إيلي شويري والمحاولة الإسرائيلية الفاشلة لإختراق المغني والأغنيات
مايو 23, 2023 6:05 ص*حمزة البشتاوي
يخوض الإسرائيليون ضد الشعب الفلسطيني حرباً شعواء لا تُستثنى فيها الأغاني والأناشيد المرتبطة بالقضية الفلسطينية، حيث يعتبرونها خطراً يجب وضع حد له ولتأثيره على الأجيال الفلسطينية.
وتُستخدم الحرب الناعمة كوسيلة وأداة إضافية بهدف تشويه صورة المغني والأغاني التي تلعب دوراً مهماً في توجيه الناس.
كما يعمل الإسرائيليون على محاصرة وسائل الإعلام التي تبث تلك الأغاني بدعم خارجي لمنعها والحد من انتشارها.
وكانت القناة الثانية الإسرائيلية قد قالت سابقاً إنّ بنيامين نتنياهو طلب من رئيس السلطة الفلسطينية عبر مبعوث خاص عدم السماح ببث أغاني وطنية حماسية في وسائل الإعلام الفلسطينية الرسمية لأنها تحرّض على العنف وتحرض الشباب الفلسطيني على الإنخراط بالمقاومة.
وإضافة لهذا الطلب تعمل أجهزة إعلامية وإستخباراتية إسرائيلية لإختراق وإبطال مفعول الأغاني والأناشيد الثورية بذريعة مواجهة التحريض والإرهاب، ومارس الجيش الإسرائيلي في هذا السياق عمليات إعتقال داخل فلسطين لعدد من الفنانين وآلاتهم الموسيقية، كحال الفنان مصطفى الكرد، وكذلك محاصرة ومنع أغاني من كلمات سميح القاسم ومحمود درويش كـ-تقدّموا تقدّموا- و -عابرون في كلام عابر- و-سقط القناع- التي غنتها ماجدة الرومي ولحنها الفنان إيلي شويري.
ولأنّ الفن يساهم في بناء الوعي، فإنّ القبة الحديدية المستخدمة من قِبل الإسرائيليين لمواجهة الأغاني والأناشيد هي التشويه والخداع وملاحقة ما يصدر فنياً من فلسطين والدول العربية، خاصة مصر وسوريا ولبنان، ومنها أغاني الفنان إيلي شويري التي واكبت نضال الفلسطينيين وتمسكهم بأرضهم، وشكّلت لهم زاداً ثقافياً جميلاً كأغنية – بكتب إسمك يا بلادي- التي تحضر في فترة الأحداث والأعراس والمناسبات الوطنية لما فيها من ترجمة حقيقية لمشاعر الفلسطينيين وكفاحهم في سبيل تحرير أرضهم مهما كانت النتائج والتحديات، حيث لا مجال للمساومة أو التراجع في خضم العنفوان والتفاعل مع الأغنية والنشيد الذي يحرس الحلم والذاكرة ويشحذ الهمم في قلوب متشوقة دوماً للوطن.
وبسبب الدور الفني البارز الذي لعبه الفنان إيلي شويري حاولت أجهزة الإعلام والأمن الإسرائيلية إختراقه في العام 2007، أثناء وجوده في العاصمة الأردنية عمان للمشاركة مع الفنانة الكبيرة فيروز في مسرحية (صح النوم). حيث اتصل به الصحافي الإسرائيلي عومير باراك مدعياً بأنّه صحافي فلسطيني من الداخل واسمه عمر، وأنّه جاء إلى عمان مع أكثر من 3200 فلسطيني من مدن وبلدات الداخل لحضور المسرحية ورؤية السيدة فيروز وأنّه يرغب بإجراء مقابلة معه حول هذا الحدث.
واتفقا على اللقاء في فندق الميريديان بعمان حيث كان ينزل الفنان إيلي شويري، وجلسا معاً في لوبي الفندق وسأله عومير باراك (عمر): هل يمكن أن تزور السيدة فيروز “إسرائيل”؟، فأجابه بنبرة حاسمة: لا.. حتى ولو زارها جميع الزعماء العرب. فقال له عومير باراك وأنت؟، فرد عليه قائلا: أتشوق كثيراً لزيارة الأراضي المقدسة فهذه بلادنا التي سنصل إليها بعد زوال الإحتلال. ثم عاد وسأله: متى ستزور أنت “إسرائيل”؟، فقال له: تقصد فلسطين، نحن في حالة حرب مع من يحتل أرضنا ولا يمكن أن نُفرّط بفلسطين.
وبعد إنتهاء هذا اللقاء نشر عومير باراك ما سماها المقابلة مع الفنان إيلي شويري في صحيفة هآرتس مما دفع الفنان إيلي شويري لأن يوضح للإعلام بأنّه وقع في فخ نصبه له الإسرائيليون، نافياً أن يكون قد تحدث لصحيفة إسرائيلية. وقال: أدليت بحديث لصحافي اسمه عمر يتكلم العربية بطلاقة. واعتبر شويري نفسه ضحية لمحاولة إختراق إسرائيلية، وهذا ما أكده مكتب الفنانة فيروز الذي أصدر بياناً في ذلك الوقت جاء فيه: إنّ الفنان أيلي شويري وقع في فخ إسرائيلي مدبر.
وتُعتبر هذه المحاولة التي استخدم فيها الإسرائيليون الكذب والخداع مؤشراً على العجز والضعف والفشل بمواجهة قوة وتأثير الكلمة واللحن في معركة تحمل أبعاداً إنسانية وحضارية و فنية، برزت فيها أعمال الفنان إيلي شويري رغم وجود الكثير من الأغاني والأناشيد وأكثر من خمسة وسبعين مليون أغنية عن الحب والفراق والهجران والخيانات العاطفية، بقي لأغنية (بكتب إسمك يا بلادي) حضوراً ملحمياً لا يغيب وكذلك صورة الفنان إيلي شويري التي لم تخدشها المحاولة الإسرائيلية الفاشلة، وستبقى موسيقاه وصوته حاضران دوماً يحكيان عن فنان أتقن تقديم الفن الهادف والملتزم إنتصاراً لقيم الحقّ والخير والجمال.
*كاتب وإعلامي
وسوم :
أغاني القضية الفلسطينية, إعلام العدو, الأناشيد الوطنية, الاحتلال الصهيوني, الشاعر محمود درويش, الفن الهادف, الفنان إيلي شويري, الفنان مصطفى الكرد, القبة الحديدية, المقاومة الفلسطينية, بكتب إسمك يا بلادي, حمزة البشتاوي, سوريا, صمود, فلسطين المحتلة, فيروز, لبنان