عن الخدمات الصحية للاجئ الفلسطيني في صيدا: الوضع ليس الأسوأ

التصنيفات : |
يناير 30, 2023 8:42 ص
مدير مكتب الأونروا في صيدا د. إبراهيم الخطيب يشرح عن الخدمات الصحية المقدّمة للاجئ الفلسطيني واللبناني حامل بطاقة لاجئ (صمود)

*وفيق هوّاري – صمود:

في الوقت الذي يشهد القطاع الصحي اللبناني انهياراً غير مسبوق، وتوقف مستشفيات لبنانية مختلفة عن تقديم خدماتها، أو عدم الالتزام بأسعار وزارة الصحة، فإنّ الخدمات التي تُقدّم في المجتمع المحلي الفلسطيني تبدو أفضل بكثير مما يتلقاه المواطن اللبناني في المستشفيات  الحكومية اللبنانية.

لكنّ هذه المقارنة لا تعني أنّ ما يحصل عليه اللاجىء الفلسطيني هو خدمة كاملة ومكتملة، لأنّ الانهيار أصاب الوضع الفلسطيني أيضا.

يقول مدير وكالة الأونروا في منطقة صيدا الدكتور إبراهيم الخطيب: “يشكّل التمويل واستمراره المعوِّق الأساس في عملنا الصحي كي نحافظ على الخدمات في هذا المجال، وأستطيع القول إنّنا ما زلنا قادرين على تقديم 80% من الخدمات الصحية”.

ويضيف: “بعد ارتفاع أسعار الأدوية وانقطاع بعضها من الأسواق، لجأ كثير من اللاجئين، الذين كانوا يشترون الأدوية من خارج صيدليات الأونروا، إلى عيادات الأونروا للحصول على الأدوية، بالإضافة إلى شريحة لبنانية كبيرة تستفيد من تقديمات الأونروا الصحية، وهم يحملون بطاقة لاجىء بسبب وجودهم في فلسطين خلال النكبة وهُجّروا مع الفلسطينيين، وكانوا لا يتقدمون بالوصفات الطبية للحصول عليها من الأونروا، لكنّهم حالياً عادوا ليستفيدوا من هذه الخدمة ويصل عددهم ما بين 60 – 80 ألف إنسان”.

وعدّد د. الخطيب عدداً من هذه العائلات اللبنانية المقيمة في مدينة صيدا.

إلى جانب هؤلاء، فإنّ أهالي القرى السبع والذين حصلوا على هويات لبنانية ويُقدّر عددهم بنحو 100 ألف انسان، عادوا للحصول على الخدمات الصحية في مراكز الأونروا الاستشفائية، ويوضح الخطيب أمراً بأنّ خدمات كل هؤلاء متوفرة إلى ما دون الاستشفاء، لأنّهم يستفيدون من الاستشفاء على حساب وزارة الصحة اللبنانية، وبالتالي لا يستطيعون الاستفادة من جانبين في مجال الاستشفاء. كما أنّ عائلات المرأة اللاجئة المتزوجة من غير فلسطيني تستفيد أيضاً من الخدمات الصحية.

ولكن ما هي الخدمات التي يحصل عليها اللاجىء الفلسطيني حالياً من وكالة الأونروا؟

يجيب د. الخطيب: “إنّنا نقدّم رعاية صحية أولية من خلال العيادات المتواجدة داخل مخيّم عين الحلوة وخارجه، هناك طب عائلي، واختصاصات عيون، قلب، نسائي، وتنظيم أسرة بالإضافة إلى جميع أنواع التلقيح للأطفال، وتقديم أدوية للأمراض المزمنة وأدوية ضد الالتهابات وهي مجانية. وفي كل عيادة من عيادتيْ عين الحلوة أربعة اطباء، مختبر، صيدلية وقسم أشعة في إحداها. وفي عيادة مدينة صيدا هناك أربعة أطباء في مختلف الاختصاصات، مختبر، بالإضافة إلى طب أسنان. وهذه العيادات تشهد حالياً ازدحاماً بشكل دائم”.

على الرغم من أنّ هذه التقديمات تتخطى بأشواط التقديمات التي يحصل عليها المواطن اللبناني، لكنّ ذلك لا يعني أنّ اللاجىء الفلسطيني بألف خير

وقد وردت ملاحظات من بعض الأشخاص حول نوعية الأدوية الموجودة في الصيدليات، ويوضح د. الخطيب الأمر: “إنّنا نقدّم الأدوية الأساسية ومعظمها أدوية بديلة (جينريك) وأجزم أنّ أدوية الأمراض المزمنة وأدوية الضغط من نوعية عالية الجودة”.

حول الاستشفاء

يجري تحويل المرضى العاديين إلى مستشفى صيدا الحكومي، ومستشفى الهمشري ومستشفى عسيران، تدفع الوكالة 90% من الكلفة حسب تسعيرة وزارة الصحة. وهنا المشكلة التي يواجهها اللاجىء المريض، لأنّ إدارة المستشفيات باستثناء الهمشري لا تلتزم بتسعيرة وزارة الصحة وتفرض على المريض فروقات باتت مكلفة جداً في ظل الوضع الراهن.

أما مرضى القلب المفتوح والسرطان، فيتمّ تحويلهم إلى مستشفيات: حمود، دلاعة وأبو ظهر، وتدفع الوكالة 60% من كلفة العلاج حسب تسعيرة وزارة الصحة اللبنانية أيضا، والتي باتت تُحدّد بالقروش مقارنة بالكلفة المطلوبة.

لكنّ د. الخطيب يعقّب على الموضوع بالقول: “إنّ الأونروا تدفع مبلغ 3 آلاف دولار لمريض القلب المفتوح، ويدفع المريض مبلغ 150 دولار كلفة تركيب “راصور” أول و200 دولار لـ”الراصور” الثاني، و250 دولار لـ”الراصور” الثالث. ولقد لحظت خطة الاستشفاء تغير الأسعار، وحاولت المحافظة على سياسة أن لا يدفع المريض كثيرا، وأعطي مثلا: إنّ مساهمة اللاجىء في عمليات الولادة القيصرية 700 ألف ل.ل. والولادة الطبيعية 300 ألف ل.ل. وأريد أن أشير إلى أنّنا ندفع 30% من ثمن الأسياخ أو المعدات التي تُركّب للمريض شرط أن لا يتعدى المبلغ الـ500 دولار، وهي من نوعية طبية عادية، مع ملاحظة أنّ وزارة الصحة اللبنانية لا تغطي هذا الجانب الذي تغطيه وكالة الأونروا”.

على الرغم من أنّ هذه التقديمات تتخطى بأشواط التقديمات التي يحصل عليها المواطن اللبناني، لكنّ ذلك لا يعني أنّ اللاجىء الفلسطيني بألف خير ويحظى برعاية صحية جيدة بل يعني ضرورة التغلب على المعوقات الموجودة لأنّ الانهيار الحاصل يمنع اللاجىء الفلسطيني والمواطن اللبناني من الحصول على حقوقه الصحية.


وسوم :
, , , , , , , , , , , , ,