بين تفاوت الإمكانيات والانقسام.. مبادرات فصائلية لدعم منكوبي الزلزال في سوريا والأونروا تطلق نداء استغاثة عاجل

التصنيفات : |
مارس 9, 2023 9:17 ص
وفد من حركة الجهاد الإسلامي يعاين الأضرار ويتفقّد ضحايا الزلزال في مدينة جبلة السورية (صمود)

*صمود- خاص:

لم يغيّر الزلزال الذي ضرب سوريا في السادس من شباط الفائت، وأصاب مخيّماتها الفلسطينية أيضا، كثيراً في المشهد الفلسطيني العام، فالانقسام ما زال مستمرا، وبدلاً من أن تجد القوى والفصائل في النكبة الجديدة فرصة في التعبير لو بقدر قليل عن الألفة والتلاحم إنسانياً لمساعدة إخوتهم في المخيّمات التي طالها الزلزال في الشمال والساحل السوري، عمد كل فصيل إلى العمل منفرداً على الأرض في تقديم العون والمساعدات دون الالتفات إلى العمل الجماعي وهذا ما برّره أحد مسؤولي الفصائل لـ”صمود”- بتفاوت إمكانيات الفصائل وليس الانقسام كما يروّج البعض”، مع الالتفات إلى أنّ مبادراتهم الإنسانية والإغاثية لم تكن للفلسطينيين حصراً وإنّما للجميع (سوريين وفلسطينيين) في تأكيد على وحدة الدم والمصير حتى في مواجهة الكوارث الطبيعية.

في السياق، أطلقت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، نداءً عاجلاً محدثاً بمبلغ 16.2 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية واحتياجات التعافي المبكر للاجئي فلسطين الذين تضرّروا جراء زلزال سوريا وتركيا.

وقالت “الأونروا” في بيان لها، إنّ هذا النداء العاجل المحدث سيمكّنها من دعم لاجئي فلسطين المتضررين بالمواد النقدية وغير الغذائية حتى آب/أغسطس 2023.

“صمود” رصدت عمل عدد من المنظمات والفصائل الفلسطينية التي عملت على الأرض في مواجهة تداعيات الزلزال:

لمسة وفاء من “الجهاد” لسوريا

والبداية من حركة الجهاد الإسلامي التي قامت عبر فريق “الخيرية لكفالة الأيتام” بتوزيع مساعدات نقدية على عشرات الأسر المتضرّرة من الزلزال في اللاذقية وجبلة وحلب، كما التقت القيادات الحزبية والسياسية في المحافظتين وقدّمت واجب العزاء باسم الشعب الفلسطيني وقيادة الحركة إلى سوريا وشعبها.

مسؤول الفريق، الحاج مازن أبو عطوان، أوضح أنّ هذه المساعدات جاءت للتخفيف من وطأة المُصاب الأليم، الذي طال آلاف الأسر في عدة مدن سورية، مشيراً إلى أنّ التوزيع استهدف الأسر الأشدّ تضرّرا، بالتنسيق والتعاون مع نخبة من الوجهاء والمخاتير والفعاليات الشعبية والمجتمعية.

ولفت أبو عطوان إلى أنّ المعاينة الميدانية تكشف هول الفاجعة التي أصابت الأهالي، “ففي كل شارع وبيت قصة تروي حكاية ألم عاشها أهلنا، الأمر الذي يستدعي منا أن نكون إلى جانبهم في هذه المحنة العصيبة”.

“صحيح أنّ ما قدّمناه سواء من مساعدات عينية ونقدية قليل تجاه هول الفاجعة، لكن هذا أقل من الواجب تجاه عمقنا العربي الدافئ والحصين”
(حركة الجهاد الإسلامي)

من جهته، قال عوض أبو دقة (إعلامي مرافق للحملة): “وزّعت الحركة مساعدات نقدية على مئات الأسر التي تضرّرت بفعل الزلزال المدمّر في مدينتي جبلة وحلب، مبيّناً أنّ هذه لمسة وفاء تجاه أهلنا في سوريا التي طالما وقفت إلى جانب الشعب الفلسطيني واحتضنت المقاومة”.

وأوضح: “صحيح أنّ ما قدّمناه سواء من مساعدات عينية ونقدية قليل تجاه هول الفاجعة، لكن هذا أقل من الواجب تجاه عمقنا العربي الدافئ والحصين”.

“الجهاد” تقوم بحملة إحصاء لمتضرّري الزلزال من الفلسطينيين والسوريين (صمود)

وختم أبو دقة بالقول: “لقد رأينا خلال جولتنا، مآسي حقيقية وسمعنا قصصاً مؤلمة ومفجعة، لكنّنا واثقون أنّ سوريا التي صمدت في وجه المحن طوال ما يزيد على اثنتي عشرة سنة، ستخرج من هذه المحنة أكثر قوة وعزيمة”.

مساعدات نقدية من “الشعبية”

من جانبها، نظّمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عدداً من الفعاليات الإغاثية والزيارات الميدانية تقدّمها نائب الأمين العام للجبهة جميل مزهر، حيث  زار مخيّم الرمل في اللاذقية والتقى عوائل الشهداء ومراكز الإيواء في المخيّم، وقدّم مساعداتٍ نقدية مباشرة للأهالي الموجودين في مركز الإيواء، كما جرى خلال الزيارة لقاء مع أمين فرع حزب البعث العربي الإشتراكي في اللاذقية المهندس هيثم إسماعيل.

