في ظل تصاعد المواجهات مع العدو الصهيوني: أي استراتيجية للمقاومة؟

التصنيفات : |
فبراير 7, 2023 9:20 ص

*قاسم قصير

شهدت المناطق الفلسطينية المحتلة خلال الأيام القليلة الماضية تصاعد المواجهات مع العدو الصهيوني، سواء من خلال العمليات العسكرية أو استهداف المستوطنين والمستوطنات أو عبر التصدي المباشر لجنود الاحتلال خلال اقتحام المخيّمات والمدن الفلسطينية، مما أدى لسقوط عدد كبير من شهداء المقاومة وخصوصاً في مخيّم جنين، في حين امتدت العمليات العسكرية الى مدينة أريحا ومحيطها، كما شهدت مناطق قطاع غزة حالة من الاستنفار في ظل بروز احتمال تصاعد المواجهة بين قوى المقاومة والجيش الإسرائيلي.

فكيف تنظر قوى المقاومة إلى المعركة الحاصلة اليوم في كافة المناطق الفلسطينية المحتلة؟ وأية إستراتيجية تعتمدها المقاومة في هذه المعركة؟.

مصادر قيادية في حركة حماس شرحت لموقع صمود رؤية المقاومة للأوضاع في الكيان الصهيوني وحول الاستراتيجية المعتمدة في المعركة اليوم.

قالت هذه المصادر: “نواجه اليوم حكومة صهيونية دموية تعتمد أسوأ الأساليب في مواجهة الشعب الفلسطيني، لكنّها ضعيفة على الصعيد السياسي في ظل اعتمادها لسياسات تتعارض مع كل السياسات السابقة ولا تحظى بقبول داخلي وخارجي، ولأنّها تعمل لتدمير كل التسويات السابقة وهذا ليس في مصلحة أمريكا والسلطة الفلسطينية ولا حتى الدول العربية التي سارت في مسار التطبيع مع العدو الصهيوني”.

وأضافت المصادر: “في مقابل سياسات الحكومة الصهيونية الدموية، فإنّ المعركة القائمة اليوم بين الشعب الفلسطيني وقوى المقاومة من جهة وبين العدو الصهيوني من جيش والمستوطنين من جهة أخرى، أعادت تشكيل وعي جديد لدى الشعب الفلسطيني قائم على أساس المواجهة وسقوط كل الرهانات الأخرى، مما يجعل الشعب الفلسطيني كله منخرطاً في عمل المقاومة على كل المستويات وبكافة الأساليب المتوفرة”.

كل فلسطيني يمكن أن يخطط ويجهّز وينفّذ عملية مقاوِمة دون الحاجة إلى شركاء

وتابعت المصادر: “اليوم، يتقدّم خيار المقاومة وتتراجع كل الرهانات على التسويات واتفاقات التطبيع، حيث تحولت المقاومة إلى عملية اشتباك يومي مع الاحتلال، وأصبح كل فلسطيني مشروع مقاوم ضمن الإمكانيات المتاحة ولم تعد المقاومة مرتبطة بقرار تنظيمي أو بفريق أو جهة منظمة، وهذه العمليات اليومية أدت وتؤدي لضرب المنظومة الأمنية لدى العدو الصهيوني ولأي شكل من أشكال التعاون والتنسيق مع السلطة، يحيث لم يعد بالإمكان لدى الأجهزة الأمنية التابعة للعدو القدرة على التنبوء بمكان وموعد وشكل العمليات، كذلك لم يعد العدو قادراً على الإحاطة بقدرات المقاومين وخططهم العملية، فكل فلسطيني يمكن أن يخطط ويجهّز وينفّذ عملية مقاومة دون الحاجة إلى شركاء، كما أصبح الفلسطينيون في الضفة الغربية وفي أماكن الاحتلال حاضرين للمواجهة المباشرة والتصدي للعدو الصهيوني، ورغم ارتفاع أعداد الشهداء فإنّ ذلك لم يضعِف إرادة المقاومة بل زادها قوة وتصميم”.

وتؤكد المصادر القيادية في “حماس” على أنّ “تصاعد المقاومة في المناطق الفلسطينية المحتلة وما تقوم به حكومة العدو من سياسات استيطانية وتدميرية وتصعيد للاعتداءات داخل وخارج فلسطين سيؤدي إلى نسف أي مشروع أو تحالف كانت تراهن عليه الإدارة الأمريكية في المنطقة العربية أو إقامة ما يُسمى تحالف شرق أوسطي أو “اتفاقات أبراهم” وغير ذلك من مشاريع تطبيعية ، فاشتداد المواجهة في فلسطين سينسف كل هذه المشاريع وسيؤدي لتصاعد الرفض العربي للتطبيع وسيدعم خيارات المقاومة في المواجهة”.

قد نشهد في المرحلة المقبلة تصاعد الرفض للتطبيع ومؤشرات جديدة لدعم قوى المقاومة

وتتابع المصادر: “وإضافة للتطورات في الداخل الفلسطيني وتصاعد حركة المقاومة، فإنّ الأوضاع الإقليمية والدولية لا تصب في صالح العدو الصهيوني وحكومته الجديدة، لأنّ العالم اليوم مشغول بحرب أوكرانيا وتداعياتها، والدول العربية والإسلامية تعيد ترتيب أوضاعها في المنطقة، مما سيضع العدو الصهيوني أمام تطورات جديدة وسيمنع تطوير عمليات التطبيع التي بدأتها بعض الدول العربية مع هذا العدو، وقد نشهد في المرحلة المقبلة تصاعد الرفض للتطبيع ومؤشرات جديدة لدعم قوى المقاومة”.

الاستراتيجية والتنفيذ

وانطلاقاً من هذه المعطيات، تقوم استراتيجية قوى المقاومة على عدة أسس ومنها:  

أولا: تصعيد المواجهات اليومية وتعميمها على كل المناطق.

ثانيا: التنسيق والتعاون بين فصائل المقاومة والابتعاد عن سياسة التنافس والخلافات .

ثالثا: حماية مشروع “وحدة الساحات” والحفاظ على ثوابت المقاومة وقواعد الاشتباك.

رابعا: إعادة ترتيب العلاقات مع الدول العربية والإسلامية بما يعزز دور محور المقاومة والحفاظ على نقاط القوة ومعالجة نقاط الضعف.

خامسا: التنسيق السياسي والإعلامي على كافة الجبهات.

ومن خلال هذه الاستراتيجية، تؤكد المصادر القيادية في حركة حماس وفي قوى المقاومة أنّ مسار المواجهة يسير في الاتجاه الصحيح وأنّ المرحلة المقبلة ستشهد تطورات مهمة لصالح قوى المقاومة والشعب الفسطيني، وأنّ الرهان على الشعب الفلسطيني وقدراته هو النقطة المركزية في مشروع المقاومة وستثبت الأيام أنّ هذا الرهان في محله الصحيح.

*كاتب لبناني


وسوم :
, , , , , , , , , , , , , , , , , , , ,