عن صفقة القرن ودورها في تصفية القضية الفلسطينية: المقاومة والمقاطعة صِنوان

التصنيفات : |
فبراير 6, 2023 9:10 ص
رئيس الجمعية الوطنية لمقاومة التطبيع عبد الملك سكرية (صمود)

*وفيق هوّاري – صمود:

لبّى عشرات الشباب والطلاب دعوة المنظمات الشبابية والطلابية اللبنانية والفلسطينية في صيدا والجوار لحلقة نقاش تحت عنوان “صفقة القرن مؤامرة لتصفية القضية الفلسطينية”، وذلك مساء الجمعة 3 شباط/فبراير 2023 في مسرح بلدية صيدا.

بعد ترحيب بالحضور من قِبل عريف الحلقة رامي صلاح، تحدث باسم المنظمات الداعية أحمد البني فوجّه التحية للانتفاضة المستمرة التي تؤكد أنّ القضية الفلسطينية قضية مركزية للشعوب العربية، وأنّ جوهر الصراع هو “صراع وجود وليس صراع حدود، وما أُخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة، ولا اعتراف بالكيان الصهيوني على الرغم من كل محاولات تلميع صورته”.

ممثّل المنظمات الشبابية والطلابية الفلسطينية واللبنانية أحمد البني (صمود)

وأضاف البني: “إنّ صفقة القرن التي يروجون لها هي تصفية وطمس للهوية العربية، لكن القناع سقط كما سقط المطبّعون عند أول لعبة كرة قدم، لقد كانت أصوات الشعوب العربية أقوى من صفارات الحكام، وإنّ ما يجري على أرض فلسطين يحتاج الى دعم ومواكبة، وإنّ ما يفعله المناضلون الفلسطينيون هو رسم خارطة طريق للمقاومة والتحرير ضد اتفاقات الذل والعار”.

تلاه رئيس الجمعية الوطنية لمقاومة التطبيع عبد الملك سكرية الذي تحدث عن تاريخ الصهيونية وصولاً الى الواقع الحالي، وقال: “إنّ إثارة المشكلات في البلدان العربية هو للإلهاء عن القضية الفلسطينية، وإنّ الكيان الصهيوني هو فكرة استعمارية بدأت في منتصف القرن التاسع عشر لبناء كيان يرث موقعاً استراتيجياً في أراضي السلطنة العثمانية المنهارة”.

وتحدث سكرية عن كيف استخدم الغرب اليهود أنفسهم ليكونوا أداةً للدفاع عن مصالح الغرب في المنطقة، وصولاً إلى مؤتمر بال، ووعد بلفور خلال البحث في اتفاق سايكس بيكو.

وأضاف سكرية: “خلال فترة الانتداب البريطاني على فلسطين، كان الشعب الفلسطيني مكبّل وغير مسموح له بالتحرك في ما أفواج اليهود الوافدين تستعمر البلاد، مستندين إلى قوى عسكرية منظمة، في حين اقتصرت القوى العربية على عدد من المتطوعين، ولا ننسى كيف زرع الاستعمار عدداً من الأنظمة العربية الاستبدادية”.

وتحدث عن الوضع الراهن بالقول: “نعيش اليوم بوضع شبيه بعام 1948، نشهد عدداً من أنظمة التطبيع مع الكيان الصهيوني بعد عقود من نجاح قوانين مقاطعة “إسرائيل” ومن يتعامل معها، لكنّ هذه المقاطعة بدأت بالتحلل بعد زيارة السادات للكيان وإبرام اتفاقات كامب ديفيد. لكن، كل هذا التحلل الذي أصاب المقاطعة لم يمنع الشعوب من الاستمرار بمقاطعة الكيان الصهيوني والمثال على ذلك الشعب المصري”.

وختم سكرية: “الآن، تسعى صفقة القرن لتوسيع إطار الهيمنة الإسرائيلية في المنطقة وجعلها المسيطرة عليها بعد تنفيذ عمليات التطبيع وإضعاف كل القوى المناهضة لكيان الاحتلال. وإنّ التطبيع ليس دمج “إسرائيل” في المنطقة، بل دمج المنطقة بالكيان الصهيوني. وليس هناك من استغراب أكثر من أنظمة تدين عملية القدس. واليوم صارت المعركة أشرس بأبعادها العسكرية والاقتصادية والثقافية، كي نستطيع إسقاط صفقة القرن وأن تبقى القضية الفلسطينية هي القضية المركزية”.

ثم دار حوار واسع حول الوضع في الداخل الفلسطيني، والعلاقة مع المحيط العربي، وإمكانية رسم خطة استراتيجية للمقاومة ورؤية موحدة لاستمرار النضال ضد الكيان الصهيوني.

صفقة القرن

هي الخطة التي أعلنها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض عام 2020، وبحضور رئيس وزراء الاحتلال آنذاك بنيامين نتنياهو، لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وتضمن الخطة استمرار السيطرة الإسرائيلية على معظم الضفة الغربية التي احتلتها “إسرائيل” عام 1967، وضم الكتل الاستيطانية الضخمة في الضفة الغربية إلى الكيان الاحتلالي وبقاء مدينة القدس موحدة وتحت السيادة الإسرائيلية.

وتعهدت “إسرائيل” بالحد من النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية لمدة أربع سنوات وهي الفترة الممنوحة للجانب الفلسطيني كي يقر الدخول في مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي لتطبيق الخطة.

لكن وحتى قبل أن تطأ قدم نتنياهو أرض فلسطين المحتلة عائداً من واشنطن، أعلن أنّه سيقدم اقتراحاً إلى الكنيست الاسرائيلي لضم منطقة وادي الأردن الاستراتيجية ومستوطنات الضفة الغربية إلى “إسرائيل” من جانب واحد.


وسوم :
, , , , , , , , , , , , , , , ,