في اجتماع الأمناء العامين.. عباس يؤكد على “المقاومة السلمية” والفصائل تدعو للتخلي عن اتفاق أوسلو
دعت الفصائل الفلسطينية إلى انهاء مسار التسوية السياسية، وإنهاء اتفاقية أوسلو، وإنجاز مصالحة فلسطينية، وتبني إستراتيجية وطنية شامله لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي وحكومة بنيامين نتنياهو، بينما أشار رئيس السلطة الوطنية محمود عباس إلى أنّ المقاومة السلمية هي الأسلوب الأمثل لتحصيل الحقوق.
وانطلق اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في مدينة العلمين المصرية، اليوم الأحد، والذي تبحث فيه الفصائل المُشاركة التوصل إلى خطةٍ شاملة، وتشكيل قيادةٍ جامعة موحّدة لمواجهة حكومة الاحتلال الإسرائيلي.
وبدأ الاجتماع وسط مقاطعة ثلاثة فصائل فلسطينية اعتراضاً على استمرار الاعتقال السياسي في الضفة الغربية المحتلة، حيث أعلنت حركة الجهاد الإسلامي عدم مشاركتها في الاجتماع بعد تعثّر كل الوساطات والجهود التي بذلتها أطراف فلسطينية وشخصيات مستقلة للإفراج عن المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية، إلى جانب مقاطعة “الجبهة الشعبية – القيادة العامة” و”منظمة طلائع حرب التحرير الشعبية” (قوات الصاعقة) للاجتماع.
وطالب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في كلمته أمام المجتمعين، بإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية وانتخابات المجلس الوطني الفلسطيني بشكلٍ عاجل، مُشترطاً تمكّن الفلسطينين في “القدس الشرقية المحتلة من المشاركة في هذه الانتخابات انتخاباً وترشحا”، من دون أيّ معوقات أو عراقيل من الاحتلال.
وأكّد عباس أنّ من يعطل إجراء الانتخابات هو الاحتلال، مُجدّداً مطالبة المجتمع الدولي بـ”إلزام إسرائيل” السماح بإجراء الانتخابات الفلسطينية في القدس.
وأضاف أنّ “القدس تنادينا لنهبّ جميعاً لمواجهة التحديات التي تعترض شعبنا”، مُشدّداً على أنّ هذه مسؤولية تاريخية تتمثّل في حماية حقوق ومقدسات وثوابتنا الشعب الفلسطيني، مؤكّداً عدم التخلى عن ذرة واحدة منها.
ودعا الرئيس الفلسطيني إلى الوحدة والعمل الفلسطيني المشترك، وذلك لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أنّ هذا العمل يجب أن يقوم على “مبادئ وأسس واضحة لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة وترتيب البيت الداخلي”.
“حماس”: يجب إنهاء اتفاق أوسلو
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، خلال الاجتماع، إنّ الشعب الفلسطيني “أمام مرحلة استثنائية في مسار الصراع مع العدو، مما يفرض علينا التفكير بشكلٍ جماعي واتخاذ قرارات استثنائية في مواجهة السياسات الصهيونية”.
وأكّد في كلمته على أهمية استمرار هذه اللقاءات حتى إنجاز الصيغة الوطنية الجامعة، مُشيراً إلى أنّ حكومة الاحتلال “تريد تحقيق مخطط حسم الصراع بكل أبعاده، وذلك عبر هجماتها الإرهابية على الشعب الفلسطيني من أجل ترحيله وممارسة الحرب الدينية عليه”.
وشدّد هنيّة على ضرورة وضع الخطط الوطنية المناسبة لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني المرابط في مدينة القدس، ودعم المنتفضين والمقاومين في مدن الضفة الغربية.
وصرّح القيادي في حركة حماس، إسماعيل رضوان، لقناة الميادين بأنّ الحركة أكّدت خلال لقاء الأمناء العامين “ضرورة إنّهاء اتفاق أوسلو، وتحريم الاعتقالات السياسية”.
