مخيّم دير البلح وشوق الأولاد

التصنيفات : |
يونيو 25, 2024 6:00 ص

*حمزة البشتاوي

بعد النكبة وتحديداً في العام 1949، أُنشئ مخيّم دير البلح، وهو أصغر مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة.

ويقع المخيّم على شاطىء البحر الأبيض المتوسط، في المنطقة الوسطى غرب مدينة دير البلح، ويحده من الشمال مخيّم النصيرات على بعد 5 كم، ومن الجنوب مدينة خان يونس على بعد 5 كم أيضا، وسُمّي المخيّم على إسم مدينة دير البلح التي يعود أصل تسميتها إلى إقامة أول دير في فلسطين بناه القديس هيلاريون، المدفون بالحي الشرقي لمدينة دير البلح المحاطة بأشجار النخيل.

وتبلغ مساحة مخيّم دير البلح حوالي 599 دونم، وعدد سكانه قبل الحرب في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر عام 2023 حوالي 22 ألف نسمة تقريبا، موزعين على 889 أسرة، هُجّر معظمهم أثناء النكبة من مدن وبلدات عسقلان وأسدود، والجورة وبيت دارس والسوافير، وبيت جربا وبئر السبع وبربره وحمامه وكراتيا وكوكبه واللد ويافا وغيرها من المدن والبلدات.

ويوجد في المخيّم 9 مدارس تابعة لوكالة الأونروا دمرها الاحتلال خلال الحرب ولكنّ التعليم لم يتوقف حتى داخل المنازل المدمرة بالمخيّم، بمبادرات فردية من الأساتذة والخريجين من أبناء المخيّم، و للأونروا في المخيّم مراكز منها مركز صحي، ومركز للبرامج النسائية، وآخر للأنشطة الشبابية.

عُرف مخيّم دير البلح، بالرباط الوثيق بين أبنائه، وبدوره النضالي على طريق العودة والتحرير والخلاص من الاحتلال، وفي هذا الطريق قدّم المخيّم الكثير من الشهداء والجرحى والأسرى، وما زال مستمراً بالقبض على جمر صموده

وعلى الصعيد الإقتصادي، تقتصر الحياة الإقتصادية في المخيّم منذ ما قبل الحرب، على اليد العاملة في مجال البناء والزراعة والصيد، إضافة للمحلات والبسطات داخل السوق الموجود على دوار المخيّم.

كما تنتشر في المخيّم العديد من المؤسسات والجمعيات الأهلية، العاملة في المجال الإجتماعي والثقافي والرياضي.

وعُرف مخيّم دير البلح، بالرباط الوثيق بين أبنائه، وبدوره النضالي على طريق العودة والتحرير والخلاص من الاحتلال، وفي هذا الطريق قدّم المخيّم الكثير من الشهداء والجرحى والأسرى، وما زال مستمراً بالقبض على جمر صموده، رغم أهوال الحرب والدمار والحصار والنزوح الذي دفع عدد من أبناء المخيّم إلى الإنتقال من الكتابة على الجدران في المخيّم بما يعبر عن مواقفهم وتطلعاتهم الوطنية إلى الكتابة على قماش المخيّم ومراكز الإيواء، بما يؤكد على صبرهم وحنينهم إلى مدنهم وقراهم، رغم قساوة الواقع الممزوج بالألم والأمل.

وبالأمل وحده يغني بعض شباب المخيّم بصوت قوي بمواجهة الاحتلال قائلين له:

جيل منطلعلك ورا جيل

درب الثورة درب طويل

من صوت أجدادي بطلعلك

من صوت أجدادي

من شوق ولادي بطلعلك

من شوق ولادي

كيف بدو الموت يخوفني

كيف بدو الموت

وما زال هذا الصوت القوي، ينتقل من جيل إلى جيل، بين أبناء مخيّم دير البلح، الذين يكافحون من أجل البقاء، دون أن تنكسر إرادتهم في مواجهة حرب الإبادة والحصار والدمار، متسلحين بالصبر والحب والعلم والإرادة.

*كاتب وإعلامي


وسوم :
, , , , , , , , , , , , , , , ,