حظ “نتنياهو” مع “حماس”
نوفمبر 13, 2023 8:38 ص*محمد القيق – الضفة المحتلة:
يستعرض الكاتب محمد القيق في هذا التقرير أهم محطات الصراع في تاريخ “بنيامين نتنياهو” السياسي مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والتي تستدعي التذكير بها وربطها بمجريات الأحداث اليوم.
-1996، تمّ انتخاب “نتنياهو” رئيساً للوزراء فكانت موجة عمليات تفجير الباصات في داخل “إسرائيل” تأخذ منحى كبيراً ما أدى لخسارته في انتخابات عام 1999.
-1997، قرر “نتنياهو” مع طاقمه الأمني اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ”حماس” خالد مشعل في الأردن لسحق الحركة ووقف عملياتها الكبيرة، ففشلت العملية وهزت سمعة الموساد والعلاقات الدولية وتحقّق لـ”حماس” تحرير مؤسسها المحكوم بالمؤبد من السجون الإسرائيلية مع 50 أسيرا، بالإضافة إلى ارتفاع رصيد الحركة شعبياً ودوليا.
-2009، لم يحالف الحظ نتنياهو في كسر حماس، حيث كانت تسيطر على قطاع غزة فلم يستطع إعادة الجندي “جلعاد شاليط” عبر عمليات أمنية معقدة، كما أنّ الحركة صمدت في وجه الحصار الخانق وعززت الأنفاق التجارية الكبيرة مع مصر من خلال رفح وأفشلت الحصار من تحت الأرض.
-2011، أُرغم “نتنياهو” على إبرام صفقة تبادل الأسرى والتي كانت في رصيد حماس على كل الصعد، وكسرت من خلالها لاءات “إسرائيل” التي كانت تعززها دائماً بمنع التبادل ومنع الإفراج عن من تُسمّيهم “ملطخة أيديهم بالدماء” وأسرى عرب وأسرى القدس والداخل، حيث شملت الصفقة كل هذه الشرائح والجغرافيا والوزن وبالتالي كانت صفقة تاريخية.
-2012، قرر “نتنياهو” سحق حماس في غزة فقام بعملية اغتيال لأحد قادتها العسكريين البارزين أحمد الجعبري لمنع تطور الحركة، فكانت الصدمة بأنّها المرة الأولى التي تقصف الحركة فيها “تل أبيب” والقدس وكذلك تفجّر حافلة في “تل أبيب” عن بعد من رام الله، فكانت عملية “نتنياهو” فاشلة أمنياً ومعنوياً بامتياز.
-2014، وقع “نتنياهو” مرة أخرى في فخ الضفة وغزة، حيث وعد بإعادة ثلاثة جنود اختطفتهم “حماس” في الخليل، واستمر البحث 18 يوماً ليتمّ العثور على جثثهم قتلى، ثم أحرق مستوطنون في القدس الطفل محمد أبو خضير لتندلع حرب مع غزة استمرت 51 يوماً انتهت بأسر عدد من الجنود والضباط في ما بات يُعرف بـ”صندوق حماس الأسود”، بالإضافة إلى خسارة فادحة في الجنود في المحاولة البرية التي فشلت.
-2015، كان حظ نتنياهو سيئاً بعد إحراق المستوطنين لعائلة دوابشة في دوما حيث نفّذت كتائب الشهيد عز الدين القسام في “إيتمار” أول عملية إطلاق نار بعد فترة طويلة من الانقطاع، ما فتح الباب على جولة جديدة واسعة امتدت للعام 2017، ووصلت إلى القدس و”تل أبيب”.
-2019، استمرار الحظ السيء لـ”نتنياهو” مع “حماس” حيث اكتشفت “القسام” وحدة “سيرت متكال” في غزة وقتلت وأصابت عدداً كبيراً من أفرادها بمن فيهم قائدها، والسيطرة على معداتها وملفاتها والتي باتت تُعرف بكنز المعلومات لدى الحركة.
-2021، استطاعت “حماس” التحكم في القدس ومجريات مسيرة الأعلام، وإعطاء مهلة لوقف اقتحام المسجد الأقصى والتي أطلقت فيها عملية عسكرية واسعة تخللها إطلاق صواريخ وعمليات خلف الخطوط وغيرها، والبارز في هذه الجولة كان فكرة الجبهات التي تأسست. واشتعلت الضفة والداخل والقدس وجبهة لبنان والجولان، وهذا ما اعتبرته أوساط أمنية إسرائيلية الصفعة الأكبر والتي أسست لمرحلة جديدة في جغرافيا المواجهة، وانتهت بدخول عشرات آلاف الفلسطينيين إلى الأقصى بالتكبيرات وابتعاد الجنود عن طريقهم.
-2023، انتشرت في الضفة الغربية فكرة عرين الأسود وكتيبة جنين والمجموعات المسلحة، وبروز لافت لأريحا في مشهد المواجهة والتي كانت تُعتبر المنطقة الميتة أمنيا.
-2023، كان حظ نتنياهو الأسوأ على الإطلاق، حيث انطلقت عملية طوفان الأقصى باقتحام الغلاف وفرقة غزة وأسر عشرات الجنود والضباط الصهاينة، ونشوب حرب ما زالت مستعرة في ظل تصاعد موجات الاحتجاجات في الداخل الإسرائيلي بضرورة تنحي “نتنياهو” وإعادة الأسرى.. وما زال مشهد المعركة قائما.
*كاتب فلسطيني
وسوم :
استيطان, الأسرى الفلسطينيون, الاحتلال الإسرائيلي, الحرب على غزة, الضفة المحتلة, المقاومة الفلسطينية, بنيامين نتنياهو, حماس, صمود, طوفان الأقصى, عرين الأسود, غلاف غزة, فلسطين المحتلة, محمد القيق