وتطرّق رضوان إلى علاقة حركة حماس بحركة الجهاد الإسلامي، مؤكّداً أنّ التواصل بين الحركتين لم ينقطع حتى اللحظات الأخيرة التي سبقت لقاء الأمناء العامين، مُعلناً “أسف حركة حماس لعدم تهيئة المناخ لحضور حركة الجهاد الإسلامي وفصائل أخرى للاجتماع”.
“الجبهة الشعبية”: لتشكيل قيادة وطنيّة موحّدة للمقاومة الشاملة
وطالب نائب الأمين العام للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، جميل مزهر، بقطع الرهان على إمكانيّة الوصول إلى حلٍّ سياسي مع الاحتلال، أو الرهان على الإدارة الأمريكية، وإعادة بناء منظمة التحرير على أسسٍ وطنية وديمقراطية، تتحقّق فيها مشاركة جميع القوى الفلسطينية.
كما دعا مزهر خلال الاجتماع لتنفيذ “قرارات الإجماع الوطنيّ الفلسطيني التي أكّدت عليها مقررات المجلسين؛ الوطني والمركزي”، والمتمثّلة بسحب الاعتراف بالكيان الصهيوني، والتخلّي عن “اتفاق أوسلو” والتزاماته، وذلك تجسيداً للإرادة الوطنية والشعبية الفلسطينية.
وشدّد على المطالبة بالإعلان الفوري عن “تشكيل القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشاملة”، مضيفاً أنّ هذه القيادة “يتفرّع منها لجان الحماية الشعبية لحماية القرى والمخيّمات والمدن الفلسطينية من اعتداءات ميلشيات المستوطنين، وتتولّى إدارة أشكال التصدّي لسياسات الاحتلال ميدانيا”.
“الجهاد الإسلامي”: مستعدون لزيارة القاهرة بعد الاجتماع
وأكّد أمين سر المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، نافذ عزّام، أنّ مقاطعة حركة الجهاد للقاء الأمناء العامين، سببها واضح، وهو رفض السلطة الإفراج عن “أبناء شعبنا ومجاهديه، الذين صنعوا معجزةً في جنين، ومرغوا أنوف المحتلين في المعركة الأخيرة (بأس جنين)”.
وأوضح عزّام، في حديثٍ له خلال اجتماعٍ للفصائل الفلسطينية عُقد في العاصمة السورية دمشق، أنّ حركة الجهاد كانت تأمل استجابة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، للمطالب والاتصالات بالإفراج عن المعتقلين من المقاومين في الضفة الغربية.
وأشار عزّام إلى أنّ عدم مشاركة الحركة في لقاء الأمناء العامين، لا يعني أنّها تطمح أو تسعى لتشكيل أجسام بديلة عن منظمة التحرير الفلسطينية، مطالباً بإصلاح المنظمة، وإشراك الكل الفلسطيني في مؤسّساتها.
وأعلن أمين سر المكتب السياسي لحركة الجهاد استعداد الحركة “لزيارة القاهرة بعد انفضاض اجتماع الأمناء العامين، بوفد يرأسه الأمين العام، زياد النخالة”.
ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس في ختام اجتماع الأمناء العامين، إلى تشكيل لجنة متابعة من المشاركين، لاستكمال الحوار حول القضايا والملفات المختلفة التي جرى مناقشتها اليوم.
واعتبر عباس اجتماع الأمناء العامين، خطوة أولى وهامة لاستكمال الحوار، معرباً عن أمله بتحقيق الأهداف المرجوة في أقرب وقت ممكن.
*المصدر: الميادين + وكالات
وسوم :
اتفاق أوسلو, اجتماع الأمناء العامين, الاحتلال الإسرائيلي, الاعتقالات السياسية, الجبهة الشعبية, الجهاد الإسلامي, السلطة الفلسطينية, الصاعقة, الفصائل الفلسطينية, القضية الفلسطينية, المقاومة السلمية, صمود, فلسطين المحتلة, محمود عباس, مصر