عدد الفلسطينيين تضاعف 10 مرات منذ النكبة
قال جهاز الإحصاء الفلسطيني إنّ عدد السكان في فلسطين التاريخية بلغ عام 1914 نحو 690 ألف نسمة، حيث شكلت نسبة اليهود 8% فقط منهم، وفي العام 1948 بلغ عدد السكان أكثر من 2 مليون نحو 31.5% منهم من اليهود.
وعلى الرغم من تهجير نحو مليون فلسطيني في العام 1948 وأكثر من 200 ألف فلسطيني بعد حرب حزيران 1967، فقد بلغ عدد الفلسطينيين الاجمالي في العالم 14.3 مليون نسمة في نهاية العام 2022، ما يشير إلى تضاعف عدد الفلسطينيين نحو 10 مرات منذ أحداث نكبة 1948، نحو نصفهم (7.1 مليون) نسمة في فلسطين التاريخية (1.7 مليون في المناطق المحتلة عام 1948)، وتشير التقديرات السكانية أنّ عدد السكان بلغ نهاية 2022 في الضفة الغربية “بما فيها القدس” 3.2 مليون نسمة، ونحو 2.2 مليون نسمة في قطاع غزة، وفي ما يتعلق بمحافظة القدس فقد بلغ عدد السكان نحو 487 ألف نسمة في نهاية العام 2022، منهم نحو 65% (نحو 314 آلاف نسمة) يقيمون في مناطق القدس، والتي ضمّها الاحتلال الإسرائيلي إليه عنوة بعيد احتلاله للضفة الغربية عام 1967.
وأشارت سجلات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) الى أنّ عدد اللاجئين المسجلين وذلك في كانون الأول/ديسمبر 2020، نحو 6.4 مليون لاجئ فلسطيني منهم نحو 2 مليون في الضفة الغربية وقطاع غزة. نحو 28.4% من اللاجئين المسجلين لدى الوكالة (الأونروا) يعيشون في 58 مخيّماً رسمياً تابعاً لوكالة الغوث الدولية تتوزع بواقع 10 مخيّمات في الأردن، و9 مخيمات في سوريا، و12 مخيّماً في لبنان، و19 مخيّماً في الضفة الغربية، و8 مخيّمات في قطاع غزة.
وتمثّل هذه التقديرات الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين باعتبار وجود لاجئين غير مسجلين، إذ لا يشمل هذا العدد من تمّ تشريدهم من الفلسطينيين بعد عام 1949 حتى عشية حرب حزيران/يونيو 1967 “حسب تعريف الأونروا” ولا يشمل أيضاً الفلسطينيين الذين رحلوا أو تمّ ترحيلهم عام 1967 على خلفية الحرب والذين لم يكونوا لاجئين أصلا.
بلغت الكثافة السكانية في دولة فلسطين في نهاية العام 2022 نحو 899 فرد/ كم2 بواقع 569 فرد/كم2 في الضفة الغربية و 6,019 فرد/كم2 في قطاع غزة، علماً بأنّ 66% من سكان قطاع غزة هم من اللاجئين، بحيث تسبب تدفق اللاجئين إلى تحويل قطاع غزة لأكثر بقاع العالم اكتظاظاً بالسكان، ويُشار إلى أنّ الاحتلال الإسرائيلي أقام منطقة عازلة على طول الشريط الحدودي لقطاع غزة بعرض يزيد عن 1,500 م على طول الحدود الشرقية للقطاع وبهذا يسيطر الاحتلال الإسرائيلي على نحو 24% من مساحة القطاع البالغة 365 كم²، مما ساهم بارتفاع حاد بمعدل البطالة في قطاع غزة حيث بلغت 47%، ويتبين أنّ معدلات البطالة السائدة كانت الأعلى بين الشباب للفئة العمرية 15-24 سنة بواقع 69% للعام 2021، هذا بدوره ساهم بتفاقم وضعف الواقع الاقتصادي في قطاع غزة، مما حوّل ما يزيد عن نصف السكان في قطاع غزة إلى فقراء، حيث بلغت نسبة الفقر في العام 2017 في قطاع غزة 53%.
