نقاطٌ خمسة حول ما يحدث

*عبد الرحمن جاسم

خمس نقاط مهمة للغاية حول طبيعة الصراع:
1- أظهر الصهيوني تخبطاً واضحاً في التعامل مع ما حدث. لم يستفق الصهيوني نهائياً مما حدث وبشكل خاطف وسريع ومفاجئ، والأمر مشابه تماماً لما حدث في حرب 1973، وباعتراف الصهاينة أنفسهم. كابينت الحرب الصهيوني مصدوم، المخابرات العسكرية والموساد مصدومة. هذا يظهر حقيقة المجتمع العسكري الصهيوني المترهل والمهزوم والمجتمع الصهيوني أوصل حالة “الجيش المحتل” إلى حالته الحالية. وهذا منةٌ من الله قبل أي شيء، وإعدادٌ مقاوم صلب، وجهدٌ كبير وهائل.
2- العدو الصهيوني لا يستطيع استخدام “طيرانه” بذات الطريقة التي استخدمها في السابق. السبب بسيط: هناك رهائن من قطعان مستوطنيه. ببساطة من حقّ المقاومة استخدامهم كدروع حماية لأهلها وأهلنا من القصف الصهيوني الوحشي. من هنا ولو بدا هذا الكلام قاسياً ولا يتحمله أصحاب “حقوق الإنسان” وسواها (الغربيون والمستغربون). إنّ معظم المستوطنين هم “محتلون” بإرادتهم واختيارهم وكلهم تقريباً خدموا في جيش الاحتلال. بالتالي، ليس هناك أبرياء (حتى الأطفال، هم قُصّر وأهلهم المسؤولون عنهم كان عليهم أخذهم خارج فلسطين). هذا لا يعني أنّ الصهيوني لن يتجه صوب “المجازر” والقتل العمد والمتوحش، هذا سيحصل، وعلينا الصبر ورفع الرأس عاليا، فقد فعلنا الكثير.
3- لا يجب أن يترك أي طرف فلسطيني في المعركة وحده. منذ اللحظة الأولى، حاول العدو الصهيوني عزل كتائب القسّام أو سرايا القدس لوحدها، وتحميلها قرار ما حدث. هذه معركة فلسطين، كل فلسطين، كل الوطن العربي والإسلامي.
4- هذه معركة وعي، معركة “فهم” و”عقل” و”استيعاب”. عدم فهمنا لهذه المعركة سيجعلنا بعد فترة نشعر بأنّنا “هزمنا” إذا ما حدثت مجزرة، أو تراجعت المقاومة عن موقف معين. سيحدث الأمر، وستطبّل قنوات “الفساد” مستضيفين الصهاينة بهذه الهزيمة وتحكي عنها الكثير. الوعي معناه أن نفهم بأنّنا نستطيع ونقدر: وأنّنا استطعنا وقدرنا.
5- الحرب طويلة، وانتصارنا في معركة واحدة ولو كانت عملية غير مسبوقة، كما يمكن وصفها. لذلك نحتاج للصلابة والصبر والجلد، وتحويل “طوفان الأقصى” إلى “علامة” استمرارية والتثبيت عليها والمراكمة فوقها. إنّما النصر “صبر ساعة”. قد تطول هذه الساعة وقد تقصر، لكن في النهاية سيأتي النصر.

هذه معركة فاتحةٌ لنصرٍ سيأتي ولو بعد حين.

*كاتب فلسطيني