خلافات داخل حركة فتح في بيروت وتوتر العلاقات مع رام الله

التصنيفات : |
يوليو 11, 2025 6:00 ص

*خاص- صمود:

شهدت الأيام الأخيرة الماضية حالة من التوتر داخل الأطر التنظيمية لحركة فتح في لبنان مع قيادة سلطة محمود عباس في رام الله. وقد دخلت الخلافات الفتحاوية الداخلية مرحلة جديدة مع اتخاذ قيادة رام الله قراراً يوم السبت 5 تموز/ يوليو بإعفاء سفير السلطة في بيروت أشرف دبور، عضو المجلس الثوري من منصبه كنائب لمشرف عام الساحة الفلسطينية في لبنان.

قرار إقالة دبور أثار اعتراض عدد من عناصر فتح على الساحة اللبنانية حيث قام مجموعة من كوادر الحركة في مخيم الرشيدية جنوب لبنان بالنزول إلى الشارع احتجاجاً على القرار مطالبين رئيس السلطة محمود عباس بالتراجع عنه.  

إعفاء دبور من منصبه ترافق مع جملة من الإجراءات التي طالت عدداً من قيادات الساحة اللبنانية، الأمر الذي أدى إلى خلافات داخلية حيث تُتهم بعض الكوادر التي تمّ تعيينها مؤخراً بالتورط في زرع الفتن وتنفيذ أجندات خارجية.

وذكرت مصادر من داخل الحركة أنّ قرار إقالة السفير أشرف دبور جاء عقاباً جماعياً للساحة اللبنانية الصلبة التي رفضت الانصياع لإملاءات خطيرة، تتعلق بالمخيمات الفلسطينية، ورفضت تحويل المخيمات إلى مجرد أدوات أمنية في خدمة مشاريع خارجية.

وقد أصدرت كوادر حركة فتح في لبنان بياناً حمل عنوان “آن أوان تصحيح المسار” عبّرت فيه عن استيائها مما أسمته بـ”حالة التكلس والانحراف داخل أطر الحركة في لبنان” ما نتج عنه طبقة من المتنفّعين والمتسلّقين تمارس سطوتها من خلال شبكة من المحسوبيات والخصومات العشوائية والفساد المالي والإداري، بحسب ما ورد في البيان.

وأشار البيان بالإسم إلى عدد من مسؤولي الحركة الذين تتهم القاعدة الفتحاوية بتقاسم النفوذ وشراء الولاءات وحجب الصلاحيات والارتباط بمرجعيات خارجية وغيرها من التجاوزات الخروقات التنظيمية.

وختم البيان بمطالبة القيادة المركزية لحركة فتح بتحمّل “مسؤولياتها التاريخية واتخاذ خطوات عملية فورية لتصحيح المسار التنظيمي في لبنان تبدأ بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة وشفافة، تراجع الموازنات والتعيينات والأداء وتضع أسساً جديدة لبناء حركة قوية تعيد الاعتبار لدورها الوطني”.

الخلافات التنظيمية داخل البيت الفتحاوي وإن كانت خلافات مزمنة إلا أنّها ازدادت حدة مؤخراً خاصة مع زيارة عباس الأخيرة إلى لبنان في حزيران/ يونيو الماضي ولقائه بالرئيس اللبناني جوزيف عون والاتفاق على خطة نزع سلاح المخيمات الفلسطينية في لبنان. وتتهم كوادر فتح في لبنان قيادة رام الله بتجاوزها في هذا الملف وغيره من الملفات وإقصاءها -وباقي فصائل العمل الوطني الفلسطيني- عن المشاركة في نقاش هذا الملف الشديدة الحساسية.

تأتي هذه التطورات في ظل واقع مرير تعيشه مخيمات اللجوء الفلسطيني في لبنان التي تشهد جملة من التحديات على الصعيد السياسي الاقتصادي والأمني والاجتماعي. كما تتصاعد حدة التوترات مع إدارة وكالة الغوث في لبنان نتيجة التراجع المستمر في أداء دورها الخدمي في المخيمات والتقليص الدائم للموازنة التي تؤثر على المعونات النقدية للأسر الأشد عوزاً والتي تعتمد عليها إلى حد كبير في شؤون معيشتها.

كما تشهد المخيمات إضرابات واحتجاجات على إثر قرار الوكالة بفصل 4 موظفين من كوادرها بذريعة “خرق مبدأ الحيادية” على خلفية دعمهم لغزة وإدانتهم لحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على الشعب الفلسطيني. وقام عدد من الأهالي من سكان مخيم برج البراجنة في العاصمة اللبنانية بيروت اليوم بمنع مديرة الأنروا دوروثي كلاوس من دخول المخيم حيث كان مقررا عقد اجتماع بين إدارة الأونروا وهيئة العمل الفلسطيني المشترك لبحث عدد من القضايا التي تخص المخيمات.


وسوم :
, , , , , , , , ,