مهزلة سياسية.. غضب في “الموساد” وتحميل “كوهين” المسؤولية

التصنيفات :
أغسطس 29, 2023 6:43 ص

انتهى الاجتماع غير المسبوق لوزير خارجية العدو “إيلي كوهين” مع وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، بمهزلة سياسية، حيث أقال رئيس الوزراء الليبي الوزيرة وهربت على متن طائرة إلى إسطنبول، ونُشر، مساء أمس الاثنين، أنّ مسؤولين في “الموساد” وجّهوا انتقادات شديدة لتصرفات الوزير التي تسببت، حسب قولهم، في أضرار جسيمة للعلاقة بين الكيان وليبيا.

وأكد مسؤول في وزارة الخارجية الكيان، أنّه كان هناك تفاهم متبادل على نشر هذه الأمور في ما بعد، وكان يجب أن لا يُنشر البيان.

غضب “الموساد” من الكشف عن العلاقة بين الكيان الصهيوني وليبيا، واعتبرها ضرراً سيكون من الصعب ترميمه، إلى درجة المخاطرة بحياة الإنسان.

وقال مسؤولون في “الموساد” مطلعون على التفاصيل: “إنّ سلوك الوزير تسبب في أضرار جسيمة للعلاقة التي تمت صياغتها بهدوء وحذر في السنوات الأخيرة، لقد أحرق الجسر، لا توجد طريقة لإصلاح ذلك”.

إنّ قسم الشؤون الخارجية في “الموساد”، وهو المنوط بالعلاقة بين الكيان وليبيا، يبني هذه العلاقات مع مرور الزمن وبحساسية كبيرة من أجل قيادة قنوات الاتصال خلف الكواليس، وهناك في “الموساد” من يظن أنّ الوزير ونائبه يواصلان إحداث الضرر لأنّهما يعقدان مثل هذه الاجتماعات ليس فقط مع وزيرة الخارجية الليبية ولكن أيضاً مع عناصر من دول أخرى، دون التنسيق مع “الموساد”.

ويقول “الموساد” إنّ سلوك وزير خارجية العدو ومدير عام وزارته من الممكن أن يتسبب في المزيد من الضرر في المستقبل ولا بد أن يتوقف، وهذا ليس انتهاكاً للثقة لمرة واحدة، بل تحول ينعكس على العديد من البلدان واحتمال تطوير علاقات معها في المستقبل.

وقال مسؤول في وزارة خارجية العدو، مساء اليوم: “لم نفكر لحظة في وقف النشر لأنّه كان هناك اتفاق على نشر الأمور، ولم يتمّ الاتفاق على متى، ولكن كان هناك تفاهم على أن ذلك في الأيام المقبلة، وفي ما بعد يعتقدون أنّه كان ينبغي فرض رقابة أو ببساطة عدم التعامل مع المنشورات إذا صدرت، وبالتأكيد عدم الموافقة عليها بمثل هذه الغطرسة”.

ونفت وزارة خارجية العدو، أمس، أن يكون هناك احتجاج أمريكي على الكشف عن الاجتماع، لكنّ التحقيقات الإضافية أظهرت أنّه كان هناك مناشدة أمريكية، وما كان في الأساس هو تعبير عن القلق بشأن ما سيفعله الكشف عن هذا الاجتماع مستقبلا، وكذلك في ما يتعلق بانضمام ليبيا المحتمل إلى “اتفاقيات أبراهام” ولكن أيضاً بالنسبة للدول الأخرى التي تعتبر اتصالاتها مع الكيان والغرب بطيئة وتدريجية وفوق كل شيء سرية للغاية.

وسرعان ما تمّ استبدال “الإنجاز” الذي حقّقه وزير خارجية العدو، في لقائه المباشر مع وزيرة الخارجية الليبية بـ”الحرج”.

وفور نشر خبر اللقاء السري، اندلعت أعمال شغب في طرابلس مع تجمع حشود عند مبنى وزارة الخارجية في العاصمة، وهربت الوزيرة نجلاء المنقوش من البلاد وقام رئيس الوزراء الليبي بإقالتها وتبرأ منها.

وزعم مكتب الوزير الليبي أنّ رئيس الوزراء الليبي كان على علم باللقاء، ووافق عليه، ثم بعد النشر طلب من الوزيرة الادعاء بأنّه كان عرضياً لتجنب الإحراج لنفسه.

وفي الكيان، أثار الاجتماع ضجة وهاجم مسؤولون في وزارة خارجية العدو الوزير “كوهين” لأنّه أعلن عن إجرائه علنا.

“ما يحدث الآن هو سيناريو يعيدنا بشكل كبير إلى الوراء، ماذا ستفكر الدول التي تريد التقرب منّا؟، بأنّ السرية الإسرائيلية لا يمكن الوثوق بها؟، هذا انتهاك للقوانين الدبلوماسية الأساسية وهو تصرف هواة بحد ذاته، نحن في حرج رهيب، لقد تعرضت مصداقيتنا لإصابة قاتلة”.

 *المصدر: الهدهد + أخبار 12/ نير ديبوري/ يارون ابراهام


وسوم :
, , , , , , , , , , , , ,