رحيل عبد الرؤوف المحتسب الذي رفض بيع متجره قرب الحرم الإبراهيمي للمستوطنين بـ100 مليون دولار

التصنيفات :
ديسمبر 22, 2022 7:41 ص

توفي فجر أمس الأربعاء، المرابط عبد الرؤوف المحتسب بعد61 عاماً من الثبات في شارع الشهداء القريب من المسجد الإبراهيمي وسط الخليل، إثر سكتة قلبية مفاجئة.

وقد ذاع صيت الراحل بعد نشره مقاطع فيديو يكشف فيها عن رفضه بيع متجره ومنزله للمستوطنين بعد عروض مالية خيالية وصلت إلى 100 مليون دولار.

وكان تحدث في مقابلة صحفية سابقة، عن عروض وإغراءات مادية قدمها الاحتلال على مراحل، إلى جانب اعتداءات المستوطنين وتضييقات الجنود على الحواجز العسكرية في محاولة لإجباره على التنازل عن أملاكه.

فقد بدأت العروض من 6 ملايين ثم تجاوزت الثلاثين مع تأمينه ونقله للسكن في مستوطنة “كريات أربع”، حتى وصل الرقم إلى 100 مليون دولار، وكان رد المحتسب: “لو يدفعوا لي كنوز الأرض كلها لن أخرج من هنا إلا إلى جانب والدي وأجدادي بعد وفاتي”.

فجلسة أمام دكانه المعبق برائحة التراث الفلسطيني يحتسي فيها قهوته مطلاً على المسجد الإبراهيمي، قال عنها المحتسب “إنّها تسوى مال الأرض كله”.

وتعرّض محل الراحل لاعتداءات متكررة من قِبل قطعان المستوطنين التي تجاوزت الثماني مرات بسبب رفضه المتواصل للعروض التي قدمت له.

ويبعد المسجد الإبراهيمي عن منزل المحتسب الذي يعلو متجره نحو 60 متراً فقط، ويفصله حاجز عسكري يُفتح ويُغلق بحسب أهواء الجنود المتمركزين فيه.

ويمنع الاحتلال مرور المركبات إلى شارع الشهداء، ما كان يضطره إلى حمل بضاعته بالرغم من كبر سنه وإيصالها إلى متجره.

وكان المحتسب يملك محلاً لبيع المنتوجات التراثية، ويستقطب عدداً كبيراً من السياح بابتسامته وكرم ضيافته بالرغم من عدم معرفته باللغة الإنجليزية.

ويقع منزل المحتسب ومتجره في المنطقة المصنفة H2 الخاضعة لسيطرة الاحتلال وفق بروتوكول الخليل الموقع عام 1997، الذي قسّم الخليل إلى مناطق H2 ومناطق H1 خاضعة للسيطرة الفلسطينية.

ويبلغ عدد المستوطنات في مدينة الخليل 21 مستوطنة أكبرها مستوطنة “كريات أربع” الجاثمة في قلب المدينة، ويسكنها 21000 مستوطن، في ما بلغ عدد الحواجز العسكرية 35 حاجزاً دائما.

*المصدر: الجزيرة نت + وكالة صفا


وسوم :
, , , , , , , , , , , ,