كما بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين والعرب منذ النكبة عام 1948 وحتى اليوم (داخل وخارج فلسطين) نحو مائة ألف شهيد، فيما بلغ عدد الشهداء منذ بداية انتفاضة الأقصى وحتى 31/12/2022 نحو 11,540 شهيداً، ويشار إلى أن العام 2014 كان أكثر الأعوام دموية حيث سقط 2,240 شهيداً منهم 2,181 استشهدوا في قطاع غزة غالبيتهم استشهدوا خلال العدوان على قطاع غزة، أما خلال العام 2022 فقد بلغ عدد الشهداء في فلسطين 231 شهيداً منهم 56 شهيداً من الأطفال و17 سيدة، فيما بلغ عدد الجرحى نحو 10 الاف جريح.
وبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي 4,900 أسيراً حتى نيسان العام 2023 (منهم 160 أسيراً من الأطفال، بالإضافة إلى 31 أسيرة)، أما عدد حالات الاعتقال فبلغت خلال العام 2022 باعتقال نحو 7,000 مواطنا في كافة الاراضي الفلسطينية من بينهم نحو 882 طفل و172 سيدة، فيما بلغ عدد اوامر الاعتقال الاداري بحق مواطنين لم توجه لهم أي تهمة 850 امرا، كما تشير البيانات الى وجود 554 أسيراً يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد (مدى الحياة)، و1000 معتقلا إداريا، كما وتشير البيانات الى أن اسرائيل تعتقل ما يزد على 700 أسير من المرضى وأربعة أسرى من النواب بالمجلس التشريعي، بالإضافة لوجود 23 أسيراً اعتقلوا قبل اتفاق أوسلو عام 1993 وما زالوا يقبعون داخل السجون الإسرائيلية. ويتضح من البيانات أن عدد الشهداء من الأسرى بلغ 237 أسيراً منذ عام 1967 بسبب التعذيب أو القتل العمد بعد الاعتقال أو الإهمال الطبي بحق الأسرى، وتشير البيانات إلى استشهاد 114 أسير منذ أيلول عام 2000، وقد شهد العام 2007 أعلى نسبة لاستشهاد الأسرى داخل السجون الإسرائيلية حيث استشهد سبعة أسرى، خمسة منهم نتيجة الإهمال الطبي.
وبلغ عدد المواقع الاستعمارية والقواعد العسكرية الإسرائيلية في نهاية العام 2021 في الضفة الغربية 483 موقعاً، تتوزع بواقع 151 مستعمرة و25 بؤرة مأهولة تم اعتبارها كأحياء تابعة لمستعمرات قائمة، و163 بؤرة استعمارية، و144 موقع مصنف أخرى وتشمل (مناطق صناعية وسياحية وخدماتية ومعسكرات لجيش الاحتلال)، أما فيما يتعلق بعدد المستعمرين في الضفة الغربية فقد بلغ 719,452 مستعمراً، وذلك في نهاية العام 2021، وتشير البيانات أن معظم المستعمرين يسكنون محافظة القدس بواقع 326,523 مستعمراً (يشكلون ما نسبته 45.4% من مجموع المستعمرين)، منهم 239,951 مستعمراً في منطقة J1 (تشمل ذلك الجزء من محافظة القدس الذي ضمه الاحتلال الإسرائيلي اليه عنوة بعيد احتلاله للضفة الغربية في عام 1967)، يليها محافظة رام لله والبيرة بواقع 143,311 مستعمراً، و95,279 مستعمراً في محافظة بيت لحم و50,067 مستعمراً في محافظة سلفيت.
