في ظل استمرار الحرب على غزة: السيناريوهات المتوقعة في فلسطين ولبنان والمنطقة

التصنيفات : |
نوفمبر 13, 2023 7:02 ص

*قاسم قصير

رغم أنّه قد يكون من الصعب على المحللين وأصحاب القرار تحديد أفق التطورات في فلسطين ولبنان والمنطقة في ظل استمرار الحرب على قطاع غزة وما يجري في فلسطين بسبب تداخل المعطيات ولأنّ المعركة لم تنتهِ حتى الآن، فإنّ بعض مراكز الدراسات والأبحاث وبعض الأوساط الدولية والإقليمية والعربية بدأت التحضير لبحث مرحلة ما بعد غزة ويتمّ طرح العديد من السيناريوهات والتوقعات وما هي الخيارات المطروحة من قبل هذه الأوساط، وبالمقابل فإنّ قيادات المقاومة في لبنان وفلسطين بدأت تطرح الأفكار ووجهات نظرها بشأن ما يجري وتحديد الموقف من التطورات المتوقعة في المرحلة المقبلة وعلى ضوء المعطيات الميدانية في قطاع غزة وبقية جبهات المقاومة.

فما هي السيناريوهات المتوقعة التي يتمّ تداولها حالياً من قِبل بعض الجهات الدبلوماسية العربية والدولية ومراكز الدراسات الغربية؟ وما هي الخيارات والاحتمالات المتوقعة؟ وما هي وجهة نظر قوى المقاومة إزاء كل هذه السيناريوهات والخيارات المحتملة؟.

السيناريو الأول: القضاء على “حماس” في قطاع غزة أو توجيه ضربة قاسية لها وحسم الجيش الإسرائيلي للمعركة عسكرياً بإخراج “حماس” من القطاع أو التحكم به.

هذا السيناريو هو الذي يتمناه الإسرائيليون والأمريكيون وذلك لتحقيق انتصار ما وإعادة رسم خريطة قطاع غزة وكل المشهد في فلسطين والمنطقة، وهذا السيناريو من الصعب تحقّقه ميدانياً وسياسياً رغم كل الضغوط العسكرية الإسرائيلية والسياسية والدبلوماسية الأمريكية وذلك نظراً لقوة حركة حماس وقوى المقاومة في قطاع غزة، ولأنّ قوى المقاومة في المنطقة لن تسمح به مطلقاً وستقدّم كل أشكال الدعم لـ”حماس” والمقاومة في غزة ولأنّ العديد مع الدول العربية وحتى الحليفة أو القريبة من أمريكا (قطر، تركيا، الأردن ومصر) لا توافق على هذا السيناريو ولا تجد أنّه بالإمكان حصوله، وقد صرّح وزير الخارجية الاردني أيمن الصفدي أنّ “حركة حماس هي فكرة ولا يمكن القضاء عليها والحل يتمّ من خلال العمل السياسي وإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه”.

وقد يحصل اتفاق أولي يتعلق بإطلاق قسم من الأسرى والرهائن وإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية مع وقف لإطلاق النار بشكل جزئي واستمرار الضغط على “حماس” وقوى المقاومة

السيناريو الثاني: إنهاك أو إضعاف حركة حماس وقوى المقاومة في قطاع غزة ودفعها للقبول بحل سياسي مع إنهاء ملف الأسرى والرهائن وإيجاد ترتيبات جديدة في القطاع بمشاركة السلطة الفلسطينية وجهات عربية ودولية، وهذا السيناريو هو الأكثر واقعية بالنسبة لبعض الجهات العربية والدولية، وسيكون متوافقاً مع بعض ما يريده الأمريكيون والإسرائيليون لتحقيق “إنجاز معين” قبل وقف إطلاق النار، وهناك جهود تُبذل في هذا الإطار لكن، حتى الآن، فإنّ حركة حماس وقوى المقاومة لا توافق على بحث أي مشروع سياسي في القطاع قبل وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية، وقد يحصل اتفاق أولي يتعلق بإطلاق قسم من الأسرى والرهائن وإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية مع وقف لإطلاق النار بشكل جزئي واستمرار الضغط على “حماس” وقوى المقاومة، وهذا السيناريو مرتبط بالوضع المياني ومدى قدرة العدو على تحقيق تقدّم داخل القطاع أو توجيه ضربات قاسية لـ”حماس” وقوى المقاومة.

في حال صمدت المقاومة وحقّقت نجاحات ميدانية على كافة الجبهات سيُفرض على العدو وقف إطلاق النار بدون مقابل وهذا يعني انتصار قوى المقاومة وتحكمها بالمشهدين السياسي والميداني في فلسطين والمنطقة

السيناريو الثالث: وقف متقطع لإطلاق النار واستمرار حرب الاستنزاف على كافة الجبهات واحتمال تطور الحرب ميدانيا وتوسعها شيئاً فشيئا، وهذا الاحتمال وارد ولكنّه سيكون خطراً على العدوين الإسرائيلي والأمريكي، لأنّه سيؤدي إلى المزيد من ردود الفعل العربية والإقليمية والدولية وسيستنزف جيش الاحتلال الإسرائيلي والجيش الأمريكي في المنطقة ولن لكون لصالحهما على المدى القريب والبعيد، وفي حال صمدت المقاومة وحقّقت نجاحات ميدانية على كافة الجبهات سيُفرض على العدو وقف إطلاق النار بدون مقابل وهذا يعني انتصار قوى المقاومة وتحكمها بالمشهدين السياسي والميداني في فلسطين والمنطقة، ويقطع الطريق أمام الحلول السياسية التي يتمّ الترويج لها من قِبل الأمريكيين وبعض الدول العربية.

تصاعد القتال في غزة والمنطقة والذهاب إلى حرب واسعة أو شاملة، وقوى المقاومة تستعد له وهي تواصل القتال ودعم قوى المقاومة في غزة وفقاً لوتيرة متصاعدة

السيناريو الرابع: تصاعد القتال في غزة والمنطقة والذهاب إلى حرب واسعة أو شاملة، ورغم أنّ هذا السيناريو ليس سهلاً وهو مستبعد مبدئياً لكنّه يبقى في دائرة الاحتمالات، وقوى المقاومة تستعد له وهي تواصل القتال ودعم قوى المقاومة في غزة وفقاً لوتيرة متصاعدة لكنّها حتى الآن لم تقرر الدخول في حرب شاملة أو واسعة لأسباب عديدة، لكنّ تطور الأوضاع قد يؤدي لتدحرج الصراع إلى مثل هذه الحرب.

على ضوء هذه السيناريوهات المتوقعة، فإنّ قوى المقاومة في لبنان وفلسطين والمنطقة تستعد لكل الاحتمالات وهي تؤكد رفضها لأي حل بدون حركة حماس أو قوى المقاومة أو تغيير الواقعين الميداني والسياسي في قطاع غزة وإخراج “حماس” من القطاع أو فرض شروط دولية وإقليمية، وتعتبر قوى المقاومة أنّ الدفاع عن حركة حماس وقوى المقاومة وحمايتها هو الخط الأحمر الذي لا يمكن التنازل أو التراجع عنه.

ويبقى أنّ تحقيق أي سيناريو من هذه السيناريوهات مرتبط بالوضع الميداني ومدى قدرة قوى المقاومة على الصمود والمواجهة، والميدان هو الذي يحدد الخيارات السياسية المستقبلية.

*كاتب لبناني


وسوم :
, , , , , , , , , , , , , , , , , ,