هل من حلول تاريخية للقضية الفلسطينية؟

التصنيفات :
أغسطس 13, 2021 3:02 م
جميع الحقوق محفوظة لشبكة صمود – 2021

*وفيق هواري

شهد الكيان الصهيوني خلال العامين الماضيين أكثر من عملية إنتخابية لتشكيل حكومة جديدة، معظم الخلافات بين أطراف السلطة كان حول آلية التعامل مع الفلسطينيين، وحول إمكانية ضم أراضي الضفة الغربية إلى الكيان الصهيوني، إلا أن أحداً لم يفكر بمستقبل الفلسطينيين في فلسطين نفسها.

الحل الذي يعتقد به أرباب الكيان الصهيوني، هو تهجير جميع الفلسطينيين من أراضيهم التاريخية لبناء دولة يهودية صافية وعنصرية. وهذا ما يشكل أساس المشروع الصهيوني في المنطقة.

لكن هذا الحل مستحيل وهذا ما أظهره التاريخ منذ تأسيس الكيان الصهيوني. لكن سلطات الاحتلال استخدمت التباين في وجهات نظر القوى السياسية لفلسطينيي الداخل، بين تيار ما زال يتمسك بالهوية الوطنية الفلسطينية وبالحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، وتيار آخر رضي بالفتات الذي نثرته أحزاب صهيونية على عدد من القرى والبلدات والذي يقتصر على تحسين بعض الخدمات، من دون فتح الباب أمام استمرار مقاومة محاولات سلطات الاحتلال لإنهاء الوجود الفلسطيني، وإفراغ الأراضي المحتلة من أصحابها الأصليين.

يبقى حلان مطروحان: الحل الأول هو ما طرحه الفلسطينيون في ستينيات القرن الماضي، دولة واحدة ديموقراطية وعلمانية تتسع للجميع الذين هم متساوون بالحقوق، دولة لجميع المقيمين على أرض فلسطين التاريخية.

السؤال: هل تقبل إسرائيل  بهذا الحل الذي يضع حداً لطموحها ببناء دولة يهودية صافية؟، وبالمناسبة إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تحصر الحصول على جنسيتها بالمعتقد الديني.

وهناك حل آخر هو حل الدولتين وبناء دولة فلسطينية ذات سيادة مستقلة، بناء على قرار التقسيم الدولي، دولة تتاح أمامها كل الإمكانات التي تسمح ببناء مؤسسات عامة.

فهل توافق إسرائيل على هذا الحل؟

برفضها كل الحلول المقترحة، تفتح إسرائيل الباب مجدداً أمام موجات من العنف والعنف المتبادل، وترتفع في الوقت نفسه أصوات من الداخل الاسرائيلي تدعو إلى مغادرة هذا الكيان الذي لا يبحث عن حل فعلي لهذه المعضلة التاريخية.

من جهة أخرى، فإن الدعم الفعلي العربي الذي يمكن تقديمه للشعب الفلسطيني هو أن يكون شعباً موحداً في كل كيان، وليس قبائل وطوائف، والنجاح ببناء دولة وطنية لجميع مواطنيها، وذلك لمواجهة ما أعلنته وزيرة الخارجية الأمريكية رايس عام ٢٠٠٦، بأن الشرق الأوسط يسير نحو التفكك  وإنهاء الدول وتحويلها الى مناطق نفوذ.

يبدو أن المعركة في فلسطين هي جزء من النضال العام الذي تشهده المنطقة من أجل بناء دول ديمقراطية تفسح في المجال أمام تطور البنى الاجتماعية في كل كيان من الكيانات الموجودة وتحافظ على وحدة كل منها.

*كاتب لبناني


وسوم :
, , , , , ,