فعالية الشبان الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي في القضية الفلسطينية، والقدرة على التأثير في الجمهور العربي

التصنيفات :
أغسطس 20, 2021 2:50 م

منى العمري – صمود

شكّلت مواقع التواصل الاجتماعي نقلة نوعية في حياة الفلسطينيين كسائر مستخدميها حول العالم، فأخذ الفلسطينيون حينها على عاتقهم نشر الرواية الفلسطينية بألسنتهم وعيونهم إلى العالم كله، فتفعّلت صفحات يشرف عليها نشطاء فلسطينيون بلغات عديدة تشرح للعالم ما الذي يحدث في فلسطين بالتحديد، بعيدا عن الرواية الإسرائيلية، مما كان له الأثر الكبير في تشكيل وعي جديد وردة فعل لدى مستخدمي هذا الموقع.

جلّ النشاط الرقمي على منصات التواصل في فلسطين -حسب الإحصائيات- ينحصر على الفيسبوك، فقرابة 88% من مستخدمي الإنترنت الفلسطينيين يستعملونه استنادا إلى دراسة لمركز أي بوك للعام 2018.

استأثر موقع فيسبوك باهتمام كبير على المستوى الأمني والرسمي في فلسطين المحتلة، فقد رصدت المؤسسات والجمعيات المختصة منذ العام 2014 وحتى 2017، أكثر من 300 حالة اعتقال  قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق فلسطينيين على خلفية منشوراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي وفيسبوك خصوصا.

وكانت وزيرة القضاء الإسرائيلية إيليت شاكيد أكدت خلال ما سمي بمؤتمر مكافحة الإرهاب السادس عشر، أن إسرائيل قدمت طلبات لفيسبوك لإزالة محتوى وإغلاق حسابات لفلسطينيين، وقد تجاوب فيسبوك حينها مع 95% من الطلبات المقدمة له.

ويأتي هذا الحصار على المحتوى الفلسطيني في مقابل مساحة كبيرة تمنح للإسرائيليين، إذ يشير مركز “حملة” المختص بالإعلام الاجتماعي في الأراضي المحتلة عام 1948، أن منشوراً تحريضياً ضد الفلسطينيين يُكتب كل 66 ثانية.

فإن الضغط الشديد والرقابة والمتابعة الحثيثة للمحتوى الفلسطيني من قبل إسرائيل وفيسبوك أسفر عن نتائج سلبية كبيرة في نسبة المشاركة السياسية للشباب الفلسطيني. وقد أثبت بحث أُجري على الشباب الفلسطيني خلال العام 2019، أن ثلثي الشباب الفلسطيني لا يشعرون بالأمان للمشاركة السياسيّة عبر الإنترنت. (١)

لا يعد الحديث عن حملات لإخفاء المحتوى الرقمي الفلسطيني أمرا جديدا، إلا أن البعض أشار إلى “ارتفاع ملحوظ في مستوى تلك الحملات، خاصة بعد أحداث حي الشيخ جراح وما تبعها من تطورات”.

وقد سجلت منصة “صدى سوشال” المعنية بالدفاع عن الحقوق الرقمية للفلسطينيين، “أكثر من مئتي انتهاك ضد محتوى فلسطيني”.  (٢)

كما أكدت صحيفة نيويورك تايمز، إن مقاطع الفيديو والأصوات المؤيدة للفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي ساعدت في إنجاز ما لم تحققه عقودا من الاحتجاجات العربية ومقاطعة إسرائيل واندلاع العنف بشكل منتظم، وهو انتزاع القضية الفلسطينية، التي تُركت لتموت قبل عدة أشهر، تجاه التيار السياسي السائد، مشيرة إلى ظهور شارع عربي جديد على الإنترنت، وأنه يزداد نموا ويصبح عالميا.

 وتحدثت الصحيفة عن تنامي انتقاد إسرائيل في أوساط الديمقراطيين التقدميين في الولايات المتحدة، وقالت إنه مع انتشار صور حي الشيخ جراح والدماء في غزة واعتداءات الشرطة الإسرائيلية على المسجد الأقصى في القدس على منصات الإنترنت الفلسطينية وعبر إنستغرام وتويتر وتيك توك، فإنها وحّدت جيلاً جديداً من النشطاء العرب مع حلفاء تقدميين ربما لم يكن بعضهم يعرف أين تقع غزة قبل أسبوعين فقط. (٣)

منى الكرد: مثال حيً على تأثير الشبان الفلسطينيين من خلال مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي

تحولت الناشطة الفلسطينية منى الكرد، إلى أيقونة جديدة للنضال في الشارع الفلسطيني ضد ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، بعد أن اعتقلتها سلطات الاحتلال من منزلها في حي الشيخ جرّاح، وهي التي دافعت عن حقها في منزلها ضد التهجير الذي يريده المستوطنون المتطرفون في هذا الحي الفلسطيني بينما يناضل سكانه إما في المحاكم أو من خلال المواجهات مع الاحتلال. (٤)

ساهمت منى الكرد في نقل قضية حيّ الشيخ جرّاح إلى العالم، فزاد عدد متابعيها من 13 ألفاً فقط إلى أكثر من 300 ألف. تخصّص حساباتها لتنقل الواقع الفلسطيني، فيما تتآمر مواقع التواصل الاجتماعي مع الاحتلال لتحذف منشورات من إنستغرام وتحجب وسوماً من تويتر وتغلق حسابات من فيسبوك.

درست الكرد الإعلام في جامعة بيرزيت، وهي التي تبلغ 23 عاماً فقط، باتت مراسلةً ميدانية في ظلّ الظروف الحالية، تكتب البيانات وتنشرها وتختار الصورة والشعار والحملة والعنوان، ولها قدر كبير في نشر الوعي ورفعه لهذه القضية.

المراجع:

١- https://institute.aljazeera.net/ar/ajr/article/1007

٢- https://www.bbc.com/arabic/trending-57137701

٣- https://www.youm7.com/story/2021/5/18/نيويورك-تايمز-أحداث-غزة-والقدس-تولد-شارع-عربى-جديد-على/5323848

٤- https://www.elwatannews.com/news/details/5520037

٥- https://www.alaraby.co.uk/entertainment_media/منى-الكرد-شابة-فلسطينية-وراء-نشر-قضية-حيّ-الشيخ-جراح-للعالم


وسوم :
, , , , ,