أبو مجاهد لـ”صمود”: الخلاف الجوهري مع السلطة وهذه أسباب فشل اجتماع العلمين

التصنيفات : |
أغسطس 2, 2023 8:54 ص

*صمود – خاص:

عمّق اجتماع الأمناء العامين الذي دعا إليه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في مدينة العلمين المصرية، من حدة الانقسام بين الفصائل والقوى الفلسطينية، وأكد مرة أخرى أنّ الفصيل المتمسك بسلطة الحكم الذاتي يريد من الاجتماع صك اعتراف أنّها القوة الوحيدة على الساحة الفلسطينية ككل، وعلى الجميع دون استثناء المضي بأهدافها ومشاريعها التفاوضية ولو على حساب دماء الشهداء والجرحى ومعاناة الأسرى.

مراسل “صمود” في دمشق التقى القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، مسؤول الساحة السورية  إسماعيل السنداوي (أبو مجاهد) للحديث عن أسباب عدم مشاركة حركة الجهاد في اجتماع العلمين وتأثير ذلك على الواقع الفلسطيني ككل، وفي ما يلي نصّ الحوار:

“صمود”: لماذا حركة الجهاد الإسلامي رفضت المشاركة في اجتماع مصر الذي دعا إليه الرئيس محمود عباس، وما هي مبرراتها؟.

أبو مجاهد: “في البداية، رحّبت حركة الجهاد الإسلامي بالدعوة التي تلقتها من الرئيس أبو مازن، خاصة بعد عملية بأس جنين وفشل الاحتلال في تحقيق أهدافه في مدينة جنين ومخيّمها، وإعلان السلطة الفلسطينية وقف التنسيق الأمني مع العدو الصهيوني وزيارة عباس إلى مخيّم جنين. كل هذه المعطيات كانت مشجعة للقاء الأمناء العامين والاجتماع في مصر.

ولكن قيام جهاز المخابرات الفلسطينية -الذي يقوده اللواء ماجد فرج- بحملة اعتقالات بحقّ مجاهدي سرايا القدس والأسرى المحررين من الجهاد الإسلامي بعد معركة بأس جنين، دفع  بالحركة لمطالبة الرئيس أبو مازن بإطلاق سراح المعتقلين لكي يكون هناك أجواء إيجابية للحوار، وتدخلت وساطات من الفصائل الفلسطينية والمخابرات المصرية، ولكن السلطة والمخابرات الفلسطينية رفضتا الاستجابة لأي مسعى واتّخذ المكتب السياسي للجهاد الإسلامي  قرار المقاطعة وتضامنت الجبهة الشعبية – القيادة العامة مع حركة الجهاد الإسلامي وقاطعت اجتماع العلمين” .

الرئيس عباس دائماً ما يرفض حضور فصائل من تحالف القوى الفلسطينية المتواجدة في سوريا. ولهذه المبررات، رفضت الحركة المشاركة في اجتماع العلمين وعلى رأسها رفض السلطة إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وأسرى الجهاد الإسلامي

وأضاف السنداوي: “طالبت الحركة بأن يكون هناك تحضيرات مسبقة وجدول أعمال من أجل حوار ناجح وعدم إقصاء أي فصيل فلسطيني من حضور الحوار ولكن الرئيس عباس دائماً ما يرفض حضور فصائل من تحالف القوى الفلسطينية المتواجدة في سوريا. ولهذه المبررات، رفضت الحركة المشاركة في اجتماع العلمين وعلى رأسها رفض السلطة إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وأسرى الجهاد الإسلامي” .

“صمود”: كيف تقرأون نتائج اجتماعات القاهرة وتشكيل لجنة متابعة لتحديد أسس المصالحة بين القوى والفصائل؟.

