مخيّم رفح.. الحزن الواقع ما بين البحر والصحراء

التصنيفات : |
مايو 27, 2024 11:12 ص

*حمزة البشتاوي

أُنشىء مخيّم رفح في العام 1949، جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر، بعد نكبة العام 1948. ويقع المخيّم في قلب المدينة، ويُعتبر ثاني أكبر المخيّمات الفلسطينية في قطاع غزة بعد مخيّم جباليا، وتبلغ مساحته حوالي 1364 دونم.

وبلغ عدد سكان مخيّم رفح وأحيائه قبل معركة طوفان الأقصى نحو 105 آلاف نسمة، هُجّر معظمهم قسراً من مدن اللد والرملة ويافا والقرى المحيطة بها.

ومن العائلات في المخيّم: أبو القمعان، السطري، بو تقيره، قشطة، أبو ماضي، الحمايدة، حجازي، الشاع، أبو حزر، زعرب، عبد العال، النحال، أبو رزق، أبو ضهير، الشلوخ، العطار، عبيد، أبو خالي وغيرها من العائلات الكبيرة.

ويطلق أهالي المخيّم على أحيائه أسماء القرى التي هُجّروا منها في نكبة العام 1948.

ويُقسَم الشارع العام، أو شارع البحر، المخيّم إلى قسمين: القسم الشمالي، ويضم حي الشابورة، والقسم الجنوبي الملاصق للحدود مع مصر، ويضم حي يبنا، ومن الشرق حي البرازيل الذي سُمّي بهذا الإسم، بسبب إقامته في نفس موقع الكتيبة البرازيلية التي كانت تعمل ضمن القوات الدولية ما بين عام 1957 والعام 1967، ومن الجهة الغربية يقع حي السلطان، إضافة لأحياء أسدود وكندا وبدر الغربي، وتتبع كل هذه الأحياء إدارياً إلى مخيّم رفح، وتتعامل معها وكالة الأونروا كجزء من المخيّم وليس مخيّمات منفصلة عنه، وهي تشبه المدينة، رغم الإكتظاظ السكاني والشوارع الضيقة وصعوبة الوصول فيها إلى مياه الشرب والكهرباء ومشاكل البنى التحتية.

ورغم الحرب وأهوالها الكارثية المرعبة، يبقى مخيّم رفح وأهله أصحاب التاريخ النضالي الطويل، رفضاً لمشاريع التوطين والتهجير، صامدين وباقين في أرضهم، يواجهون بصبرهم الحرب والحصار كما فعلوا ذلك على مر الأيام والسنين وكلهم أمل بانتهاء الحرب والحصار و الاحتلال والعودة إلى المخيّم ومنه نحو الديار التي ما زالت تشتاق لهم ويشتاقون إليها

ويوجد في المخيّم 23 مدرسة ومركز صحي واحد تابع لوكالة لـ”الأونروا”.

وبعد أن كان المخيّم بالأصل ملاذاً لما مجموعه 41000 لاجئ هُجّروا قسراً من مدنهم وقراهم عام 1948، تجاوز عددهم ما قبل الحرب المائة ألف نسمة، وبعد إندلاع الحرب أصبح يسكن في رفح المحافظة والمخيّم حوالي مليون وأربعماية ألف نسمة أي حوالي 23 ألف نسمة في الكيلو متر مربع الواحد، ونصف المليون وأربعماية ألف تعرضوا لنزوح جديد خلال الحرب التي تزيد من قلق اللاجئين وخوف أطفالهم من الاحتلال والكلاب التي تبحث عما تأكله بالقرب من خيام النازحين، ولا تتركهم ينامون بسبب القصف والنباح.

ورغم الحرب وأهوالها الكارثية المرعبة، يبقى مخيّم رفح وأهله أصحاب التاريخ النضالي الطويل، رفضاً لمشاريع التوطين والتهجير، صامدين وباقين في أرضهم، يواجهون بصبرهم الحرب والحصار كما فعلوا ذلك على مر الأيام والسنين وكلهم أمل بانتهاء الحرب والحصار و الاحتلال والعودة إلى المخيّم ومنه نحو الديار التي ما زالت تشتاق لهم ويشتاقون إليها.

*كاتب وإعلامي


وسوم :
, , , , , , , , , , , , , ,