النووي الإسرائيلي وسلاح المرأة الفلسطينية
فبراير 22, 2024 7:26 ص*حمزة البشتاوي
في سياق العدوان وحرب الإبادة على غزة، اقترح ما يُسمى وزير (التراث) الإسرائيلي عميحاي إلياهو، إلقاء قنبلة نووية على غزة لإبادة ملايين الفلسطينيين، ثم دعا لاحقاً إلى إعدام جميع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، بصفتهم مقاتلين ومشاركين في المعركة الديمغرافية عبر تهريب النطف من داخل السجون إلى أرحام زوجاتهم، وتشكّل المعركة الديمغرافية الهاجس الأكبر لدى قادة الاحتلال السابقين والحاليين الذين يتذكرون ما قالته غولدا مائير، بأنّها تشعر بالقلق ولا تستطيع النوم مع ولادة كل طفل فلسطيني.
وتُعتبر الولادات الفلسطينية تهديداً إستراتيجياً بالنسبة للمسؤولين الإسرائيليين الخائفين مما يسمونه بالقنبلة الديمغرافية، التي عاد الحديث عنها وعن خطرها، بعد مشاهد الإزدحام غير المسبوق في مطار “تل أبيب”، والمطارات الأخرى، إثر عملية طوفان الأقصى والحرب الوحشية الإسرائيلية التي لم تمنع المرأة الفلسطينية من مواصلة الحمل والإنجاب.
وقد أشارت عدة تقديرات إلى وجود 52 ألف إمرأة حامل في غزة، وأكثر من 20 ألف فحص حمل إيجابي، إضافة لولادة طفل فلسطيني كل 10 دقائق منذ بداية العدوان.
وتحمل المرأة الفلسطينية في المتوسط خمس مرات، وفي قطاع غزة 6,6 وهذه من أكبر معدلات الإنجاب والخصوبة في العالم، وهذه المعدلات لم تتراجع رغم ويلات الحرب الهادفة إلى إبادة وتهجير الفلسطينيين، باعتبار وجودهم وتزايد أعدادهم من وجهة نظر حكومة الحرب الإسرائيلية، على أرض فلسطين من النهر إلى البحر، خطراً وجودياً يجب التخلص منه، وهذا الهدف هو الآن الأساس في الحرب الديمغرافية باعتبارها أهم من الجغرافيا وبناء الجدران، لأنّ العامل الديمغرافي بالنسبة للإسرائيليين هو الخطر الأكبر على الكيان واستمرار بقائه.
وتشير عدة تقديرات بأنّ المعركة الديمغرافية، ستكون حتماً لصالح الفلسطينيين، ولذلك يقوم الجيش الإسرائيلي بالإستهداف المباشر للمرأة الفلسطينية التي تتبنى إستراتيجية فاعلة على صعيد المعركة الديمغرافية عبر الإستمرار بالإنجاب والبقاء في الأرض، وهذا الإصرار من قِبل المرأة الفلسطينية يزعزع أركان المشروع الصهيوني على كامل التراب الوطني الفلسطيني.
ويتعمد الجيش الإسرائيلي في الحرب إستهداف المستشفيات وخاصة أقسام الولادة والأطفال، وتحويلها من مراكز رعاية إلى جحيم، ومنعها من تقديم الخدمات الطبية الضرورية، قبل وأثناء وبعد الولادة، ووضع المرأة الفلسطينية أمام مخاطر الإجهاض، والوفاة، ووفاة الأجنّة والولادة المبكرة والصدمات النفسية، ومنع الغذاء والدواء، حيث لا تحصل المرأة الفلسطينية الحامل أو المرضعة في غزة، سوى على وجبة واحدة من نوع واحد من الغذاء في اليوم، وأصبحت كل الجوانب المتعلقة بالأمومة مسألة حياة أو موت.
ولكنّ المرأة الفلسطينية تصر على الولادة، حتى ولو داخل خيمة، رغم القذائف والقنابل والرصاص، ومقابل هذه الإرادة الثورية، نرى إرتفاعاً ملحوظاً في أرقام الهجرة العكسية، التي عمّقت مخاوف الإسرائيليين، من النمو السكاني المضطرد لدى الفلسطينيين، وهذا يعيد إلى الذاكرة تصريح الرئيس الراحل ياسر عرفات الذي قال فيه: “نحن نمتلك سلاحاً قويا في المعركة مع الاحتلال وهو رحم المرأة الفلسطينية”.
*كاتب وإعلامي
وسوم :
الاحتلال الإسرائيلي, الحرب الديمغرافية, الحرب على غزة, الصدمات النفسية, القنبلة الديمغرافية, المرأة الفلسطينية, المشروع الصهيوني, النمو السكاني, الولادات الفلسطينية, الولادة المبكرة, تهريب النطف, حكومة الحرب, حمزة البشتاوي, صمود, طوفان الأقصى, فلسطين المحتلة, ياسر عرفات