الشيخ نافذ عزام لـ”صمود”: السلطة ليست عدواً لنا وعبوات (طارق) قلبت الموازين في الضفة
يوليو 10, 2023 9:43 ص*سنان حسن
(صمود – سوريا) شكّل انتصار جنين منعطفاً كبيراً في الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، وأعطى دلالات كبيرة بأنّ ما بعد العدوان على جنين ومخيّمها لن يكون كما قبله، وأنّ الصمود الذي أظهرته المقاومة بكافة فصائلها يدفع باتجاه تغيير المشهد العام في الضفة الغربية برمتها.
مراسل “صمود” في سوريا التقى عضو المكتب السياسي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ نافذ عزام، للحديث عن ما جرى في معركة “بأس جنين” وتداعياته على الساحة الفلسطينية في الحوار التالي:
“صمود”: بداية، كيف تقرأون الانتصار الكبير الذي تحقق في جنين ومخيّمها، وعلى ماذا يؤشر برأيك؟.
الشيخ نافد: “ما حدث في جنين هو فضل من الله سبحانه وهو تأكيد على أنّ حالة النهوض التي تعيشها جنين ومدن وقرى ومخيّمات الضفة الغربية ليست حالة طارئة ومؤقتة. لقد صمدت جنين ومخيّمها ومقاومتها في وجه هذه الحملة وأفشلت مخططات الاحتلال بفضل الله، وهذا تأكيد على تغيّر معادلة المواجهة وعلى أنّ شعبنا مصرّ على الدفاع عن حقوقه ومقدساته، كما وكرست هذه المعركة صورة جنين كمركز من مراكز المقاومة ولإلهام الشعب الفلسطيني”.
“صمود”: مع بدء العدوان الإسرائيلي على جنين، كان واضحاً مدى الارتباك الرسمي سياسياً وعسكرياً حتى في إطلاق اسم على العملية.. إلى ماذا يؤشر ذلك، وهل فقدت “إسرائيل” منظومة الردع نهائيا في الضفة؟.
الشيخ نافذ: “واضح تماماً أنّ المعادلة قد اختلفت. لقد كانت “إسرائيل” في أوقات سابقة تدخل إلى أي مكان في الضفة الغربية تعتقل وتقتل وتدمر، أما الآن هي تضطر لحشد هذا العدد الهائل من الجنود والآليات وحتى الطائرات لمهاجمة مخيّم لا تتجاوز مساحته النصف كيلومتر مربع، إذا، الصورة اختلفت لكن لا يجوز الاستهانة بالاحتلال، أما المقاومة فهي ثابتة ولا تتراجع”.
“صمود”: إنّ إحدى نتائج انتصار جنين هي فتح الطريق في الضفة الغربية لإقامة مناطق مقفلة بوجه القوات الإسرائيلية.. برأيك، هل دخلت الضفة مرحلة جديدة على طريق تحريرها، وهذا ينافي ما قاله قيادي إسرائيلي: إن الهدف الرئيسي من وراء العدوان على جنين هو منعها من التحوّل إلى غزة 2؟.
الشيخ نافذ: “لا نريد المبالغة في الحديث أو التوقعات، الطريق لا زال طويلا لكنّ الأكيد أنّ روح المقاومة التي تسري في صفوف الشعب الفلسطيني تعقّد من مهمة الاحتلال وتربك خططه، وتقدّم نموذجاً مضيئاً للفلسطينيين أمام الأمة والعالم بأسره”.
“صمود”: يردد الإعلام الإسرائيلي أنّ أحد أسباب العملية العسكرية على جنين هو مساعدة السلطة الفلسطينية على استعادة سيطرتها على مدن الضفة في مواجهة حركتي الجهاد والحماس.. كيف تقرأون هذه التحليلات؟
الشيخ نافذ: “لا نريد أن تحكمنا تصريحات قادة الاحتلال أو مواقف الحكومة الأمريكية. “إسرائيل” تريد إحداث بلبلة في الساحة الفلسطينية بهكذا تصريحات، السلطة ليست عدواً لنا، ونظن أنّ ما يجري يجب أن يدفع السلطة لعدم المراهنة على مسيرة التسوية أو على أي دور أمريكي. الواجب هو أن تتخذ السلطة خطوات حاسمة لتمتين الجبهة الداخلية للوقوف في وجه الاحتلال والتحديات الكبيرة التي تحيط بشعبنا”.
