الشيخ خضر عدنان.. تاريخ من النضال “ومعركة الأمعاء الخاوية” مستمرة لكيد الاحتلال
أبريل 18, 2023 7:35 ص*منى العمري – صمود:
“أبعث لكم بكلماتي هذه، وقد ذاب شحمي ولحمي ونخر عظمي وضعفت قواي.. من سجني في الرملة، الحبيبة الفلسطينية الأصيلة”، كلماتٍ عبّر من خلالها الأسير الشيخ خضر عدنان عن حاله داخل سجون الاحتلال.
بطاقة تعريف
الأسير خضر عدنان من مواليد 24 آذار/مارس عام 1978، وله شقيقان وشقيقة وقد اعتُقل أكثر من 8 مرات، خاض خلالها إضراباً عن الطعام 5 مرات، إذ خاض إضراباً عام 2004 مدّته 25 يوماً ضد عزله إنفراديا، ثم خاض نهاية عام 2011 وبداية عام 2012 إضراباً عن الطعام استمر 67 يوماً ضد اعتقاله الإداري، وفي العام 2015 استمر إضرابه عن الطعام 58 يوماً ضد الإعتقال الإداري أيضا، وعام 2018 ناضل في معركة الأمعاء الخاوية 54 يوما، أمّا إضرابه الرابع فكان عام 2021 لمدة 25 يوما.
والإضراب الحالي هو الخامس وقد تجاوز الشهرين حتى الآن وما زال مستمراً فيه، حيث أتى اعتقال الشيخ عدنان بالتزامن مع زيارة أجراها الأمين العام لحركة “الجهاد الإسلامي” زياد النخالة ووفد من قيادة الحركة إلى العاصمة المصرية القاهرة، لبحث التوتر في الأراضي الفلسطينية المحتلّة.
ويحمل عدنان شهادة البكالوريوس في الإقتصاد من جامعة بيرزيت ودرجة الماجستير في الدراسات الإسرائيلية من جامعة القدس. (1)
هو قيادي في حركة “الجهاد الإسلامي”، والحنجرة التي تصدح برفض الوجود الإسرائيلي، على امتداد الجغرافيا الفلسطينية، غير آبه بالضريبة التي اعتاد أن يدفعها، مقابل اعترافه بالكيان الصهيوني.
الشيخ عدنان المناضل الذي خرج من رحم بلدة عرابة، جنوب غرب جنين، يُعدّ من أقدار الاحتلال السيئة في الضفة المحتلّة، وقد اعتاد على قول كلمته الواضحة في كل المناسبات والفعاليات والندوات.
إعتُقل الشيخ مؤخراً في الخامس من شباط/فبراير، وكالعادة أضرب عن الطعام، ما أدّى إلى تعرّضه لتنكيل قاس، وتأجيل محاكمات، وعزل وضغط وتضييق، غير أنّه باقٍ على عهد المواجهة كما يؤكّد، إما شهادة أو إنتصار، ولا مكان للرمادية بينهما.
وأوضحت مؤسسة “مهجة القدس” بأنّ وضعه الصحي تدهور بشكلٍ خطير، حيث أصبح يعاني من غباش في الرؤية وتشنّج في اليدين، وحالات إغماء متكررة، ويعاني من القيء وقلّة النوم، ولا يقوى على الحركة ودوخة مستمرة”. (2)
أيقونة النضال “معركة الأمعاء الخاوية”
اعتقلت سلطات الاحتلال الشيخ خضر عدنان سابقاً 13 إعتقالاً أمضى خلالها في الأسر نحو 8 سنوات على خلفية عضويته ونشاطاته في صفوف حركة “الجهاد الإسلامي” في فلسطين المحتلّة.
هو مفجّر معركة الإرادة، معركة الأمعاء الخاوية ضد سياسة الإعتقال الإداري التعسّفي بدون توجيه إتهام، حيث حقّق إنتصاراً نوعياً في 4 إضرابات سابقة خاضها في الأسر وتكللت برضوخ الاحتلال لمطلبه في الحرية. (3)
فإنّ معارك الإضراب عن الطعام جعلت من الشيخ عدنان أيقونة نضالية وحالة إستثنائية خاصة، حيث كانت أبرز الطرق التي اعتادها الشيخ الأسير، وجعل منها سلاحاً فعّالا، أرغم عبره الاحتلال غيرَ مرة، على التراجع خطوة إلى الوراء، وانتزع من خلاله الحرية، رغماً عن الكيان المحتل.
وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي: “وبعد أن اشتدت محنتي وبلغ إضرابي القاسي مبلغه، وبات وضعي الصحي خطيرا، وقد اقتربت النفس من الشهادة فحقٌ عليَّ أن أكتب وصيتي”.
وفي هذا السياق، حمّلت مؤسسة “مهجة القدس” سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير خضر عدنان بسبب مماطلتها في الإستجابة لمطالبه، مناشدةً المؤسسات العاملة في مجال حقوق الإنسان تكثيف جهودها لإنقاذ حياته.
وبيّنت “مهجة القدس” أنّ الشيخ خضر عدنان لا يعترف بالتهم الملفّقة والموجّهة بحقّه ويؤكد أن مطلبه هو الحرية. (4)
إتهام وتلفيق
واجهت سلطات الاحتلال الأسير الشيخ عدنان بـ25 إعترافاً من إعترافات الغير عليه، تهدف -وفق ما أكّده محامي الشيخ- إلى تثبيت تهمتَي قيادة “الجهاد الإسلامي”، والتحريض على مقاومة الاحتلال عبر المشاركة في جنازات الشهداء والفعاليات الوطنية، وهما ستقودان إلى محاكمته وسجنه بشكلٍ نظامي.
وكان نشطاء ومتضامنون فلسطينيون في البرازيل، نظّموا مطلع نيسان/أبريل الجاري مسيرات واحتجاجات نجحوا من خلالها في إلغاء “مهرجان الجامعات الإسرائيلية” المزمَع عقده في جامعة “يوني كامب”، وفي خلال تلك الفعاليات، رفع المشاركون صوراً للشيخ خضر عدنان. (5)
ترهيبٌ واعتقال
وفي وقتٍ سابق، قالت مديرة الإعلام في نادي الأسير الفلسطيني أماني سراحنة، إنّ جيش الاحتلال اعتقل الشيخ خضر عدنان من منزله في بلدة عرابة بمحافظة جنين شمالي الضفة المحتلّة.
من جانبها، أفادت زوجة عدنان رندة موسى لوكالة “الأناضول”، بأنّ جنود الاحتلال الإسرائيلي اقتحموا المنزل بعد منتصف الليل عقب تفجير بابه، ثم اعتقلوا زوجها الشيخ خضر عدنان.
وأضافت: “أبلغني زوجي بدخوله إضراباً مفتوحاً عن الطعام إحتجاجاً على اعتقاله، وهو ما دفع الجنود للإعتداء عليه بالضرب وتخريب ممتلكات المنزل قبل اقتياده إلى جهة مجهولة”.
وأشارت إلى أنّ زوجها اعتُقل مراتٍ عدة في سجون الاحتلال، ويصل مجموع سنوات سجنه إلى 7 سنوات ونصف، وسبق أن خاض الإضراب المفتوح عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلية 5 مرات آخرها عام 2021 لمدة 25 يوما. (6)
وتؤكد زوجته بحسب صحيفة “الأخبار” أنّ فلسفة الشيخ في خوض المعركة، لم تنطلق أساساً من قياس حجم الربح والخسارة، فهو يدرك أنّه لن يُعتقل هذه المرة بشكل إداري، وهو يدرك أيضاً أنّ الاحتلال أوهن وأضعف من أن نحسب له كثيراً من الحسابات قبل أن نفكّر في ممارسة السلوك الفطري تجاهه المتمثّل في مقاومته”.
وأفادت الزوجة -التي كان قد وصفها في حديث سابق له بأنّها “جيشه الأول ودرعه المنيع” – بأنّه “إذا كانت الأمور تُحسب بالنتائج الآنية والسريعة، فإنّ فكرة مقاومتنا للاحتلال كلّها مغلوطة. الشيخ يُسمع بإضرابه عن الطعام صوت الأسرى، ويحمل بجوعه قضية فلسطين إلى مساحات وفضاءات جديدة”. (5)
المصادر المتعلّقة:
وسوم :
أسرى, أيقونة النضال, إتهامات, إضراب عن الطعام, الأسرى الفلسطينيون, الاعتقال الإداري, الدرع المنيع, الشيخ خضر عدنان, الكيان الصهيوني, انتزاع الحرية, حركة الجهاد الإسلامي, حقوق الإنسان, سجون الاحتلال, صمود, فلسطين المحتلة, قضية فلسطين, مؤسسة مهجة القدس, معركة الأمعاء الخاوية, مقاومة, وصية الأسير خضر عدنان