سيناريوهات تهجير وتوطين الفلسطينيين في أربع دول
ديسمبر 8, 2023 8:10 ص*حمزة البشتاوي
لا تزال حكومة الحرب الإسرائيلية تعمل وفق خطط معدة مسبقاً لتدمير غزة والإنتقام من أهلها، وتقليل عددهم بالقتل والتهجير.
وأمام هذا العدوان والخطط المطروحة، فوضى كثيرة ومقاومة كبيرة وصمود أسطوري رافض لهذه المخططات.
وقد جرى الحديث في سياق العدوان الحالي على غزة عن تهجير الفلسطينيين إلى سيناء بمساحتها الصحراوية الشاسعة، وهذا ما يرفضه الفلسطينيون وأيضاً المصريون وعواصم عربية أخرى بشكل أقل خشية من غضب الإدارة الأمريكية.
وإذا كانت السيناريوهات السابقة قد حملت طابعاً إسرائيلياً تحت عنوان البدائل الإقليمية للحل، كمشروع اللواء الإسرائيلي غيورا لاند الذي اعتبر بأنّ حل القضية الفلسطينية، ليس مسؤولية إسرائيلية فقط، بل مسؤولية 22 دولة عربية، طارحاً في مشروعه إقامة دولة فلسطينية في سيناء، وفق مبدأ تبادل الأراضي والسكان.
ومن بعده جاءت طروحات إسرائيلية كثيرة لتخصيص أراضي في سيناء، لإقامة دولة للفلسطينيين خارج أرضهم، وتحديداً في منطقة العريش الساحلية، مع إنشاء ميناء بحري وخط سكة حديد، ومدينة كبيرة تستوعب السكان الذين يتمّ تهجيرهم من غزة، مع إقامة بنية تحتية ومحطات لتوليد الكهرباء، وتحلية المياه، وهذا ما طرحه أيضاً بنيامين نتنياهو على الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك ورفضه في ذلك الوقت.
والآن، تعود سيناريوهات التهجير، في خضم العدوان الإسرائيلي على غزة، وبدء عملية طوفان الأقصى، للحضور بقوة ومن أبرزها سيناريو تهجير أكثر من ثلثي سكان قطاع غزة بعد تدميره، وخلق حقائق جديدة على الأرض تتعلق بالديمغرافيا، والجغرافيا السياسية لقطاع غزة بعد الحرب.
ومن السيناريوهات الجديدة المطروحة، تهجير سكان قطاع غزة إلى أربع دول في المنطقة هي: مصر والعراق واليمن وتركيا، مقابل زيادة المساعدات المالية الأمريكية لها، وقد نال هذا السيناريو موافقة الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة، رغم وصف الكثيرين لهذا السيناريو بالهلوسة السياسية والأوهام التي تصطدم بحقيقة صمود الفلسطينيين في أرضهم ورفضهم الحاسم لتكرار النكبة الأولى والتهجير.
وفي سيناريو آخر، طرح نائبان في الكنيست تهجير الفلسطينيين إلى دول العالم ومن بينها أمريكا وأوروبا وإفريقيا.
وقال كل من داني دانون من حزب الليكود وهو سفير سابق، وبن باراك من حزب “هناك مستقبل” وكان نائباً لرئيس الموساد، بأنّ السيناريو الذي يطرحونه يشكّل فرصة لمن أعلنوا عن تضامنهم وتعاطفهم مع الإسرائيليين لإيجاد حل دائم، عبر تهجير الفلسطينيين من غزة وتحويلها إلى منطقة أمنية شبه خالية من السكان.
وقد رحّب الوزير اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش بهذا السيناريو باعتباره الحل المناسب لغزة والمنطقة بعد 75 عاماً من المخاطر.
ولكنّ هذه السيناريوهات وغيرها مما طُرح سابقاً توَاجه اليوم بإرادة فلسطينية صلبة متشبثة بالأرض وتبدع في مواجهة مخططات التهجير والتوطين التي يسعى إليها الاحتلال وجيشه وعصاباته المسلحة إلى تنفيذها، منذ بداية المشروع الصهيوني القائم على أنّ فلسطين هي أرض بلا شعب، وبهذه الأكذوبة المستندة إلى الأوهام يحاول الاحتلال تحويل الوهم إلى واقع من خلال وضع الشعب الفلسطيني وخاصة الصامدين في غزة بين خياري الموت أو التهجير، وذلك تحت تهديد الصواريخ والقذائف التي تنهال عليهم في الشمال والوسط والجنوب.
ورغم كل هذا القتل والتدمير ترتفع وتيرة الرفض الفلسطيني لهذه السيناريوهات، مع التأكيد على حاجة هذا الرفض لموقف عربي حاسم وحازم يعتبر التهجير أو ما يُسمى بالإجلاء الطوعي إعلان حرب يجب مواجهته بكافة الوسائل ومنها دعم صمود غزة التي لا تعرف الهزيمة ولا ترفع راية بيضاء، بل ستبقى وأهلها يدفعون ضريبة البقاء، ضاربين أروع أمثلة التضحية والفداء، دفاعاً عن الجغرافيا النازفة والمنذورة للصبر والإنتصار على كافة سيناريوهات الغزاة.
*كاتب وإعلامي
وسوم :
الاحتلال الإسرائيلي, الحرب على غزة, العراق, النكبة الأولى, اليمن, تركيا, تهجير الفلسطينيين, توطين, جرائم الاحتلال, حمزة البشتاوي, صحراء سيناء, صمود, طوفان الأقصى, فلسطين المحتلة, قطاع غزة, مصر