قامت “الشعبية” بتوزيع مساعداتٍ عينية للأسر المتضرّرة في المخيّمات المنكوبة، ففي مخيّم الرمل بقيمة 100 ألف ليرة سورية لكل عائلة

محمد حسين مسؤول الإعلام في إقليم سوريا بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في تصريح خاص قال: “عملت الجبهة على تفعيل الاستجابة السريعة لمواجهة الكوارث من خلال استنفار كوادرها ومؤسساتها الكشفية الشبابية، حيث قامت بتوزيع مساعداتٍ عينية للأسر المتضرّرة في المخيّمات المنكوبة، ففي مخيّم الرمل تمّ توزيع مساعدات نقدية بقيمة 100 ألف ليرة سورية لـ85 عائلة، كما تمّ تقديم سلة غذائية في المخيّم شملت 100 عائلة من مخيّم الرمل.

زيارة وفد “الشعبية” وعلى رأسه القيادي جميل مزهر للأسر المتضرّرة من الزلزال (صمود)

أما في حلب، فقد تمّ تنظيم عدة حملات إغاثية في مخيم النيرب تضمّنت تقديم أغطية وملابس وأغذية إلى أكثر من خمس مزارع محيطة بالمخيّم، ودعم المتضرّرين بمبلغ مالي لكل عائلة 100 ألف ل.س، وبلغ عدد العائلات 45 عائلة، كما تمّ القيام بحملة ثالثة لدعم أكثر من 85 عائلة أيضاً بـ100 ألف ل.س لكل عائلة، وفي الحملة الرابعة تمّ تقديم مساعدة لكل عائلة 100 ألف ل.س وبلغ عدد العائلات 60 عائلة، وفي الحملة الخامسة استهدفت أصحاب الإعاقات في المخيّم والأشدّ فقرا، وبلغ عدد المستهدفين 100 عائلة وُزّعت عليهم سلل غذائية.

وفي حماة، قامت الجبهة بتوزيع السلل الغذائية على المتضرّرين من الزلزال في مخيّم العائدين.

حملات دعم من “الديمقراطية”

بدورها، قامت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بالعديد من النشاطات الإغاثية في مخيّمات الشمال السوري واللاذقية، وفي تصريح خاص، قال مسؤول إقليم سوريا حسن عبد الحميد: “إنّ الزلزال الذي ضرب الأراضي السورية وذهب نتيجته عشرات الآلاف من الضحايا والمصابين والمهجّرين من السوريين واللاجئين الفلسطينيين وآلاف المنازل المهدّمة والمتصدّعة التي نتجت عنها كارثة إنسانية في ظل حالة الحصار والعقوبات الظالمة على يد الولايات المتحدة الأمريكية ومن يدور في فلكها، بما ولّدته من أزمة ومعاناة إنسانية طالت كل مناحي الحياة عملاً بقانون قيصر الظالم الذي يتعارض مع كل القيم والمبادئ الإنسانية، وكشفت هذه الأزمة سياسة إزدواجية المعايير والكيل بمكيالين على الصعيد الدولي، وأزالت الأقنعة عن وجوه مدّعي حقوق الإنسان، في الوقت الذي تنفق وتغذّي وتشعل الحروب لتخريب وتدمير البلدان وقتل الشعوب بمليارات الدولارات”.

أقامت “الديمقراطية” فعاليات للأطفال في إطار الدعم النفسي – الإجتماعي، وعدداً من الندوات حول التعامل السليم مع الزلزال، ونظّمت وقفات تضامنية مع سوريا لكسر الحصار وإلغاء قانون قيصر في كل المخيّمات الفلسطينية

وأضاف: “أمام ذلك بادرت الجبهة الديمقراطية بالإيعاز إلى منظماتها ومؤسساتها الإجتماعية والشبابية والنسائية بالانخراط والعمل جنباً إلى جنب مع الفرق التطوعية والإغاثية، وتأتي زيارة وفد الجبهة الذي ضمّ عدداً من أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية وقيادة الجبهة في سوريا إلى كلّ من مخيّمي النيرب والعائدين في اللاذقية وتفقّد ضحايا الزلزال ولقائه بالأهالي وبمرجعيات حزبية وأهلية وفصائلية، لتقديم مساعداتٍ مادية وعينيّة والمساهمة في الحملات الإغاثية على صعيد المخيّمات والتجمّعات الفلسطينية”.

وأضاف عبد الحميد: “إنّ الجبهة أقامت عبر مؤسّساتها الشبابية فعاليات للأطفال في كل من النيرب وحندرات والرمل في إطار الدعم النفسي – الإجتماعي، وعدداً من الندوات حول التعامل السليم مع الزلزال، ونظّمت وقفات تضامنية مع سوريا لكسر الحصار وإلغاء قانون قيصر في كل المخيّمات الفلسطينية، كما شاركت في الاعتصام المركزي يوم 17/2/2023 أمام مكتب الأمم المتحدة في دمشق وتقديم مذكرة تطالب بإلغاء قانون قيصر وإغاثة سوريا”.

كذلك حاولت “صمود” التواصل مع باقي المنظمات والفصائل الفلسطينية الموجودة في سوريا لرصد نشاطاتها، ولكن لم نحصل على استجابة منها.


وسوم :
, , , , , , , , , , , , , , ,