مخيّم النصيرات من “الكلبوش” إلى الحرية

التصنيفات : |
مايو 11, 2024 7:11 ص

*حمزة البشتاوي

المخيّم هو إبن النكبة، ومثلها مصبوغ بحكايات وذكريات مريرة، ممزوجة بالألم والوجع والضياع، وهو إبن رحلتنا القاسية منذ إنشائه كمكان إجتماعي وثقافي للتأكيد على حقّ العودة إلى الديار.

في عام وقوع النكبة (1948)، أُنشئ مخيّم النصيرات الذي يُعتبر ثالث أكبر المخيّمات في قطاع غزة، وتبلغ مساحته حوالي 2500 دونم، حيث أُقيم على أرض كانت معتقلاً عسكرياً يستخدمه جيش الإنتداب البريطاني، وعُرف المعتقل بإسم (الكلبوش).

ويقع مخيّم النصيرات في منتصف قطاع غزة، جنوب قرية الزوايدة، شرق مخيّم البريج، ويحدّه من الغرب البحر الأبيض المتوسط، ويفصل وادي غزة ما بين شمال المخيّم وجنوبه.

يُعتبر التعليم محركاً أساسيا، لتحسين وتطوير الأوضاع الإجتماعية والإقتصادية والسياسية، وكان لافتاً إقبال أهالي مخيّم النصيرات نحو التعليم الذي شكّل لهم سلاحاً قوياً لمواجهة قسوة الظروف وشظف العيش

ويبلغ تعداد سكان المخيّم نحو 85 ألف نسمة، معظمهم لاجئين من حمامة وبرير وكوكبا وأسدود وعسقلان وبئر السبع وحليقات وبيت دارس والرملة وبشّيت والمغار وبيت جن واللد وغيرها من المدن والبلدات الفلسطينية.

ويتميز مخيّم النصيرات عن غيره من المخيّمات في قطاع غزة، بوجود معالم و آثار داخله منها تل أم عامر المعروف بإسم القديس هيلاريون، وهو كنيسة بيزنطية، إضافة لتل عجول ومقبرة الشوباشي القديمة.

وسُمي مخيّم النصيرات بهذا الإسم، نسبة إلى عشيرة النصيرات التي تنتمي إلى قبيلة الحناجرة المعبرة عن أصالة وتاريخ المكان.

ويوجد في مخيّم النصيرات قبل حرب الإبادة والتدمير التي شنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد عملية طوفان الأقصى، 16 مسجداً و26 مدرسة و25 جمعية أهلية وعدد من المراكز الصحية، أبرزها المركز التابع لوكالة الأونروا.

ويُعتبر التعليم محركاً أساسيا، لتحسين وتطوير الأوضاع الإجتماعية والإقتصادية والسياسية، وكان لافتاً إقبال أهالي مخيّم النصيرات نحو التعليم الذي شكّل لهم سلاحاً قوياً لمواجهة قسوة الظروف وشظف العيش، ومصدر رزق لتحسين أوضاعهم بالإضافة لكونه عنواناً أساسياً في تثبيت الوعي، والحس الوطني والفكري، وقد ساهم هذا السلاح في تعزيز اللحمة الوطنية ما بين كل أطياف وفئات المجتمع في المخيّم.

وقد شارك أبناء مخيّم النصيرات، في العمل الفدائي مع كافة الفصائل الفلسطينية، منذ منتصف الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي حتى يومنا هذا.

الشهيد عدنان الغول، رائد التصنيع العسكري والملقب بأبي الصواريخ. وكانت كتائب الشهيد عز الدين القسام قد أطلقت إسمه، بعد إستشهاده في العام 2004، على بندقية قنص (الغول) التي يصل مداها إلى 2 كلم

وكانت المشاركة الشعبية الواسعة تعبّر عن تطلع الناس نحو الحرية والعودة والإستقلال.

وأحدث العمل الفدائي حراكاً مميزاً بين صفوف أبناء مخيّم النصيرات، وساهم في تشكيل النخب السياسية والثقافية، والإجتماعية، وأفرز قيادات على المستوى الإجتماعي والسياسي، ومن شخصيات المخيّم الوطنية والعلمية والثقافية، يبرز إسم الشهيد عدنان الغول، رائد التصنيع العسكري والملقب بأبي الصواريخ. وكانت كتائب الشهيد عز الدين القسام قد أطلقت إسمه، بعد إستشهاده في العام 2004، على بندقية قنص (الغول) التي يصل مداها إلى 2 كلم.

ويتطلع أهالي مخيّم النصيرات إلى اليوم التالي بعد إنتهاء الحرب، ليتخلص المخيّم من آثار الدمار والحصار، وينهض من جديد كمحطة على طريق العودة المعبّد بالحكايات والذكريات وكروم العنب وأشجار الزيتون الراسخة في الوجدان والتراب والثقافة والهوية كرمز أصيل للمقاومة والصمود والعطاء.

*كاتب وإعلامي


وسوم :
, , , , , , , , , , , , , ,