.  

“الرجل الذي فعل ذلك كان العميد. لقد نقل رسائل مفادها أنّ الشاباك (وكالة المخابرات الداخلية الإسرائيلية) غير مهتم بالتصعيد”.

وبحسب مصدر مقرّب من “الجهاد الإسلامي” في فلسطين، فقد طلبت الحركة من المخابرات المصرية، وحصلت لاحقاً على تأكيدات على صحة السعدي الجسدية.

وقال المصدر في الجهاد الإسلامي في فلسطين: “أعتبر هذا بادرة طيبة”.

ثم طالبت “الجهاد الإسلامي” في فلسطين بالإفراج عن كل من السجين السعدي والجهادي الإسلامي خليل عواودة، الذي رفض الطعام لأكثر من 150 يوماً في محاولة للفت الإنتباه إلى اعتقاله من قِبل “إسرائيل” دون محاكمة أو تهمة.

لكنّ عبد الخالق –الذي يدير وحدة المخابرات العامة المصرية المسؤولة عن المفاوضات بين الفصائل الفلسطينية في غزة والمخابرات الإسرائيلية، قال للبطش يوم الجمعة، إنّه سيتمّ الإعلان عن الموقف في اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي المعتاد يوم الأحد. بعد ذلك، بأربع ساعات فقط، بدأت “إسرائيل” قصف قطاع غزة

وكانت المخابرات المصرية قد أبلغت “الجهاد الإسلامي” في فلسطين أنّ الشاباك “يتعامل بإيجابية” مع الطلبات، وأنّهم حريصون للغاية على تخفيف التوترات. وقالوا أيضا إنّهم كانوا يضغطون على الحكومة الإسرائيلية من أجل إطلاق سراح الرجلين.

لكنّ عبد الخالق –الذي يدير وحدة المخابرات العامة المصرية المسؤولة عن المفاوضات بين الفصائل الفلسطينية في غزة والمخابرات الإسرائيلية، والذي يترأس بشكل روتيني وفوداً من حماس والجهاد الإسلامي في القاهرة– قال للبطش يوم الجمعة، إنّه سيتمّ الإعلان عن الموقف في اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي المعتاد يوم الأحد.

بعد ذلك، بأربع ساعات فقط، بدأت “إسرائيل” قصف قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل تيسير الجعبري، قائد القطاع الشمالي لكتائب القدس (سرايا القدس)، الجناح العسكري لـ”الجهاد الإسلامي” في فلسطين، إلى جانب تسعة أشخاص آخرين على الأقل، بمن فيهم فتاة تبلغ من العمر خمس سنوات.

مع استمرار الغارات الجوية على غزة لليوم الثاني، تمّ استهداف خالد منصور، القيادي في الجهاد الإسلامي في جنوب غزة، وقُتل في غارة جوية إسرائيلية. كان منصور مندوباً في محادثات “الجهاد الإسلامي” في القاهرة.

وقال الجيش الإسرائيلي يوم السبت الفائت، إنّه اعتقل ما لا يقل عن 19 من أعضاء “الجهاد الإسلامي” في الضفة الغربية المحتلة. تسببت الضربات الجوية المستهدفة وسلسلة الإعتقالات في تقويض العلاقات بين الحركة في فلسطين والمخابرات المصرية، حيث رفض أمين عام حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، زياد نخّالة، تلقّي مكالمات من المخابرات المصرية، حسبما أفادت مصادر قريبة من الحركة في فلسطين لموقع Middle East Eye. 

كان الطرفان قريبين للغاية في السابق، حيث توسّطت “الجهاد الإسلامي” في فلسطين بين المخابرات المصرية وحماس. ظهر الغضب تجاه المصريين جليّا.

*كاتب صحافي بريطاني مختص بشؤون الشرق الأوسط، نقلاً عن الـ”ميدل إيست آي” وموقع الحوار نيوز.


وسوم :
, , , , , , , , , , , , , ,