حرب الإبادة على غزة: إستهداف التراث والذاكرة
يناير 4, 2024 7:20 ص*حمزة البشتاوي
يتعرض التراث والمباني التاريخية في قطاع غزة لعمليات تدمير ممنهجة من قِبل الاحتلال الذي يستمر بالقتل والإنتقام وإراقة دماء الناس وتحويل منازلهم وذكرياتهم إلى حطام.
ويستهدف في عدوانه الوحشي المعالم التاريخية والثقافية والرموز الخاصة بالشعب الفلسطيني محاولاً نزع الصلة ما بين الشعب وتراثه وتاريخه والتأثير السلبي على الوعي الثقافي وإلحاق الأذى بالذاكرة والتراث.
وبتعمد الاحتلال تدمير المعالم الأثرية في قطاع غزة في حرب الإبادة التي يشنّها منذ السابع من شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 2023، ساعياً إلى طمس العلاقة التاريخية والمعنوية بهذا الإرث، وضرب الشعور والإرتباط الوطني بالزمان والمكان.
ومن أبرز الأماكن والمواقع الثقافية والتراثية التي استهدفها الاحتلال لمحو التاريخ الفلسطيني هي:
1- المسجد العمري: وهو من أكثر وأعرق مساجد غزة، وبُني قبل 14 قرنا، ويُقدّر تاريخه كموقع عبادة بنحو 3 آلاف عام، وقامت الطائرات الإسرائيلية بتدميره وتحويله إلى كومة ركام.
2- كنيسة القديس برفيريوس: وتُعد ثالث أقدم كنيسة في العالم، وبُنيت في القرن الخامس للميلاد، قامت الطائرات الحربية الإسرائيلية باستهدافها وتدمير جزء منها، مما أدى لاستشهاد 18 فلسطينياً كانوا بداخلها.
3- حي الدرج: وهو من الأحياء الأثرية في مدينة غزة، وفيه سوق القيسارية، ومسجد السيد هاشم وفيه قبر جد النبي محمد، وقصر آل رضوان الذي اتخذه نابليون بونابرت مقراً له خلال محاولته غزو مدينة عكا، وقد دُمّر هذا الحي بالكامل، كما دُمّر حي الرمال الذي يُعد من أقدم أحياء مدينة غزة ومركزها التجاري.
4- المستشفى المعمداني: وهو من أقدم المستشفيات في غزة، أسسته جمعية الكنيسة الإرسالية الإنكليزية عام 1882، وأدى قصفه إلى استشهاد أكثر من 500 شخص وتضرر مبانيه.
5- نصب الجندي المجهول: وهو يرمز للمقاتلين مجهولي الهوية الذين شاركوا بالمقاومة، وتمّت إقامته كمعلم وطني في العام 1956، وتحيط به حديقة جرى تجريفها بالكامل بعد تدمير النصب.
6- مركز رشاد الشوا الثقافي: يُعد من أهم وأقدم المباني في قطاع غزة، حيث يتميز بتصميمه المعماري والخرساني البارز، وتمّ هدمه بالقصف المدفعي والصاروخي.
7- بيت السقا الأثري: يقع في حي الشجاعية ويعود بناؤه إلى 400 عام، على مساحة تبلغ 700 متراً ودمرته الطائرات الحربية الإسرائيلية بشكل كامل.
8- المجلس التشريعي: يُعتبر من المباني القديمة في غزة صممه المهندس السوري سعد محفل، ويحظى بمكانة خاصة لدى الفلسطينيين، وأُنشئ في العام 1958 بقرار من الرئيس المصري جمال عبد الناصر، وقد تفاخر جيش الاحتلال بتدميره.
9- منتزه ومكتبة البلدية: هو مبنى في شارع الوحدة يتبع لبلدية غزة، وتمّ تدميره وإعدام الوثائق والكتب التاريخية في مختلف العلوم الإنسانية والطبيعية.
10- مبنى الأرشيف المركزي: يقع في ميدان فلسطين وسط مدينة غزة، ودمرته قوات الاحتلال بقذائف المدفعية المباشرة، مما أسفر عن تدميره وإحراقه وإتلاف آلاف الوثائق التاريخية التي توثّق تاريخ المدينة ومراحل تطورها العمراني.
كما دمر الاحتلال العديد من المراكز والمباني بما فيها المساجد والكنائس والأسواق والمدارس والمنازل القديمة في أكثر من 200 موقع أثري من أصل 325 موقعاً في قطاع غزة.
ويسعى الاحتلال من وراء تدمير المعالم الثقافية والتاريخية إلى قتل ذاكرة الفلسطينيين وبثّ الرعب في نفوسهم وإشعارهم بالضعف والعجز، ولكنّ إرادة الصبر والصمود لديهم هي الأقوى والأبقى على أرض فلسطين.
*كاتب وإعلامي
وسوم :
إبادة جماعية, الاحتلال الإسرائيلي, التاريخ الفلسطيني, التراث الفلسطيني, الحرب على غزة, الذاكرة الفلسطينية, المجلس التشريعي, المستشفى المعمداني, المسجد العمري, جرائم الاحتلال, حمزة البشتاوي, صمود, طوفان الأقصى, فلسطين المحتلة, كنائس فلسطين, كنيسة القديس برفيريوس, مساجد غزة