الاحتلال يكثّف قصف محيط المستشفيات في غزة.. وتحذيرات أممية من “إعدام المرضى”
تواصل قوات الاحتلال استهداف المستشفيات في قطاع غزة منذ بدء حربها على غزة، فقصفت اليوم مستشفى الصداقة التركي في المنطقة الوسطى لقطاع غزة، وكذلك استهدفت محيط المستشفى الإندونيسي ومحيط مستشفى الشفاء إلى جانب تهديداتها المتواصلة بإخلاء المستشفيات تمهيداً لقصفها.
وأفادت مصادر محلية بأنّ الاحتلال الإسرائيلي استهدف محيط المستشفى الإندونيسي، الأمر الذي أدّى إلى ارتقاء ثلاثة شهداء و15 إصابة من جراء القصف الإسرائيلي، الذي استهدف مركبة وتجمعاً للمواطنين غربي خان يونس.
وأضافت أنّ الاحتلال قصف محيط مستشفى الشفاء في مدينة غزة، كما قصف بالمدفعية شرقي المستشفى الأوروبي جنوبي القطاع.
وفي وقت سابق من يوم أمس الإثنين، أفاد المتحدث باسم وزارة الصحة، أشرف القدرة، بارتفاع عدد الشهداء في غزة إلى 8306 شهداء، بينهم 3457 طفلا، و2136 امرأة، وأكثر من 20 ألف مصاب، بالإضافة إلى وجود 1950 تحت الأنقاض، منهم 1050 طفلا.
وأكّد القدرة أنّ قوات الاحتلال نفّذت 908 مجازر في قطاع غزة، وكثّفت استهداف محيط المسشفيات، الأمر الذي يشير إلى نياته استهداف المستشفيات نفسها، كما حدث في مستشفى المعمداني.
وفي سياق متصل قالت مصادر طبية إنّ 3 مستشفيات فقط لا تزال تعمل في منطقة شمالي قطاع غزة، وإنّ هذه المستشفيات تلّقت تحذيرات إسرائيلية، وطلب الاحتلال إخلاءها.
من جهته، قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي، سلامة معروف، في غزة إنّ “الاحتلال دأب على الكذب بشأن استخدامات عسكرية مزعومة للمستشفيات”.
وأشار إلى أنّ “القصف الإسرائيلي أدى إلى تدمير أكثر من 50% من الوحدات السكنية”، وأنّ “هذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها الاحتلال أسلحة محرمة دوليا”.
وأكّد أنّ “آثار قنابل الفوسفور واضحة على أجساد الشهداء والمصابين”.
وفي السياق، قال نائب رئيس منظمة أطباء العالم، غير الحكومية، جان فرانسوا كورتي، في مقابلة مع صحيفة “liberation” الفرنسية، إنّ الوضع في غزة “ينتقل بالتدريج من سجن في الهواء الطلق، إلى مقبرة جماعية في الهواء الطلق”.
وقال: “تواصلنا مؤخراً مع عناصر فرقنا، وهم في قيد الحياة، لكن في ظروف صعبة للغاية، وأشار أحدهم إلى الصعوبة التي يواجهها في ممارسة طب الحرب في ظل النقص في المواد الطبية”.
وبشأن المساعدات، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أنّه تسلّم، مساء أمس، 26 شاحنة مساعدات قادمة من معبر رفح المصري، ليرتفع عدد الشاحنات المستلمة إلى 144.
من جهتها، قالت كاثيرين راسل من منظمة “يونيسيف” إنّ “هناك نحو 420 طفلاً فلسطينياً يسقطون بين شهيد وجريح في غزة كل يوم”،وإنّ “3400 طفل فلسطيني استُشهدوا، وجُرح أكثر من 6300 حتى الآن منذ بدء النزاع”.
وأشارت المسؤولة الأممية إلى أنّ “نقص الماء يهدد بوقوع كارثة إنسانية هائلة، ونقص المياه يعني، بالنسبة إلى الناجين، أمراضاً خطيرة على المستوى العقلي”، مشددةً على أنّ “الوضع يتدهور كل ساعة، ويجب وقف العنف فورا، ولا سيما بحقّ الأطفال”.