أبو مجاهد: “لم تكن نتائج اجتماعات القاهرة مفاجئة لنا، لأنّها سوف تكون أدنى من مستوى  مطالب الشعب الفلسطيني وفشل الاجتماع بشكل واضح لأكثر من سبب: أولا، عدم حضور فصائل وازنة في حلف المقاومة (الجهاد الإسلامي الذي قاد معركة بأس الأحرار وبأس جنين) وأيضاً القيادة العامة والصاعقة، إذا كان مستوى التمثيل الفلسطيني ناقصاً ولم يتمّ الاتفاق على بيان يصدر عن الفصائل المجتمعة في العلمين وتمّ الاكتفاء ببيان رئاسي يصدره عباس. وفي الاجتماع السابق في الجزائر، صدر بيان عن المجتمعين وتمّ الاتفاق بمخرجات بقيت حبراً على ورق.. أما موضوع تشكيل لجنة ليس جديداً ففي كل اجتماع يُدرج هذا البند ولا تجتمع اللجان” .

المشكلة الحقيقية تتمثّل بفريق مشروع أوسلو الذي يريد فرض برنامجه السياسي، والذي أثبت فشله ولم يحقق أي هدف من أهدافه مع العدو، والثانية هي إعادة بناء منظمة التحرير

“صمود”: هل مشكلة القوى الفلسطينية بتنظيم انتخابات رئاسية وبلدية أم في أشياء أخرى؟.

أبو مجاهد: “المشكلة الحقيقية تتمثّل بفريق مشروع أوسلو الذي يريد فرض برنامجه السياسي، والذي أثبت فشله ولم يحقق أي هدف من أهدافه مع العدو، والثانية هي إعادة بناء منظمة التحرير، ولكن فريق أوسلو يطلب من الجهاد وحماس دخولهما على أساس برنامجها واعترافها بإسرائيل وهذا ما ترفضه حركة الجهاد الإسلامي، وتطالب بإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية كمنظمة جامعة لتحرير فلسطين والممثّلة للشعب الفلسطيني التي تحافظ على وحدة الأرض والشعب وتسحب الاعتراف بالعدو الصهيوني، وتعتبر أنّنا في مرحلة تحرر وطني وليس مرحلة بناء دولة تحت الاحتلال، الخلاف ليس له علاقة بسلطة أوسلو والانتخابات البلدية والمحلية والتشريعية، الخلاف الجوهري قائم على البرنامج السياسي الذي لا يلبي تطلعات شعبنا في فلسطين”.

“صمود”: تمّ عقد اجتماع في دمشق ضمّ الفصائل الرافضة للمشاركة في اجتماع مصر.. ماهي الرسالة التي أردتم إيصالها من خلال هذا الاجتماع؟.

أبو مجاهد: “عقدت الجهاد الإسلامي والقيادة العامة والصاعقة اجتماعاً في مقر الصاعقة في دمشق لإعلان موقف الفصائل وأسباب المقاطعة وأنّ الخلاف مع أبو مازن وليس مع مصر كدولة، وأكدت الجهاد الإسلامي استعدادها لزيارة مصر بعد المؤتمر وبحث موضوع الوحدة الوطنية، وحمل الاجتماع رسالة لشعبنا أيضاً بأنّنا مع الوحدة الوطنية” .

إنّ مشاركة حماس في اجتماع العلمين لن تؤثر على العلاقة بين الفصيلين، وكان موقف حماس داعما، إعلاميا، لمقاطعة الجهاد الإسلامي للمؤتمر

“صمود”: هل مشاركة “حماس” في اجتماع العلمين قد تؤثر على العلاقة مع “الجهاد” في غزة وغيرها من الساحات؟.

أبو مجاهد: “إنّ مشاركة حماس في اجتماع العلمين لن تؤثر على العلاقة بين الفصيلين، وكان موقف حماس داعما، إعلاميا، لمقاطعة الجهاد الإسلامي للمؤتمر، وأكدت نتائج المؤتمر صوابية قرار الجهاد بالمقاطعة. ونحن حريصون على العلاقة مع حركة حماس وتطوير العلاقة معها ومع كل الفصائل الفلسطينية للوصول إلى برنامج وطني بديل عن برنامج منظمة التحرير، وهو البرنامج المرحلي وإقامة الدولة على حدود 67، فبعد الاستيطان ومصادرة الأراضي أثبت استحالة إقامة دولتين في فلسطين، لذا نحن ندعو إلى العودة لبرنامج وميثاق منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964”.


وسوم :
, , , , , , , , , , , , , , , , , ,