الفصائل الفلسطينية تحذّر من حرب دينية بعد اقتحام المتطرّف بن غفير باحات الأقصى

التصنيفات :
يناير 3, 2023 12:51 م

اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ومجموعة من المستوطنين -صباح اليوم الثلاثاء- باحات المسجد الأقصى تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال، وفي حين أكدت واشنطن أنّها تعارض الإضرار بالوضع القائم في القدس المحتلة حذّرت الفصائل الفلسطينية من حرب دينية في المنطقة.

وهذه أول عملية اقتحام لبن غفير زعيم الصهيونية الدينية المتطرفة بعد توليه حقيبة الأمن القومي.

وقال بن غفير أثناء الاقتحام إنّ الحكومة الإسرائيلية لن تستسلم لتهديدات حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وإنّ الحرم القدسي هو المكان الأهم لشعب “إسرائيل”، على حد قوله.

وفي وقت سابق أمس، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أنّ حركة حماس أرسلت رسالة عبر الوسيط المصري والأمم المتحدة، مفادها أنّها لن تقف “مكتوفة الأيدي” حال نفّذ بن غفير تهديده باقتحام المسجد الأقصى.

ترتيبات الاقتحام

وقالت مراسلة الجزيرة في القدس المحتلة نجوان سمري إن بن غفير أعلن قبل يومين أنّه سيقوم بالاقتحام الأول للمسجد الأقصى بعد توليه منصبه في الحكومة الإسرائيلية، ولكن وسائل إعلام إسرائيلية نشرت أمس الاثنين أنّ بن غفير قرر تأجيل الاقتحام بضعة أسابيع، لكن من الواضح أنّ هذا الإعلان كان مجرد تضليل.

وبحسب مصادر في المسجد الأقصى، فقد استغرقت مدة اقتحام بن غفير 13 دقيقة، منذ دخوله المسجد إلى خروجه منه.

ويأتي اقتحام بن غفير رغم الإعلان عن تراجعه عن اقتحام المسجد الأقصى هذا الأسبوع بعد اتصال من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وتهديدات الفصائل الفلسطينية.

بدورها، أكدت مصادر إعلامية إسرائيلية أنّ الاقتحام المفاجئ لوزير الأمن القومي للأقصى، جاء بالتنسيق مع القيادة السياسية العليا والجهات الأمنية في “إسرائيل”.

وبحسب مصادر إعلامية مقربة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فإنّ القرار بالسماح لبن غفير بتنفيذ وعيده واقتحام الأقصى صباح اليوم قد جاء بعد أن سمح له جهاز الأمن العام (الشباك) بذلك، إثر تقديرات بأنّه لن تكون هناك ردود فعل فلسطينية غاضبة قد تفجر مواجهة مسلحة مع قطاع غزة.

عواقب خطيرة

وفي المقابل، أصدرت الفصائل الفلسطينية في غزة بياناً اعتبرت فيه أنّ اقتحام بن غفير للأقصى تصعيد خطير واستفزاز للشعب الفلسطيني، وأنّه ينذر أيضاً بحرب دينية في المنطقة، حسب وصفها.

وأضافت الفصائل “ندعو أهلنا في الضفة المحتلة لتصعيد الاشتباك والمواجهة مع الاحتلال الصهيوني دفاعاً عن الأقصى.. وندعو السلطة الفلسطينية لوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال”.

ووصف رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية زيارة بن غفير بأنّها تستهدف “جعل المسجد الأقصى معبداً يهوديا”، داعياً الفلسطينيين إلى التصدي لمثل هذه الاقتحامات.

وتعقيباً على اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير المسجد الأقصى قال مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين إنّ المسجد الأقصى يشكل جزءاً من عقيدة كل مسلم وحضارة كل عربي والمساس به يدفع بالأمور إلى حافة المخاطر، وفق تعبيره.

وفي لقاء مع الجزيرة، شدد حسين على أنّ الاقتحام يحمل طابعاً رسمياً وأنّه تمّ بموافقة الحكومة الإسرائيلية ورئيسها.

وفي ردود الفعل، قالت الرئاسة الفلسطينية إنّ اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير المسجد الأقصى تحد للفلسطينيين وإنّ استمرار الاستفزازات سيؤدي لتفجر الأوضاع.

وقد نددت وزارة الخارجية الفلسطينية بالاقتحام، ووصفته بـ”الاستفزاز غير المسبوق”.

