منظمات حقوقية تطالب بإنقاذ حياة عائلات فلسطينية لبنانية عالقة بالسودان

التصنيفات :
أبريل 29, 2023 11:30 ص
وصول فلسطينيين من السودان إلى غزة عبر معبر رفح المصري (AP)

أعربت منظمات حقوقية فلسطينية في لبنان، عن قلقها الشديد بسبب عدم إجلاء عائلات فلسطينية ما زالت في السودان، وعدم تحديد عددها وأماكن تواجدها في مختلف المدن التي تشهد حرباً عنيفة.
وأعلنت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) أنّها تلقّت مناشدة عاجلة من عائلتين فلسطينيتين من حملة وثائق السفر الفلسطينية الصادرة في لبنان، تطلب التدخل السريع لدى السفارة الفلسطينية أو السفارة اللبنانية أو الصليب الأحمر الدولي أو المؤسسات الدولية الأخرى العاملة في السودان من أجل إجلائهم كبقية الرعايا الأجانب الذين تعمل سفاراتهم ودولهم على تأمين وسائل نقل لهم وإعادتهم إلى بلدانهم بينما هم تُركوا دون إجلاء بلا طعام ولا دواء ولا حليب لأطفالهم.
وقال أحد أفراد العائلات المناشدة، ويُدعى أحمد عيسى، بأنّ عائلتين فلسطينيتين مكونتين من خمسة أفراد من حملة وثائق سفر اللاجئين الفلسطينيين الصادرة من لبنان، بينهم أطفال ونساء، تُركوا دون إجلاء، يواجهون خطر الموت، في ما تحاول الأسرتان الوصول إلى منطقة آمنة على نفقتهما الخاصة.
وبيّن أنّ السفارتين اللبنانية والفلسطينية، رفضتا إجلاءهم مع رعاياها، وقال إنّهم حتّى اليوم (أمس) جرى إجلاء كافة العائلات الموجودة من حملة جوازات سفر السلطة الفلسطينية والأردنية واللبنانية، ورفضت أي جهة التعاون أو إجلاءهم.
وطالبت المؤسسة، بضرورة تحمل السفارة الفلسطينية في السودان لمسؤولياتها والعمل على إجلاء أفراد هذه العائلات إلى أماكن آمنة أو إعادتهم إلى البلدان التي يقيمون بها.
كما شددت على ضرورة تحمل السفارة اللبنانية في السودان لمسؤولياتها تجاه هذه العائلات الفلسطينية التي تحمل وثائق سفر لبنانية وتأمين ملاذ آمن لهم.
وناشدت الصليب الأحمر الدولي بتدخل عاجل والعمل على إجلاء هذه العائلات العالقة.
وفي السياق أيضا، أثار ترك فلسطينيّي لبنان لمواجهة مصيرهم وحدهم، ومنعهم من دخول مصر والسعودية لحيازتهم وثائق سفر لبنانية، وتخلّي السفارة اللبنانية عنهم، غضباً كبيراً في المخيّمات الفلسطينية في لبنان، حيث قامت العديد من الجمعيات والمؤسسات الفلسطينية بالتحرك لنجدة العائلات الفلسطينية المتروكة في البلد الذي يشهد حربا.
وقال مدير مؤسسة “شاهد” محمود حنفي في تصريح صحافي إنّ المؤسسة قامت بسلسلة اتصالات كثيفة شملت وكالة الأونروا والسفارة الفلسطينية، والخارجية اللبنانية، والمنظمات الدولية من أجل التحرك باتجاه هؤلاء الناس وبدأت الأمور اليوم تتحرك نسبيا.
وأضاف: “الموضوع حقوقي إنساني بحت، مرتبط بحالة التهميش القانوني التي يتعرض لها الفلسطيني، خاصة الذي يحمل وثيقة في لبنان، فكل دول العالم عندما شاهدت أن الخطر شديد في السودان تحركت لإجلاء رعاياها، إن كانت دول غربية أو عربية، وحتى السفارة الفلسطينية المعنية بالشأن الفلسطيني تحركت بدون شك، ولكن عند التطبيق العملي واجهنا مشكلة عملية، وهي أنّ الجهات الرسمية الفلسطينية لم تتعامل مع الفلسطيني كونه فلسطينيا، إلا إذا كان يحمل جواز سفر صادر عن السلطة الفلسطينية. وبالتالي، أصبح الفلسطيني الذي يحمل وثيقة ليس فلسطينياً من وجهة نظر الجهات الرسمية الفلسطينية، بدليل أنّه حتى السلطة والسفارة نسقت ورتبت أمور حَمَلة جواز السفر الفلسطيني، وتركت الفلسطينيين الذين يحملون وثيقة، علماً أنّ هذا اسمه فلسطيني أيضا، فهذه الخطوة غير مناسبة وغير أخلاقية حتى من ناحية إنسانية. كان يجب أن تأخدهم بعيداً عن الحس الوطني والمسؤولية القانونية”.
أما المسؤولية الثانية، فقد أكد أنّها تقع “على عاتق السلطات اللبنانية، فهذا الفلسطيني يقيم على أرضك ويحمل وثيقة صادرة عن سلطاتك فمن الأولى أن تتحمل المسؤولية تجاههم لا أن تتخلى عنه”.
وخصصت السفارة الفلسطينية في بيروت رقم هاتف، ودعت العائلات الفلسطينية العالقة في السودان للإبلاغ عن موقعهم من أجل تنسيق عملية إجلائهم. علماً أنّه لا توجد أرقام دقيقة حتى الآن عن أعداد فلسطينيي لبنان العالقين في السودان بخلاف العائلتين المذكورتين.
وكانت الدفعة الأولى من اللبنانيين واللاجئين الفلسطينيين، وصلت يوم الأربعاء الماضي إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، كما وصلت خلال الساعات الماضية دفعة أخرى ضمت 20 لبنانياً و12 فلسطينياً ممّن يحملون وثائق لبنانية.


وسوم :
, , , , , , , , , , ,