مزهر يناقش مع مسؤولين صينيين بارزين تطورات القضية الفلسطينية
التقى نائب الأمين العام لـ”الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين” جميل مزهر ووفد من الأحزاب العربية مسؤولين صينيين بارزين في مدينة شنغهاي الصينية على هامش مؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية، بحضور نائب المدير العام لإدارة التبادل الدولي بدائرة العلاقات الخارجية الصينية.
وشكر مزهر خلال اللقاء المسؤولين الصينيين على حفاوة الاستقبال، وحرصهم الكبير على نجاح هذا المؤتمر والتفاعل باهتمام بالغ مع الجميع حول القضايا محل النقاش في المؤتمر.
وأكد أنّ ما لمسه والوفد العربي المشارك في المؤتمر والجولات التي تم تنظيمها في المدن الصينية، أنّ الشعب الصيني عظيم ومكافح، ولم يكن ليصل لهذا التطور الكبير لولا وجود هذه القيادة والحزب الشيوعي الرائد.
وأشار مزهر إلى أنّ الصين تسير بسرعة لأن تصبح خلال السنوات القادمة على رأس النظام الدولي، بما يضع العالم أمام تغير شامل في النظام الدولي لصالح عالم متعدد الأقطاب تحكمه سياسات أكثر عدالة وإنصافاً للشعوب، وضمان تحكمها الكامل بثرواتها بديلاً عن السياسات الإمبريالية المتوحّشة التي أصابت العالم، وأسهمت في نشر الحرائق في دول العالم.
واستعرض أمام المسؤولين الصينيين الأوضاع الفلسطينية الراهنة، موضحاً أنّ “الاحتلال الإسرائيلي كيان يتغذى على الاستيطان، وقائم على اغتصاب الحقّ الفلسطيني وطرد شعبنا من أرضه وبيوته”.
وأضاف مزهر أنّ المجتمع الإسرائيلي ينحو لمزيد من الفاشية والعنصرية، وهو ما أنتج مؤخراً الحكومة الأكثر فاشية وعنصرية وعدوانية في تاريخ الكيان، التي يقوم برنامجها على حسم الصراع بضم الضفة وتوسيع الاستيطان وتهويد القدس وشن الحروب المسعورة على الوجود الفلسطيني.
وأكد للمسؤولين الصينيين أنّ مشاريع ما يُسمى بالسلام، فشلت فشلاً ذريعا، وشكّلت ربحاً صافياً للاحتلال، مشدّداً على أنّه “لا خيار أمام شعبنا إلا بالتمسك بالمقاومة للدفاع عن نفسه ووجوده، وهي مقاومة أقرتها القوانين الدولية”.
وأردف نائب الأمين العام للجبهة أنّ رؤية الجبهة منذ تأسيسها، وحتى اليوم، واضحة بخصوص هذا الكيان الصهيوني، فهي ترى فيه جسماً غريباً لا يمكن أن يقبل بالوجود الفلسطيني، وأنّ هذا الكيان لا يختلف عن الكيانات الاستعمارية التي استعمرت واحتلّت بعض بلدان العالم بما فيها الصين.
ونبّه أنّ ما يميز الكيان الإسرائيلي عن غيره أنّه أكثر سفكاً للدماء وارتكاباً للمجازر، ومحاولة تأصيل احتلاله على الأرض بمحاولة نفي الإنسان الفلسطيني، صاحب الأرض الأصلية، مستهدفاً الوجود والرواية الفلسطينية، والمقدسات.
أما بخصوص إعلان السلطة وقف التنسيق الأمني مع الجانب “الإسرائيلي”، أكد مزهر أنّ “الحكم على مصداقيته بتنفيذ القيادة قرارات الإجماع الوطني التي تمّ التوافق عليها وطنياً في أكثر من جولة حوار في القاهرة وبيروت ورام الله. وأبرزها قرارات المجلسين المركزي والوطني بسحب الاعتراف بالاحتلال ووقف التعامل مع أوسلو والتزاماته الأمنية والاقتصادية والسياسية، وتشكيل القيادة الوطنية الموحدة لقيادة المقاومة الشعبية للدفاع عن شعبنا والتصدي للاحتلال، باعتبارها وسيلةً للضغط على الاحتلال للرضوخ لحقوقنا”.
وشدّد على أنّ الأوضاع في الأراضي الفلسطينية ستظلُّ متفجّرةً في ظل مواصلة الاحتلال عدوانه الشامل على شعبنا، والانحياز الأمريكي والصمت الدولي.
ودعا مزهر إلى ضرورة حدوث تغيير كبير في المواقف الدولية ودخول بعض الأطراف على الخط لإحداث حالة توازن تضغط على الاحتلال للاستجابة للحقوق الوطنية حسب القرارات الدولية، وعلى رأسها الصين التي يمكن أن تؤدي دوراً مهماً في ذلك.
وحول المواقف الأمريكية، أكّد أنّ “أمريكا ليست وسيطاً نزيها، بل منحاز بالكامل للكيان، وشريك معه في العدوان على شعبنا”.
وعدّ مزهر النقاط الثلاثة التي طرحها الرئيس الصيني لحل القضية الفلسطينية، يمكن أن تشكّل مدخلاً مهماً تجاه إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، مشدّداً على أنّ مقياس مدى نجاح تنفيذ هذه المبادرة على أرض الواقع، مرتبط بالاحتلال الإسرائيلي فهو المعطل الأساسي والدائم لأي مبادرة أو حل.
وفي ختام مداخلته المهمة أمام المسؤولين الصينيين، عبّر مزهر عن “ثقته بقدرة الصين على تأدية دور أساسي في دعم حقوق الشعب الفلسطيني، وتسويق الرواية والمظلومية الفلسطينية إلى العالم أجمع، على طريق استعادة حقوقنا الوطنية المشروعة”.
وسوم :
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين, الحزب الشيوعي, الحقوق الفلسطينية, الرواية الفلسطينية, الصين, الفصائل الفلسطينية, القضية الفلسطينية, الكيان الصهيوني, الكيانات الاستعمارية, المجلس المركزي الفلسطيني, المقاومة الشعبية, جميل مزهر, صمود, فلسطين المحتلة, مؤتمر الأحزاب الشيوعية