من جانبها، قالت محافَظة القدس -في بيان- إنّ اقتحام بن غفير المسجد الأقصى تطور خطير يتحمل عواقبه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأضافت أنّ على العالم أجمع لجم من وصفته بالمتغطرس المأفون هو ورئيسه، قبل أن تؤدي أفعاله الهوجاء إلى تفجير المنطقة بشكل كامل.

بدوره، أكّد الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم أنّ جريمة اقتحام بن غفير المسجد الأقصى استمرار لعدوان الاحتلال على المقدسات الإسلامية وحربه على القدس المحتلة.

وأكد قاسم في بيان صحفي أنّ المسجد الأقصى كان وسيبقى فلسطينياً وعربياً وإسلاميا، ولا يمكن لأي قوة أو شخص فاشي تغيير هذه الحقيقة، مشدداً على أنّ الشعب الفلسطيني سيواصل دفاعه عن مقدساته ومسجده الأقصى وقتاله من أجل تطهيره من الاحتلال.

تسلّل “اللصوص”

ووصف النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي أحمد الطيب، وزيرَ الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، بـ”الجرذ الصغير”.

وأضاف في تغريدة باللغة العبرية أنّ بن غفير تسلّل إلى المسجد الأقصى مثل اللص الذي يتسلّل ليلاً لسرقة الناس، مؤكداً أنّه ستكون هناك تداعيات خطيرة لاقتحامه المسجد وهو برتبة وزير للأمن القومي، لأنّ الأقصى للمسلمين فقط.

وقال الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي طارق سلمي إنّ اقتحام الوزير الإسرائيلي للأقصى هو عدوان على الشعب الفلسطيني والعرب والمسلمين جميعا.

وأكد سلمي -في بيان صحفي- أن حكومة الاحتلال المتطرفة تتحمل مسؤولية دفع الأوضاع نحو الانفجار والمواجهة، وأن الشعب الفلسطيني المقاوم لن يستسلم ولن يتهاون في حماية مقدساته.

وقالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إنّ الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير يصب الزيت على النار، ويتحدى إرادة الشعب الفلسطيني باقتحامه المسجد الأقصى صباح اليوم.

وأكدت الجبهة -في بيان صحفي- أنّ الشعب الفلسطيني ومقاومته لن يلتزموا الصمت إزاء هذه الجرائم، وأنّ الكلمة الأخيرة ستكون للشعب الفلسطيني وسواعده المقاوِمة.

إدانات عربية

وفي ردود الفعل العربية، دانت وزارة الخارجية الأردنية بأشد العبارات إقدام وزير الأمن القومي الإسرائيلي على اقتحام المسجد الأقصى المبارك تحت حراسة وحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وحملت الخارجية في بيان “إسرائيل” كامل المسؤولية عن التبعات الخطيرة لاقتحام بن غفير للمسجد الأقصى، قائلة إنّ قيام أحد وزراء الحكومة الإسرائيلية باقتحام الأقصى وانتهاك حرمته خطوة استفزازية مُدانة.

من جهتها، أعربت الخارجية المصرية عن أسفها لاقتحام مسؤول إسرائيلي رسمي المسجد الأقصى وأكدت رفضها لأي إجراءات أُحادية مخالفة للقانون الدولي.

هذا ودانت قطر بشدة اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى واعتبرت انتهاكاً سافراً للقانون الدولي،

وحذرت في بيان لوزارة خارجيتها من السياسة التصعيدية التي تتبناها الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

كما دانت الكويت اقتحام من سمته الوزير المتطرف في حكومة الاحتلال الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى واعتبرته استفزازاً لمشاعر المسلمين وانتهاكاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

الموقف الأمريكي

وفي سياق متصل، نقل مراسل أكسيوس عن السفير الأمريكي في “إسرائيل” توم نايدس قوله إنّ إدارة الرئيس جو بايدن أوضحت للحكومة الإسرائيلية أنّها تعارض أي خطوات من شأنها الإضرار بالوضع الراهن في الأماكن المقدسة.

وأكد نايدس أنّ واشنطن تريد الحفاظ على الوضع الراهن وأنّ الإجراءات التي تمنع ذلك غير مقبولة.

*المصدر : الجزيرة + وكالات


وسوم :
, , , , , , , , , , , , , , , , , , , , ,