أما أقل المحافظات من حيث عدد المستعمرين فهي محافظة طوباس والأغوار الشمالية بواقع 2,629 مستعمراً وتشكل نسبة المستعمرين إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية نحو 23 مستعمراً مقابل كل 100 فلسطيني، في حين بلغت أعلاها في محافظة القدس نحو 69 مستعمراً مقابل كل 100 فلسطيني، وشهد العام 2022 زيادة كبيرة في وتيرة بناء وتوسيع المستعمرات الإسرائيلية حيث صادقت سلطات الاحتلال على نحو 83 مخطط استعماري لبناء أكثر من 22 ألف وحدة استعمارية في جميع أنحاء الضفة الغربية بما فيها القدس.
واستغل الاحتلال تصنيف الأراضي حسب اتفاقية أوسلو (أ، ب، ج) لإحكام السيطرة على أراضي الفلسطينيين خاصة في المناطق المصنفة (ج) والتي تخضع قضايا الأمن والتخطيط والبناء بالكامل لسيطرة الاحتلال الاسرائيلي، حيث يستغل الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر ما نسبته 76% من مجمل المساحة المصنفة (ج)، حيث تسيطر المجالس الإقليمية للمستعمرات على 63% منها، فيما بلغت مساحة مناطق النفوذ في المستعمرات الإسرائيلية في الضفة الغربية (تشمل المساحات المغلقة والمخصصة لتوسيع هذه المستعمرات) نحو 537 كم2 في نهاية العام 2022، وتمثل ما نسبته نحو 10% من مساحة الضفة الغربية، فيما تمثل المساحات المصادرة لأغراض القواعد العسكرية ومواقع التدريب العسكري نحو 18% من مساحة الضفة الغربية بواقع 1,016 كم2، بالإضافة إلى جدار الضم والتوسع الذي عزل أكثر من 10% من مساحة الضفة الغربية، وتضرر ما يزيد على 219 تجمعاً فلسطينياً جراء إقامة الجدار والذي يبلغ طوله نحو 714 كم.
وضمن سياسة الترحيل والإحلال تقوم سلطات الاحتلال الاسرائيلي بإجراءات تهويدية متسارعة في القدس وذلك لطمس المعالم الاسلامية والمسيحية وتشريد الفلسطينيين من مدينة القدس وإحلال الاسرائيليين القادمين من شتى بقاع الارض مكانهم، حيث صادقت سلطات الاحتلال الاسرائيلي خلال العام 2022 على نحو 70 مخطط استعماري لبناء أكثر من 10 ألاف وحدة استعمارية في محافظة القدس ومحيطها، في الوقت الذي قامت فيه سلطات الاحتلال الاسرائيلي بهدم أكثر من 258 مبنى وأصدرت قرارات هدم لأكثر من 220 مبنى، منها 100 مبنى سكني في حي البستان ضمن سياسة الهدم الجماعي، مما يؤدي الى تشريد 1,550 فرداً غالبيتهم من الاطفال والنساء، اضف الى ذلك زيادة وتيرة استهداف الفلسطينيين حيث استشهد 19 مقدسياً وأصيب نحو 2,486 برصاص الاحتلال الاسرائيلي خلال العام 2022، كا زادت عدد حالات الاعتقال والتي شنها الاحتلال الإسرائيلي في محافظة القدس خلال العام 2022 حيث بلغ عدد حالات الاعتقال نحو 3,504 حالات مقارنة بنحو 2,879 حالة في العام 2021 بزيادة بلغت نحو 22%.
نفذت سطات الاحتلال الاسرائيلي والمستعمرون تحت حماية جيش الاحتلال الإسرائيلي 8,724 اعتداءً بحق المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم خلال العام 2022، وتوزعت هذه الاعتداءات بواقع 1,515 اعتداء على الممتلكات والأماكن الدينية و362 اعتداء على الأراضي والثروات الطبيعية و6,847 اعتداء على الأفراد. من جهة أخرى شهد العام 2022 محاولة مجموعات المستعمرين في 63 مناسبة لإقامة بؤر، أبرزها محاولة حركة نحلاه اليمينية إقامة أكثر من 10 بؤر في 20/7/2022، وكذلك شنت قوات الاحتلال والمستعمرين ما مجموعه 223 عملية مصادرة لنحو 294 ممتلكاً فلسطينياً منها 48 جراراً زراعياً، و53 سيارة للمواطنين، كما تسببت هذه الاعتداءات باقتلاع وتضرر وتجريف 10,291 شجرة زيتون، منها 2,400 شجرة في محافظة نابلس.
