“نادي الجليل الفلسطيني”: تمكين النساء نفسياً وجسدياً
*وفيق هوّاري – صمود:
على بعد 4 كلم شرقي مدينة صور يقع مخيّم البرج الشمالي، الذي أُنشئ بعد نكبة فلسطين عام 1948 ليكون محطة لتجميع اللاجئين الفلسطينيين قبل إعادة توزيعهم على مخيّمات اخرى، لكنّه حالياً يتميز بوضع مختلف، إذ ينشط فيه “نادي الجليل الفلسطيني” وهو نادٍ مستقل تأسس عام 2000. وما يميز هذا النادي أنّه يضم عدداً كبيراً من فتيات ونساء المخيّم المذكور، وتحاول إدارته متابعة القضايا التربوية والرياضة والإجتماعية والصحية والثقافية لنساء وفتيات المخيّم.
تقول المدربة رانية المصري: “نحن نحثّ النساء والفتيات على التواصل وتبادل الثقافات مع مختلف فئات المجتمع وهذا ما يساهم في اندماجهم في العمل الإجتماعي بمختلف ميادينه”.
ولـ”نادي الجليل” برنامج سنوي خاص بالنساء، تحاول المصري شرحه بالقول: “رياضيا، نشجّع الفتيات على ممارسة الألعاب الرياضية وخصوصا كرة القدم وكرة السلة، من خلال تنظيم تمارين رياضية دورية للفتيات من عمر ثمانية أعوام حتى عمر 25 عاما، ويتمّ توزيعهن على مجموعات حسب الأعمار، وننظّم مباريات تنافسية دورية بين المجموعات”.
وقد واجه النادي بعض التحديات المتعلقة بالثقافة الذكورية السائدة، إلا أنّ إصرار إدارة النادي على مشاركة النساء في مختلف الميادين إلى جانب الحافز الذي تمتعت به الفتيات والنساء، دفع المشروع إلى الأمام ونجحت الفتيات في تمكين ذاتهن رياضيا.
ولا يقتصر تمكين النساء والفتيات على الجانب الرياضي، بل يتعدى ذلك إلى ميادين أخرى كما تقول المصري: “نحن ننظّم أيضاً حلقات نقاش وندوات حول الزواج المبكر وأثره السلبي على حياة النساء، ونسلّط الضوء على حقوق النساء والتمييز الذي يطال المرأة، ومنذ شهر نظّمنا حلقة نقاش حول التحرش الجنسي وحلقة أخرى حول تربية الأطفال وكيفية التعاطي معهم”.
وفي فترة انتشار كورونا وتراجع التعليم في المدارس، بادر “نادي الجليل” إلى تنظيم دورات تقوية دراسية. وتضيف المصري: “من خلال جميع هذه الأنشطة، شجّعنا الفتيات والنساء على التعليم المهني لتأمين فرص عمل لهن كما دفعنا بهن للمشاركة بأعمال تطوعية مع مكونات المجتمع المحلي”.
كما أعطى “نادي الجليل” أهمية لنشاط إجتماعي متنوع من تنظيم جلسات للإفطار، ورحلات ترفيهية لمناطق لبنانية مختلفة.
وحسب دراسة أعدّها مركز الإحصاء الفلسطيني، فإنّ نسبة الشباب تصل إلى 31.5 % من نسبة القاطنين في المخيّمات الفلسطينية، وهذا يعني أهمية وضرورة إيلاء هذه النسبة أهمية جدية في ظل ندرة فرص العمل والإنهيار المالي والإقتصادي الذي يشهده لبنان، لذلك عمل “نادي الجليل”، وحسب تعبير المصري، على “فعل كل ما يمكن فعله لإبعاد الشباب ومنهم الفتيات عن الأعمال غير القانونية وعن آفة المخدرات، من أجل المحافظة على النسيج الوطني الفلسطيني وتطوره للوصول إلى أهدافنا المتعلقة بالشباب ومشاركتهم في الشأن العام”.