“صمود”: بالعودة إلى المجريات الميدانية في جنين ومخيّمها.. كيف كان التعاون بين كتيبة جنين (سريا القدس) وباقي فصائل المقاومة، هل جرى التنسيق بينها أم أنّ كتيبة جنين تكفلت بالمواجهة وحدها؟.
الشيخ نافذ: “كان واضحاً للجميع التضامن والتعاون بين كل أجنحة المقاومة في جنين.. سرايا القدس كانت حاضرة بقوة وأيضاً كتائب القسام وكتائب شهداء الأقصى وكافة قوى المقاومة”.
“صمود”: في معركة ثأر الأحرار حاولت “إسرائيل” اللعب على وتر الخلاف بين حماس والجهاد.. هل انتهت هذه اللعبة الإسرائيلية لا سيما بعد انتصار جنين الذي كان عموده الفقري كتيبة جنين أم أنّ العمل الإسرائيلي على إحداث فتنة مستمر؟.
الشيخ نافذ: “”إسرائيل” لن تتوقف عن محاولة إحداث البلبلة في الساحة الفلسطينية، ولن تنجح في محاولتها هذه. نعم، سرايا القدس خاضت معركة ثأر الأحرار ببسالة وأربكت حسابات العدو، لكنّ إخواننا في حركة حماس لم يكونوا بعيدين وقدّموا دعماً سياسياً وإعلاميا، ومساعدات كبيرة لعائلات الشهداء والجرحى وأصحاب البيوت التي تضررت من العدوان. علاقتنا بحماس قوية وتتطور”.
“صمود”: رئيس السلطة الفلسطينية وجّه دعوة للأمناء العامين للاجتماع في القاهرة أواخر الشهر الحالي.. هل الهدف من هذه الدعوة توحيد الطاقات الفلسطينية أم محاولة للقول إنّنا موجودون على الساحة؟.
الشيخ نافذ: “نحن نحرص دائماً على تماسك الجبهة الداخلية وأكدنا على ضرورة الحوار بين قوى الشعب الفلسطيني ومكوناته المختلفة، ونحن دائماً مع السعي لتعزيز العلاقات في ما بيننا ووضع الخلافات جانبا”.
“صمود”: خلال معركة جنين تمّ الكشف عن العبوات الناسفة (طارق)، والتي كانت السمة الأبرز في معركة جنين وحتى ما قبلها.. كيف تمّ تطوير هذه العبوات لتكونفاعلة بالمعركة؟، وهل صحيح أنّ العدو استطاع تدمير مصانعها في جنين؟، وهل كان الشهيد طارق عز الدين مسؤولاً عن تطويرها؟.
الشيخ نافذ: “قبل معركة جنين مع قوات العدو الصهيوني، كان هناك مواجهة واقتحام للمخيّم وتصدت لهم كتيبة جنين وزرعت عبوات كبيرة، هذه العبوات أدت إلى تدمير مصفّحة النمر وهى فخر الصناعة العسكرية الصهيونية، وأدت إلى تدمير عدد من الهامرات وإصابة 6 من الجنود الصهاينة، مما دفع القوات الإسرائيلية لاستخدام الطائرات وخاصة الأباتشي لسحب المصفّحات التي تمّ تفجيرها.
وعندها، أعلن كل من رئيس الأركان هرتسي هليفى ووزير الدفاع يوآف غالانت بأنّ قواعد اللعبة تغيرت، وتمّ استخدام الطائرات في الهجوم على مخيّم جنين ولأول مرة منذ 17 عاماً والسبب هو العبوات التي جرى تطويرها خلال العام الأخير، ومعها لم تعد جنين نزهة لقوات العدو.
وبالتالي، إدعاءات العدو أنّه دمر ورشات تركيب العبوات وحقّق انتصاراً هي لترميم صورته، لكن كتيبة جنين أعلنت-بأنّ قدراتها بخير وتمتلك في جعبتها الكثير، وأثناء المواجهة كشفت عن عبوة “طارق” تيمّناً بالشهيد طارق عز الدين، القائد الذي كان مسؤولاً عن كتيبة جنين”.
“صمود”: قال رئيس بلدية جنين إنّ العدو دمر شبكتي المياه والكهرباء بالكامل وهدم ٣٠٠ منزل.. كيف ستعمل المقاومة على مساعدة أهلنا في المخيّم على ترميم الأضرار؟.
الشيخ نافذ: “نحن نأمل بأن تتكاتف الجهود من كل الأطراف لمعالجة آثار العدوان، كما نأمل أن تقوم كل الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بدورهما في هذا الإطار وكذلك كل الدول العربية والإسلامية”.
وسوم :
الشيخ نافذ عزام