ولم تتوقف سياسة قوات الاحتلال عن هدم المباني المملوكة للفلسطينيين وما نتج عنها من تهجير للسكان من منازلهم في جميع أنحاء الضفة الغربية، إذ وثق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي المحتلة (أوتشا) منذ عام 2009، أن قوات الاحتلال دمرت 9,353 منزلا او منشأة منذ عام 2009 منها 1,639 منشأة ممولة من المانحين مما أدى لتهجير 13,641 مواطنا، وتوزعت عمليات الهدم بواقع 19% في القدس الشرقية، و79% في المناطق المصنفة (ج) ونحو 2% من عمليات الهدم في المناطق المصنفة (أ) و (ب)، ووثقت أوتشا أن نحو 953 منشأة تم هدمها خلال العام 2022، منها 140 منشأة ممولة من المانحين مما أدى لتهجير 1,031 مواطناً وتأثر 28,446 مواطناً، مثلت المنشآت الزراعية والمنشآت السكنية المأهولة وغير المأهولة نحو 70% منها. في حين نفذت سلطات الاحتلال الاسرائيلي خلال العام 2022 ما مجموعه 378 عملية هدم، طالت 953 منشأة في الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس، تركزت معظم عمليات الهدم في محافظة القدس بواقع 118 عملية هدم بنسبة 31%، خلفت 178 منشأة مهدومة في مدينة القدس منها 98 عملية هدم ذاتي، كما أصدرت سلطات الاحتلال الاسرائيلي 1,220 إخطاراً بالهدم، منها نحو 33% في محافظة الخليل و18% في محافظة بيت لحم، و9% في محافظة رام الله والبيرة، بالإضافة الى تدمير العديد من مواقع البنى التحتية التي تخدم الفلسطينيين من طرق وشبكات المياه والصرف الصحي وأماكن ترفيهية.
بلغ معدل استهلاك الفرد الفلسطيني اليومي 86.3 لتراً من المياه خلال العام 2021، حيث بلغ هذا المعدل 89.0 لتراً في اليوم في الضفة الغربية، مقابل82.7 لتراً في قطاع غزة، واذا ما أخذنا بالاعتبار نسبة التلوث العالية للمياه في قطاع غزة، واحتساب كميات المياه الصالحة للاستخدام الآدمي من الكميات المتاحة، فإن حصة الفرد من المياه العذبة ستنخفض إلى 21.3 لتراً فقط في اليوم، وعند مقارنة هذا المعدل باستهلاك الفرد الإسرائيلي نلاحظ أن معدل استهلاك الفرد الإسرائيلي يزيد بثلاثة أضعاف الفرد الفلسطيني إذ بلغت حصة الفرد الاسرائيلي نحو 300 لتر في اليوم، ويتضاعف هذا المعدل للمستعمرين إلى أكثر من 7 أضعاف استهلاك الفرد الفلسطيني. ومن الجدير ذكره أنه ما زال معدل استهلاك الفرد الفلسطيني للمياه أقل من الحد الأدنى الموصى به عالمياً حسب معايير منظمة الصحة العالمية البالغ 100 لتر في اليوم، وذلك نتيجة سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على أكثر من 85% من المصادر المائية الفلسطينية.
وسوم :
الاحتلال الصهيوني, الذكرى الـ75, الشتات الفلسطيني, الشعب الفلسطيني, صمود, فلسطين المحتلة, لجوء, نكبة 48, نكبة فلسطين