مخيّم المغازي.. حكايات البطولة وأوجاع النخيل
يناير 27, 2024 8:01 ص*حمزة البشتاوي
عادت حكايات البطولة في مخيّم المغازي، للحضور على يد مقاوم فلسطيني استطاع بقذيفة مضادة للدروع من نوع الياسين 105 أن يدمر أكثر من مبنى كانت قوة من سلاح الهندسة في جيش الاحتلال الإسرائيلي تعمل على تفخيخهم بكمية كبيرة من المتفجرات، وأدت هذه العملية إلى مقتل أكثر من 24 جندياً إسرائيلياً و جرح أخرين. .
وقد وصف مراقبون هذه العملية بالمركّبة بدقتها وأهميتها وكفاءة المقاوم الفلسطيني في تنفيذ العملية حين أطلق القذيفة على الدبابة ثم قام مقاوم آخر بتدمير دبابة ثانية تقدمت لإنقاذ الجنود، ولم ينتهِ الأمر هنا، حيث قام المقاومون في عملية المواجهة المباشرة مع الغزاة الذين حضروا لنجدة قتلاهم، بتفجير حقل ألغام زُرع خصيصاً لهم.
وقد ساهمت هذه العملية في تخفيف أوجاع الناس وأشجار النخيل الشاهدة على تفاصيل العملية البطولية التي دفعت المزيد من الإسرائيليين للقول بأنّ هذه الحرب مكلفة ودون جدوى وبلا أفق، خاصة في ظل الإنهيار الواسع في معنويات الضباط والجنود بعد عملية المغازي التي سيكون بعدها الكثير من العمليات في ظل استمرار العدوان، الذي تواجهه المقاومة الفلسطينية اليوم، بأسلوب مبتكر من حرب العصابات، موقعة في صفوف جيش الاحتلال الذي يقتل ولا يقاتل خسائر مادية وبشرية كبيرة.
وبدأ الجيش الإسرائيلي المأزوم على المستوى التكتيكي الإستراتيجي يتحدث عن إستحالة تحقيق الأهداف التي وضعها المستوى السياسي للحرب، خاصة بعد عملية المغازي التي شكّلت درساً بطوليا، صبّ المزيد من الزيت على الجدل الداخلي الإسرائيلي، حول مصير الحرب الأطول في تاريخ الصراع والأكثر فشلاً وإخفاقاً على المستوى العسكري والأمني والسياسي، بعد العجز عن تحقيق أي هدف سوى ارتكاب المزيد من المجازر بحقّ أبناء الشعب الفلسطيني، لا سيما الأطفال والنساء، وبات من المؤكد بأنّ عملية المغازي سوف ترفع سقف شعور الجيش الإسرائيلي والمستوطنين بالخيبة واليأس والإحباط.
وفي عالم معظمه بلا قلب، ورغم الحرب والدمار، ما زالت في مخيّم المغازي توجد أشجار أكثر نضوجاً ما بعد العملية النوعية التي نفّذتها المقاومة، وحكايات تشبه شروق قرص الشمس في يافا، وسخونة الرغيف في القدس الذي يكبر ويسمو ويضيء المخيّم من أجلها رغم مساحته الضيقة منذ إنشائه في العام 1949، وسط قطاع غزة، ويُعتبر من أصغر المخيّمات الثمانية الموجودة في قطاع غزة، وسكانه هُجّروا قسراً في العام 1948 من قرى وبلدات قضاء يافا وبئر السبع والرملة.
ويتسم المخيّم بأزقته الضيقة، وبيوته المتلاصقة، حيث يطلع قمر كبير من خلف أشجار النخيل التي يخبّئ تحت ظلالها أهالي مخيّم المغازي الكثير من الذكريات عن الوطن والمجد وغزة، رغم النار والدمار والطائرات التي تمطر الموت من السماء.
*كاتب وإعلامي
وسوم :
الاحتلال الإسرائيلي, الحرب على غزة, المقاومة الفلسطينية, جرائم الاحتلال, حمزة البشتاوي, صاروخ الياسين 105, صمود, صواريخ المقاومة, طوفان الأقصى, عملية المغازي, غزة, فلسطين المحتلة, مخيّم المغازي