حصاد 16 يوما: التحييد
أكتوبر 23, 2023 5:25 ص*خاص – صمود:
يقدّم الكاتب والأسير المحرر، الفلسطيني محمد القيق، قراءة في تطورات معركة طوفان الأقصى لليوم السادس عشر على انطلاقها عبر التحليل التالي:
-نجح الشعب في تحييد التهجير والتوجيه من خلال الغذاء والدواء لجغرافيا العسكرية التي رسمتها “إسرائيل”، وهذا تحييد كبير لخطة كانت مركزية لها.
-نجحت المقاو.مة في لبنان في تحييد لغة التهديد وعززت الاستنزاف الذي ينعكس مباشرة على جبهة الجنوب وإفراز القرار السياسي الإسرائيلي.
-نجحت المقاو.مة في تحييد محاولة “إسرائيل” وأطراف أخرى على إبقاء صدى طوفان الأقصى في حدود غزة الحياتية وصفقة تبادل مشروطة، وعززت الهدف السياسي والسيادي الذي انطلقت العملية لأجله، وبذلك نسفت الترهيب والشائعة التي حاولت بعض الدول الضغط فيها على المقاو.مة لتقليل الثمن، وكذلك خفض سقف وتطلعات الشعب.
-نجحت المقاو.مة في تحييد ملف الرهائن “رواية نتنياهو” أمام العالم التي كان يروّجها ليهرب من هزيمة عساكره في المعركة، ففصلت بين مدني وجنسيات سيعودون دون مقابل وبين مقاتل محارب، ما جعل وقت التضليل ينفذ لدى “إسرائيل” وإقناع بالاصطفاف يصعب.
-نجحت المقاو.مة في تعزيز نافذة دولية على الشعوب؛ على الأقل من خلال إعادة الأجانب تدريجياً إلى دولهم، وهذا مسح رواية “إسرائيل” أنّ الفلسطيني “داعش”، وانعكس ذلك على الشارع بمظاهرات حاشدة جداً في العواصم الغربية طلباً للحقوق الفلسطينية؛ فانقلب السحر على الساحر.
-فشل نتنياهو في تحييد فاتورة الجنود والضباط الأسرى والقتلى، وإخلاء المستوطنات شمالاً وجنوبا، وتراجع تأييد الشعوب الذي جلبته دعاية التضليل الأولية، وما ترتب على ذلك من هدرِ ما تم من تجميلٍ للاحتلال؛ وسيكون كله النار الملتهبة في الساحة الإسرائيلية.
-نجحت المقاو.مة في تحييد الاستنزاف الذي اتبعه نتنياهو في فكرة الغزو البري وموعده، وجعله غامض التوقيت والآلية مع تصريحات نارية وتعبئة إعلامية؛ حيث تبعثر كثيراً وبات غير مجدٍ بعد كمين خانيونس وتصاعد الاستهداف شمالا، ما يعني أنّ أوراقاً جديدة يخسرها.
-نجح نتنياهو في تحييد أهالي الأراضي المحتلة عام 1948 وكذا القدس تقريباً في المرحلة الحالية؛ من خلال الترهيب والاعتقال والتنكيل، وهذا أعتقد أنّه سيكون تحييداً مؤقتاً وسيكون التسخين المؤجل المتنامي في صفوف أهالي الداخل بعد تصاعد فكرة الطرد والانتقام القادم من فكرة وجودهم أصلا، وهذا من خلال تصريحات مسؤولين إسرائيليين بالتزامن مع صحوة تتنامى بعد صدمة الصمت الآن؛ متجاهلة الحسابات الشخصية للتحرك التي كانت قيداً في أولها، خاصة أنّ أهم ما كان يخيف الجميع هو إعادة “إسرائيل” للجنود الأسرى وفقدان أوراق الضغط، ومع الوقت باتت القناعة أكثر لدى الجميع أنّ الكفة لصالح المقاو.مة، وهذا سيكون مردوده تصاعد المواقع التي اعتقدت “إسرائيل” أنّها تحيدت في الداخل والقدس وحتى الضفة.
-نجح نتنياهو في تحييد السلطة في الضفة وأنظمة عربية كثيرة، فصمتُ العرب وعدم تشكيل السلطة لحكومة طوارىء كلها مؤشرات على أنّ مفرزات شرم الشيخ والعقبة طُبقت.
-نجحت المقاو.مة في تحييد خطة الاحتلال الإعلامية والنفسية المستهدفة لأهالي القطاع والضفة والتي نشرها بعنف أنّه سينتهي من المقاو.مة ويجهز الحكم البديل لها في غزة، حيث كان يستخدم هذه الحرب النفسية لضرب معنوية غزة، وأيضاً لردع أي تحرك ضد السلطة في الضفة على خلفية صمتها وفسادها أصلاً وغياب الانتخابات، وبصمود المقاومة وثبات أهل غزة تبددت هذه النظرية، وستنعكس لاحقاً على شارع الضفة وكذا ثبات غزة.
في النهاية لا يمكن للطرفين:
-تحييد حرب شاملة ازدادت وتيرتها بشكل كبير، وساعة الصفر الثانية اقتربت ويبدو أنّ مسرحها شمالا -أنسب في جدول نتنياهو- لإقحام أمريكا بحجته الأولى التي على إثرها حضرت حاملة الطائرات، وبالتالي ينجح في تحييد ضغوط داخلية عليه وكذلك أي محاسبة في نتائج غزو بري في غزة أو لبنان، فلم تبقَ بيده إلا نظرية القصف دون ميدان وفاتورة جنود.
-اصطفاف جديد وتطوير تحالفات وترتيب مواقف وتغيير أجندات ولاحقاً أولويات، سيكون مشهداً نستطيع أن نطلق عليه “طوفان المواقف”، سينتج عنه الحل السياسي الذي لا يرغب فيه من نرى دموع التماسيح في خطاباته وبياناته.
وسوم :
الأراضي المحتلة 48, العدوان على غزة, المستوطنات الصهيونية, المقاومة الإسلامية, المقاومة الفلسطينية, دموع التماسيح, صمود, طوفان الأقصى, غزة, غزو بري, غلاف غزة, فلسطين المحتلة, قمة شرم الشيخ, محمد القيق, مقاومة