تضامن مع رسام الكاريكاتير الفلسطيني محمد سباعنة بعد فصله من عمله بسبب انتقاده للسلطة
عبّر ناشطون وصحافيون عن تضامنهم مع رسام الكاريكاتير الفلسطيني محمد سباعنة بعد فصله من عمله في صحيفة “الحياة الجديدة”، بسبب ما أرجعه لنشره رسوماً انتقد فيها تعامل القيادة الفلسطينية مع تصاعد الأحداث في الضفة الغربية وسلسلة الاعتداءات التي نفّذها الاحتلال الإسرائيلي خلال الفترة الأخيرة.
ونشر الرسام سباعنة عبر فيسبوك الرسم الكاريكاتيري الذي تسبب في فصله، وبيّن أنّ قرار فصله وصله من الصحيفة وتذرّع المسؤولون عن ذلك بما أسموه “أسبابهم الخاصة”، رغم أنّهم عبّروا سابقاً عن غضبهم إزاء الرسم ذاته، مما يؤكد أنّه السبب الحقيقي لقرار الفصل، حسب تفسيره.
وأوضح أنّه قام بهذا العمل (الرسم) بعد استشهاد جواد بواقنة وأدهم جبارين، رفضاً لحالة الصمت والعجز التي وصل لها المستوى السياسي وكرد فعل طبيعي لابن فلسطين.
وحسب الرسام الكاريكاتيري، فإنّه يشعر بالألم بسبب الشهداء الذين يرتقون يوميا، وبسبب الأسرى الذين يقبعون في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
ورأى أنّ قرار فصله وإذا كان نتيجة وقوفه مع أهل جنين ومخيّمها ونابلس وبلدتها، فإنّه يُعد ثمناً رخيصاً أمام تضحيات الشعب الفلسطيني.
ودانت كتلة الصحافي الفلسطيني اليوم الخميس فصل صحيفة “الحياة الجديدة” رسام الكاريكاتير محمد سباعنة، مؤكدةً أنّها محاولة سافرة تهدف إلى الضغط على الصحافيين والعبث بمصدر رزقهم ومقدّرات حياتهم.
وقالت كتلة الصحافي -في بيان صحفي نشرته وسائل إعلام فلسطينية- “نُدين استمرار السلطة الفلسطينية في سياستها القمعية تجاه الصحافيين الفلسطينيين من خلال الاستدعاء والاعتقال والفصل التعسفي ومنع التغطيات بقوة السلاح ومصادرة المُعدات الصحفية”.
وأضافت “بات واضحاً أنّ صوت الحقيقة يشكّل مصدر إزعاج لقيادة السلطة وعناصرها، حيث تسلّم سباعنة قرار فصله التعسفي من صحيفة الحياة التابعة للسلطة، على خلفية رسم كاريكاتيري يُعبّر عن حالة الصمت والعجز التي وصل لها المستوى السياسي تجاه الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بشكلٍ يومي في مدن الضفة المحتلة”.
وأكدت تضامنها الكامل مع جميع الصحافيين الذين يتعرضون لسياسة السلطة “وممارساتها العنجهية”، التي تُعدّ تجاوزاً للقوانين والأعراف الدولية التي نصت على ضرورة حماية الصحافيين ومنحهم الحق في التعبير والرأي، وفق البيان.
ورأى ناشطون وصحافيون أنّ هذا القرار يأتي في سياق الحرب على الديمقراطية ومحاربة حرية التعبير عن الرأي بكافة صورها، منددين بقرار الصحيفة التابعة للسلطة الفلسطينية ووصفوه بـ”التعسفي”.
وكتب أحميد الهمص عبر تويتر “المشهد الفلسطيني المحتل بات بالغ الوضوح، ولم يعد يحتمل أي تضليل في الرؤيا والرؤى، في الوقت ذاته، مكبّلين بقيود وضعتها سلطة محمود عباس وحركته، ونزعت منا كل أدوات القوة والصحة السياسية والإدارية والاقتصادية، صحيفة الحياة الجديدة -لسان حال السلطة- تفصل رسام الكاريكاتير محمد سباعنة”.
ونشرت هاجر حرب أنّ “قرار فصل سباعنة على خلفية الكاريكاتير المذكور أدناه جريمة ليست بحقّ محمد فقط ولا بحقّ هامش الحريات الذي يكاد يكون معدوماً بالنسبة لنا كفلسطينيين فقط، بل أيضا جريمة بحقّ الشهداء والأسرى وبحقّ الدماء التي نزفت وتنزف كل لحظة”.
*المصدر : الجزيرة + وكالة سند
وسوم :
الرسام محمد سباعنة, السلطة الفلسطينية, المشهد الفلسطيني, تضليل الرؤيا, جريدة الحياة الجديدة, حرية الرأي, دماء الشهداء, سلطة محمود عباس, صمود, فلسطين المحتلة, فن الكاريكاتير, قرار تعسفي, نزف الدماء