بدوره، أفاد فيليب لازاريني من وكالة “الأونروا” بمقتل 10 من موظفيها في غزة خلال الساعات الـ72 الماضية، ليصل العدد إلى 63 منذ بداية العدوان الإسرائيلي على القطاع.
وقالت ليزا داوتون، المديرة في مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية التابع للأمم المتحدة “أوتشا”، الاثنين، إنّ طلب قوات الاحتلال الإسرائيلي إخلاء المستشفيات “غير قابل للتطبيق، ويعني حكماً بالإعدام على المرضى فيها”.
وأضافت داوتون أنّ “الوضع الراهن مأساوي، والأطفال يعانون الجفاف بسبب شحّ المياه”.
وشددت المسؤولة الأممية على أنه “يجب فتح معبر كرم سالم لأنه الوحيد الذي يسمح بدخول هذا العدد الكبير الضروري من الشاحنات”.
وإذ أشارت إلى أنّ “المستوطنين يقتلون كثيرين من الفلسطينيين في الضفة الغربية”، أعربت عن “القلق والخوف الكبيرين مما يمكن أن يقع”، وأنّ “هناك خطراً من أن ينتشر النزاع ليشمل المنطقة بأسرها”.
ولفتت المسؤولة الأممية إلى أنّ “موظفي الإغاثة أُصيبوا بالإعياء، ويعانون صدمات نفسية صعبة من جراء الأوضاع”، مشددةً على “وجوب استخدام كل دولة نفوذها لاحترام القانون الدولي”.
وقال مدير قسم التمويل وتحريك الموارد في “أوتشا” إنه “لم يعد هناك مكان آمن في غزة. لقد دفعوا السكان من الشمال إلى الجنوب من دون أي مساعدة”، مشيراً إلى أنّ “ما حدث هو طرد للسكان بالقوة، وليس هناك مأوى لنحو 700 ألف نسمة”.
وأعرب عن اعتقاده أنّ العدد الهائل من الأطفال الشهداء “لا يمكن أن يكون خسائر جانبية”.
وأشار إلى أنّ مئات آلاف السكان يعيشون تحت وطأة الأزمة المعيشية اقتحموا مستودعات الأونروا”، وأنّ “من شبه المستحيل إدخال قوافل مساعدة جديدة”.
وناشد المسؤول في “أوتشا” الدول تقديم المعونة، قائلا: “لقد خسرنا 60 موظفاً إغاثيا”، و”هذا أكبر عدد يقتل في هذا الوقت القصير.. والأونروا تحتاج إلى دعم عاجل”.
وتابع أنّه “لا يوجد لا ماء ولا طعام ولا وقود ولا دواء في غزة”، وأنّ “نصف سكان غزة من الأطفال”.
وتناول المسؤول الأممي الوضغ في الضفة الغربية المحتلة، وقال إنّ “هناك أزمة أخرى تتفتق في الضفة، بحيث أنّ عدد القتلى يرتفع يوميا”.
وشدد على أنّه “يجب احترام القانون الإنساني الدولي في كل مكان. هذا واجب وليس خيارا. ويجب إدخال المعونات، لذلك نحتاج إلى وقف فوري لإطلاق النار”، مشيراً إلى أنّ المستشفيات وأماكن العبادة والمدارس لم تنجُ من الدمار والتهديد.
والأحد، أعلن مسؤول حكومي أمريكي كبير أنّ “إسرائيل وافقت على دخول 100 شاحنة مساعدات يومياً إلى غزة”، عبر معبر رفح الحدودي مع مصر. وقال إنّ “المساعدات ستشمل كمية محدودة من الوقود لتوزّعها الأمم المتحدة على البنية التحتية الإنسانية الرئيسة في غزة، مثل المستشفيات”.
*المصدر: وكالة معا
وسوم :
أوتشا, الأسحة المحرمة دولياً, الأونروا, الاحتلال الإسرائيلي, الضفة الغربية, الكيان الصهيوني, شهداء غزة 2023, صمود, طوفان الأقصى, عملية السيوف الحديدية, فلسطين المحتلة, فيليب لازاريني, مستشفيات غزة, معبر رفح, وزارة الصحة الفلسطينية